فى الربع الأخير من عام 2009 عصفت مبارة لكرة القدم بمستقبل الاستثمارات المصرية داخل الجزائر ،وسحبت الدولة نفسها من مفاوضات اقتربت من مرحلة التنفيذ فى اقامة منطقة صناعية مصرية داخل الاراضى الجزائرية للتصدير، اما اليوم وبعد اكثر من ألف يوم على كارثة مبارة السودان التى ذهبت بالجزائر الى كأس العالم ورمت بالعلاقات المصرية الجزائرية الى الحجيم يحاول مجلس الاعمال المصرى الجزائري مداواة جروح تلك الفاجعة التى تسببت فى تخارج كبار المستثمرين من الشقيقة الجزائر وهما اوراسكوم والقلعة والمصرية للاتصالات وبقى مستقبل عز ستيل معلقاً وتراجعت بولى سيرف عن الاستثمار هناك وتأزمت أمور المقاولون العرب في المناقصات الحكومية ومازالت بترو جيت تقاوم ومستمرة. مؤسسة الرئاسة في مصر أعلنت منذ فترة عن عزم الرئيس محمد مرسى القيام بزيارة تاريخية للجزائر العاصمة لاعادة صياغة العلاقات العربية بمصر وخاصة دول المشرق العربى وعلى رأسها الجزائر التى تمثل البوابة الرئيسية للمنتجات المصرية الى الغرب الاوروبى من ناحية وتنقية العلاقات مع الاخوة بالجزائر من ناحية اخرى ،هذا الامر شجع وزير الصناعة والتجارة الخارجية حاتم صالح لتشكيل مجلس الاعمال الجزائرى برئاسة المهندس نهاد رجب. وتنفرد"أموال الغد" في هذا التحقيق بتفاصيل أولى اجتماعات المجلس والتوصيات التي أعدها بالتعاون مع الجمعية المصرية للاستثمار الدولي "ايبيا" لرفعها إلى رئاسة الجمهورية قبل الاعداد لزيارة الرئيس مرسى للجزائر التي تحتل الاستثمارات المصرية فيها المرتبة الأولى هناك بحجم استثمارات بلغ 6 مليارات دولار تديرها 32 شركة مصرية منذ عام 2001 الى ما قبل أزمة الكرة وفقا للقطاع التجارى بالسفارة الجزائرية لدى القاهرة. قرار وزاري فى التاسع من ديسمبر من العام الماضى اعتمد وزير الصناعة والتجارة الخارجية حاتم صالح فى قرار وزارى يحمل الرقم 954 لسنة 2012 تشكيل مجلس الاعمال المصري الجزائري المشترك وذلك ضمن استراتيجية عامة تتبناها الحكومة لإعادة صياغة العلاقات التي توترت مع بعض الدول قبل الثورة وفى مقدمتها الدول العربية الشقيقة،إذ تضمن القرار فى مادته الثانية الذي حصلت "أموال الغد" على نسخة منه ضرورة قيام المجلس الجديد بإعداد خطة تحرك سنوية تتضمن اختيار 4 قطاعات ذات أولوية لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية المصرية الجزائرية المشتركة على أن يتم إعداد تقرير ربع سنوى بما أنجزه المجلس الجديد ، وقبل مرور شهر على هذا القرار عقد المجلس اجتماعا مغلقا بأحد فنادق القاهرة الشهيرة برئاسة المهندس نهاد رجب والدكتور أحمد هيكل رئيس مجلس ادارة مجموعة القلعة وعضو المجلس والمهندس خالد الدجوى ممثلاً لشركة اوراسكوم وعضو المجلس والدكتور صفوان ثابت رئيس مجلس ادارة جهينة وعضو المجلس والمهندس محمود مسعود امين عام المجلس ورئيس لجنة العلاقات العامة بجمعية الاعمال والاستثمار الدولى "ايبيا" والمهندس محمد شيمى رئيس مجلس ادارة شركة بترو جيت وعضو المجلس وتم تشكيل هيئة المكتب والاتفاق على المحاور الرئيسية التي ستحدد اداء المجلس خلال العامين المقبلين من ناحية وترتيب زيارة الرئيس مرسى الى الجزائر من ناحية أخرى. مقترحات لاحتواء الموقف وفى خطوة استباقية لاحتواء الموقف المتأزم من جانب مصر عقب مباراة كرة القدم الشهيرة ، قرر مجلس الاعمال المصرى الجزائري ان يجمع المقترحات لاحتواء هذه الازمة وقرر أن يقدم لمؤسسة الرئاسة قائمة باسماء وفد كبير من الشخصيات العامة والمستثمرين المصريين بهدف تنقية العلاقات وعلى رأسهم شخصأن يتمتعان بشعبية كبيرة لدى الجزائريين وهما الفنان الكبير عادل امام والرياضى الشهير محمد ابو تريكة الى