حاول أحد اللاجئين الفلسطينيين حرق نفسه أمام مقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في قطاع غزة احتجاجًا على قرار المنظمة بتقليص المعونة الغذائية، ووقف المساعدات المالية. جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية نظمها لاجئون من جميع مخيمات قطاع غزة أمام مقر "الأونروا" الإثنين طالبوا فيها المنظمة بإعادة فتح مقراتها المغلقة منذ الخميس الماضي في قطاع غزة وتفعيل برامج التشغيل وإلغاء قرارها بتقليص المعونة الغذائية، مهددين بحرق أنفسهم إذا لم تستجب "الأونروا" لمطالبهم خلال فترة محدودة. وقام أحد المتظاهرين بالفعل بسكب مادة قابلة للاشتعال على جسده، ولكن عناصر الشرطة وبقية المعتصمين منعوه من ذلك، بحسب مراسل الأناضول. وهدد مئات المحتجين بتصعيد فعالياتهم ضد "الأونروا" وبينها إحراق أنفسهم في حال لم تستجب "الأونروا" لمطالبهم خلال الفترة المقبلة، متهمين مسئولي الأممالمتحدة في غزة "بمحاربة اللاجئين بأرزاقهم". وقال معين أبو عوكل رئيس اللجان الشعبية للاجئين في قطاع غزة "طالبنا وكالة غوث وتشغيل اللاجئين من قبل بإلغاء قرارها بتقليص المساعدات الغذائية ووقف المساعدات المالية لكننا لم نجد آذانًا مصغية لذلك صعَّدنا من فعاليتنا ضدها". وفي حديثه لمراسل "الأناضول" للأنباء أضاف أبو عوكل "احتجاجنا اليوم يعبر عن رفضنا لكل قرارات وكالة الغوث القاضية بتقليص المساعدات"، مطالباً الأممالمتحدة بالإيفاء بوعودها للاجئين الفلسطينيين بأن يظلوا تحت رعايتها حتى عودتهم إلى أرضهم التي أخرجوا منها عام 1948. ودعا عوكل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي بالوقوف إلى جانب اللاجئين ومساعدتهم فهم يعيشون تحت حصار خانق. وفي السياق ذاته، قال أحد اللاجئين الفلسطينيين ويدعى حاتم أبو رياش "نحن حالات اجتماعية ومعظمنا مرضى ولا نطالب بأكثر من أن تعود إلينا المساعدات التي كنا نتلقاها من وكالة الغوث". وأضاف اللاجئ الفلسطيني في حديثه لوسائل الإعلام "إذا كانت الأممالمتحدة لا تريد مساعدتنا فلتعدنا إلى أرضنا التي هجرنا منها". وهدد أبو رياش بحرق نفسه أمام مقر "الأونروا" الإقليمي في غزة وقال "إذا لم يعيدوا المعونات سأحرق نفسي وهناك الملايين يريدون أن يحرقوا أنفسهم". من جانبها، أكدت اللاجئة الفلسطينية رجاء شعبان المقيمة في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة أن "الأونروا" أوقفت المساعدات المالية التي تمنحها لكل فرد كل ثلاثة شهور وتقدر ب 40 شيقلاً إسرائيليًا (10 دولارات). وفي حديثها لمراسل "الأناضول"، أوضحت أن "الأونروا" عملت على تقليص المساعدات بالتدريج، ففي البداية قلصت المساعدات الغذائية بنسبة 40% وبعد ذلك قلصت فرص تشغيل اللاجئين، وها هي اليوم توقف المساعدات المالية. وأعربت اللاجئة الفلسطينية التي تتكون أسرتها من ثمانية أطفال ثلاثة منهم معاقون عن خشيتها أن "توقف المنظمة بقية خدماتها خلال الفترة المقبلة المتمثلة في العلاج والتعليم". وأعلنت "الأونروا"، الخميس الماضي، عن إغلاق كافة مكاتبها ومراكزها في قطاع غزة حتى إشعار آخر؛ إثر قيام محتجين باقتحام أحد مكاتبها في القطاع. واقتحم محتجون فلسطينيون المكتب الإقليمي ل"الأونروا" في مدينة غزة؛ رداً على إعلانها تقليص مساعداتها المقدمة للاجئين الفلسطينيين في القطاع على خلفية عجز في موازنتها، بحسب تصريحات المتحدث باسم "الأونروا" عدنان أبو حسنة. ووصفت الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، إغلاق "الأونروا" لمكاتبها في قطاع غزة ب "الإجراء القاسي والعقاب الجماعي للاجئين". ووكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" (UNRWA) تأسست بموجب قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر 1949، ولها مقران رئيسيان في فيينا وعمَّان، وتعمل على تقديم الدعم والحماية وكسب التأييد لحوالي 4,7 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لديها في الأردن ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة إلى أن يتم إيجاد حل لمعاناتهم. ويتم تمويل الأونروا بالكامل تقريبًا من خلال التبرعات الطوعية التي تقدمها الدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة.