نشرت صحيفة نيويورك تايمز عبر موقعها الالكتروني مقالا تحليليا يتناول رصد أوضاع الحكومة والمجتمع المدني ومدى تأثيرهم داخل الدولة مستشهدا بمقارنة بين كل من الهند والصين ومصر. أشار الكاتب توماس فريدمان الى أن الهند تفتقر حكومة مركزية قوية مقابل وجود مجتمع مدني شديد القوة خاصة مع احتدام الانتخابات وتواجد المنظمات والجمعيات بشكل قوي في كل مرحلة ،وفي المقابل تتمتع الصين بحكومة مركزية مترابطة مقابل مجتمع ضعيف يحاول جاهدا التعبير عن نفسه بشكل أكبر. الا أن مصر ،للأسف ،تفتقر كل من الحكومة المركزية والمجتمع المدني المترابط الذي عاني على مدار 50 عاما من القهر والكبت في ظل انكار وجود انتخابات حقيقية ،وهو ما جعلها فريسة سهلة للقيام بثورة تحولت من جانب الجماعة الوحيدة القادرة على التنظيم على الساحة. ورغم هذه المفارقات الا ان الشئ المشترك بين هذه الدول الثلاث هو التزايد الكبير في اعداد الشباب تحت عمر الثلاثين المستخدمين للتكنولوجيا الحديثة رغم عدم تساوي مستوى التعليم بينهم. ويري فريدمان أن الدولة التي ستصبح الأكثر تقدما ونموا في القرن ال21 هي أكثرهم نجاحا في تحويل هذا التضخم في ظهور الشباب داخل المجتمع الى "عائد ديموجرافي" ينعكس على الدولة من خلال استمرار عائدها خلال عشرات السنين ،وذلك مقابل "قنبلة ديموجرافية" تهدد باستمرار التراجع على مدار عشرات السنين. وهذا العائد الايجابي يتوقف على مدى تعزيز المجتمع للشباب بفرص التعليم والوظائف وظهور أصواتهم بشكل يساعدهم على ادراك كافة امكانياتهم. ويضيف دوف سيدمان ،مؤلف كتاب "كيف؟" والمدير التنفيذي لمؤسسة LRN التي تمتلك مركز اداري في الهند ،أن السباق الحقيقي سيتعلق بمن القادر على تمكين عدد أكبر من الشباب داخل المجتمع ومنحهم الالهام الذي يساعد على بناء ازدهار مجتمعي يمتد للخارج ،مشيرا الى أن تحقيق ذلك يتوقف على القادة والآباء والمعلمين في مدى قدرتهم على تهيئة البيئة المناسبة لصغار السن بشكل يؤهلهم لمهنتهم في الحياة وليس مجرد وظيفة. ويقول أن الدول التي تفشل في تحقيق ذلك ستواجه مشكلة في أعداد هائلة من الشباب يعانون ليس فقط من البطالة ولكن من عدم قدرتهم على القيام بعمل ،كما سيصبح هذا الشباب منفصل تماما عن عالم متصل ببعضه ،الأمر الذي يدفعهم للاحباط مع مشاهدتهم لما حولهم من عمليات بناء وادراك امكانياتهم وفضولهم. كما يشير سيدمان الى أن الدولة التي تمتلك حكومة مركزية قوية أو مجتمع مدني مترابط سيساعدها ذلك في الارتقاء الى هذا التحدي ،بينما ستواجه الدول التي تفتقر كلا العنصرين مشاكل حقيقية كما هو الحال في مصر وهو ما ينعكس في كفاحها الان. لافتا الى ريادة الصين في امداد شبابها بالتعليم والبنية التحتية وفرص العمل مقابل كبح الحرية والفضول لديهم. بينما كانت الهند الحالة الاكثر اهتماما اذا ما تمكنت من التحكم في حكومتها وفي الفساد