جانب عدد من السفراء المصريين لدى الجزائر وتم الاتفاق على مخاطبة كافة تنظيمات الاعمال التى لها علاقة مباشرة مع السوق الجزائرى، وتضم القائمة كل من الدكتور عبد الرحمن سعودي والمهندس صفوان ثابت والمهندس على موسى والدكتور احمد هيكل والدكتور شرين حلمى والمهندس احمد السويدى والمهندس حاتم عزام والمهندس حسن علام والدكتور هشام الشريف،كما يوجه المجلس الدعوة لعدد من الوزراء خاصة الاستثمار والصناعة والتجارة الخارجية والتعاون الدولى . الطرف الآخر يتحرك لذلك ومع الاتفاق على ضرورة التعاون مع تنظيمات رجال الاعمال الذين لهم علاقة مباشرة مع السوق الجزائرى كشف المهندس محمود مسعود عضو المجلس ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بجمعية الاعمال والاستثمار الدولى ايبيا ان وفدا من المستثمرين الجزائريين سيزور القاهرة مارس الجارى للتباحث حول اقامة استثمارات جديدة فى مصر خلال العام الجارى فى 19 قطاعا انتاجيا على رأسها مواد البناء، وكان مقرراً أن يصل الوفد إلى القاهرة الاسبوع الأول من فبراير الماضى إلا ان الاحداث الجارية دفعت الوفد الى ارجاء زيارته. من جانبه قال المهندس أحمد جلال الدين رئيس جمعية الاعمال والاستثمار الدولى "ايبيا" ان الزيارة تمثل واحدة من سلسلة زيارات ترتب لها الجمعية مع المستثمرين العرب والاجانب لدفع عجلة التنمية خاصة فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير . وأضاف جلال الدين ان الوفد الجزائرى يمثل 53 شركة فى 19 مجالا مختلفا ، لافتا الى ان الجمعية تستهدف فتح وتعميق العلاقات بين المستثمرين المصريين والجزائريين خاصة فى مجال المقاولات وصناعة مواد البناء والتصدير والاستيراد لزيادة حجم التبادل التجارى بين مصر والجزائر. من جانبه قال محمود مسعود عضو مجلس الاعمال المصرى الجزائرى ان اجمالى حجم اعمال الشركات التى وافقت رسمياً على المشاركة بالزيارة يصل لاكثر من 300 مليون دولار فى عدد كبير من دول العالم، وابدوا رغبتهم فى الاستثمار بمصر ، مشيرا الى ان الوفد يمثل قطاعات مواد البناء خاصة الحديد والمواد الغذائية والاستشارات الهندسية وصناعة الورق والحاصلات الزراعية والدواجن والقمح ومشتقاتة وصناعة الاثاث. هذه المبادرة لاقت ترحيبا واسع المدى من أعضاء المجلس خاصة الدكتور احمد هيكل الذى أكد ان المرحلة المقبلة تتطلب فتح صفحة جديدة مع كافة الدول التى توترت قبل الثورة،لافتا الى ان ما تعرضت له الكيانات الكبيرة من ضغوط جزائرية سيكون دائما عائقا امام اى مستثمر مصرى يحاول اقتحام السوق الجزائرى، لذلك أكد دعمه لمبادرة "ايبيا" التي يراها من وجهة نظره أنها أفضل حلقة تحضرية للزيارة التى يرتبها المجلس وتباركها مؤسسة الرئاسة فى مصر. من جهته ايد صفوان ثابت رئيس مجلس ادارة مجموعة جهينة وعضو المجلس مقترحا بتوجيه الدعوة الى اتحاد الصناعات المصرية واتحاد الغرف التجارية وجمعية رجال الاعمال المصريين وجمعية شباب الاعمال للمساهمة فى دعم مبادرة ايبيا التى يرى ان زيارة هذا الكم من رجال الاعمال الجزائريين يدعم تشكيل المجلس من الجانب الجزائرى لانه مازال احادي التوجه من جهة مصر فقط. واستقر اعضاء المجلس فى النهاية على ضرورة وضع الاهداف والرؤى والاستراتيجيات لخطة عمل تستهدف تنشيط العلاقات الاقتصادية والتجارية مع الجزائر التى حددها اعضاء المجلس فى "المقاولات ،البترول والطاقة ، التصدير والتجارة، مواد البناء والتكنولوجيا الخدمات"، مع تكوين مجموعات عمل للمشروعات والقطاعات التى تم تحديها ، اضافة الى التواصل مع وزير الاستثمار الجزائرى لتكوين الجانب الجزائرى بنفس قوة المصرى وانشاء مكتب اتصال ومسئول اتصال دائم بالاراضي الجزائرية.