رغم مرور نحو أسبوع على اندلاع أحداث شغب في محافظة معان جنوب الاردن (120 كلم عن العاصمة) على خلفية مقتل أربعة في مشاجرة مسلحة داخل جامعة الحسين بن طلال، إلا أن السلطات الأمنية ما تزال تتحفظ على الكشف عن حيثيات المشاجرة، وسط أجواء من التوتر المصحوبة بإغلاق الطرق والاشتباكات مع رجال الأمن. ونشرت السلطات أعدادا غير مسبوقة من قوات الدرك في المحافظة التي تعتبر أيضا أحد معاقل السلفية الجهادية تحسبا لتكرار الفوضى، فيما سيخصص البرلمان الاردني جلسته الاحد لمناقشة القضية. وتعتبر الحادثة التي وقعت الاثنين الماضي هي الاكثر تشابكا، أمنيا واجتماعيا، بحسب مراقبين، حيث تسود حالة احتقان في لواء الحسينية امتد إلى المحافظة ومناطق واسعة، كما شهدت الأيام الخمسة الماضية إغلاق أطراف المشاجرة الطريق الدولي للعقبة جنوبا وعمليات كر وفر واشتباكات مع قوات الأمن واعتداءات على ممتلكات عامة. وأدت المشاجرة إلى مقتل اثنين من أبناء عشيرة الحويطات إثر المشاجرة، وهي من كبرى العشائر الاردنية وتمتد إلى السعودية والعقبة، بينما سقط قتيل من عشائر معان، وتزايدت حالة الاحتقان على خلفية ما وصف ب"تأخر السلطات الأمنية في الاعلان عن أسماء المتورطين." في أثناء ذلك، لم تنجح نهائيا اجتماعات مكثفة عقدت على مدار أسبوع لإنهاء التوتر بين أطراف المشاجرة ووقف التهديدات المتبادلة، فيما أطلق وزير الداخلية الأردني، الجنرال حسين المجالي، تصريحات حاسمة السبت، خلال اجتماعات منفصلة مع أطراف المشاجرة في معان ومسؤولين أمنيين. ونقل الوزير الأسبق إبراهيم حديثة الجازي عن الاجتماع بين المسؤول الأمني وعشائر الحويطات، التوافق على ضرورة حسم الملف سريعا عبر إعلان أسماء المتورطين وإحالتهم إلى القضاء فورا للمحاكمة، مشيرا الى أن هذه القضية هي "فرصة ذهبية" أمام السلطات لفرض هيبتها من جديد. واعتبر الجازي أن مظاهر قطع الطرق والاعتداءات "ليست من صفات العشيرة الاردنية، لكن تغول سطوة مراكز الأمن على المركز السياسي دفع بتراجع هيبة الدولة وسط تنمية الهويات الفرعية الضيقة للأفراد" على حد تعبيره.