وجه مهاتير محمد رئيس، وزراء ماليزيا السابق، الشكر لحزب الحرية والعدالة في مصر على الدعوة التي قدمها له لإقامة مؤتمر يتحدث عن التجربة الماليزية ، وقال مهاتير، خلال مشاركته في مؤتمر، "تجارب النهضة في العالم.. ماليزيا نموذجا": إنه بالرغم من أن ماليزيا دولة صغيرة بها 6 ملايين نسمة ومنقسمة إلى مسلمين وصينيين وبوذيين وهندوس وهنود غير متجانسين إلا أن الجميع شارك في ثروة البلاد وسياسيتها، وابتعدوا عن الخلافات السياسية. وأضاف أننا قمنا بوضع خطة للنهضة، وذلك للنهوض باقتصاد بلادنا، وقمنا بتكوين تحالف بين الأحزاب الرئيسية من أجل العملية السياسية، وكان أول شيء قمنا به هو العمل على القضاء على مشكلة البطالة والتوجه نحو التصنيع بعد الصناعة. وأوضح مهاتير أنهم لم يكونوا يعلمون أي شيء يقدم للسوق، كما أنه لم يكن معهم رأس مال، ولم يكن لديهم الأيادي المدربة، ولذلك قاموا بدعوة المستثمرين الأجانب وكان هدفهم خلق وظائف للشعب الماليزي، مشيرا إلي أن جذب المستثمرين كان يستلزم خلق بيئة جاذبة، وهو ما دفعهم لجذب صناعة الإلكترونيات؛ لأنها تتطلب أيد عاملة كبيرة، وكانت العمالة تكتسب المهارة بسرعة، فأصبحت ماليزيا من أكبر المصدرين للإلكترونيات. وأضاف: احتجنا لعمالة أكبر، فسمحنا باستجلاب العمالة من الخارج، مشيرا إلى أنهم لم يكونوا مهتمين بجلب الضرائب من المستثمرين بقدر اهتمامنا بتشغيل الشعب الماليزي، واستقرار البلاد. وأشار إلى أن الشعب استطاع بهذه الاستثمارات الحصول على دخل أعلى، وجاء ذلك بعد تدريبهم بشكل أعلى. وأوضح أنه مع وجود الصناعات التقنية المتقدمة، احتاجوا لتدريب أعلى، وهو ما قاموا به عبر الاهتمام بالتعليم، وهو ما وفر حياة كريمة للمواطنين وجعلهم يبعدون عن الخلافات السياسية. وتابع: اتجهنا إلى الصناعات الثقيلة ومن بينها صناعة السيارات، فقمنا بعمل شركة وطنية للسيارات ونجحنا في صناعة أول سيارة ماليزية الصنع. وأشار إلى أنهم لم يكن لديهم خبرة في مجال استخراج البترول، فقاموا بدعوة المستثمرين حتى استطاعوا عمل شركة وطنية تسمى بتروناس، وأصبحت شركة عملاقة يمكنها المنافسة مع الشركات الأخرى داخل وخارج ماليزيا ومن بينها مصر.