نشرت مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية فى عددها الصادر اليوم تقريرا يتضمن توقعاتها لأهم الاحداث التي ستتصدر المشهد العالمي ونحن على مشارف عام ميلادي جديد. وذكرت المجلة-في التقرير الذي أوردته على موقعها على شبكة الأنترنت -أن المخاض السياسي الذي تشهده مصر حاليا سيظل على قائمة الاحداث الساخنة،مشيرة إلى أنه نظريا يبدو وأن الاوضاع في مصر "مطمئنة" إلى حد كبير،بدءا من تسليم سلطة البلاد إلى رئيس منتخب وإبداء العسكر عزوف عن الحكم وإظهار جماعة الاخوان المسلمين اعتدالا في الرؤى بتأكيد الجانب المصري التزامه بمعاهدة السلام الموقعة مع إسرائيل،مؤكدة أن العنف في مصر يظل هو "الاستثناء" وليست القاعدة العامة. كما توقعت المجلة أن يشهد العام المقبل نهاية للصراع الدائر في سوريا والتمهيد لمرحلة انتقالية سياسية طويلة ربما يتخللها بعض المصاعب. واستدلت في هذا الطرح بالتقارير المتواترة حول التوصل لإجماع دولي بشأن عقد مصالحة بين عناصر من النظام الحاكم ، باستثناء الرئيس السوري بشار الاسد، وبين قوى المعارضة في الداخل والخارج ذلك إلى جانب الخطوة التي أقدمت عليها المعارضة بتوحيد صفوفها تحت مظلة كيان موحد باسم الائتلاف الوطني السوري والتي وصفتها المجلة ب"الخطوة المهمة" كما رأت أن الأشهر الاولى من العام المقبل ستحدد ما إذا سيتمكن العراق من الحفاظ على وحدته وتماسكه أم لا، لافتة إلى أن الاحداث في سوريا ستلقي بظلالها على قرارت الجماعة السنية في العراق بشأن المدى الذي يمكن أن تذهب إليه في بلورة استيائها حيال الاوضاع الجارية في بلادها. وقالت المجلة إن حظوظ العراق في التمتع بالإستقرار والوحدة بعد مرور عشرة أعوام على الغزو الامريكي له عام 2003، تبدو غير مطمئنة. وفقا ل" اش ا " وفي ليبيا،كما لفتت المجلة،ستواصل الحكومة الليبية خلال العام المقبل نضالها لنزع السلاح من الجماعات المسلحة في البلاد وإنها ربما تواجه صعوبة في جهودها بخصوص هذا الشأن نتيجة افتقارها لمؤسسات الدولة الحيوية بعد مرور أربعين عاما من استبداد نظام العقيد السابق معمر القذافي. من ناحية أخرى، اعتبرت مجلة "فورن بوليسي" الأمريكية أن الأزمة التي يواجهها النموذج السياسي الغربي وتنامي النزاع الطائفي في منطقة الشرق الاوسط والمخاوف بشأن انكماش النفوذ الامريكي في مختلف أنحاء العالم؛ ستكون ثلاثة عوامل رئيسية ستقود دفة الاحداث العالمية خلال العام الجديد. وأوضحت:"أن الخطر الذي يحدق بالنموذج الغربي بشكل عام يتمثل في عجز الولاياتالمتحدة وأوروبا عن معالجة قضاياهم المالية والاقتصادية وحتى وإن كانت أزمات تتعلق بالشق الاقتصادي،غير إن الضعف الذي سيحل بهذين الكيانيين سياسيا بالاساس. وحذرت المجلة من أن "فشل" الغرب المتواصل في التصرف حيال هذه الازمات سيسفر عن إضعاف مكانة الغرب عالميا في شتى النواحي المتعلقة بالنفوذ القومي؛سواء القدرة على إحراز تقدم أو قدرة على حشد وتزعم فعل دولي أو القدرة على تحقيق مصالح قومية. وأردفت المجلة تقول:"بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط،فستواصل هذه المنطقة جذب اهتمام المجتمع الدولي حيث لاتزال تعج بالانتفاضات السياسية لثورات الربيع العربي: وعلى ما يبدو أنه خلال العام المقبل وما تلاه سيظل النزاع الطائفي هو السمة الغالبة للاحداث في مختلف أنحاء المنطقة. أما عن العامل الثالث المتمثل في المخاوف بشأن انكماش حجم النفوذ الامريكي حول العالم،فأوضحت المجلة أن منبع هذه المخاوف يكمن بشكل جزئي في انسحاب معظم القوات الأمريكية العاملة في أفغانستان بحلول نهاية عام 2014، مشيرة إلى أنه يتم بالفعل اعادة تشكيل سياسات الدول المجاورة لأفغانستان على رأسهم:باكستان والهند وإيران لضمان الحفاظ على تأثيرهم في أفغانستان ما بعد الانسحاب الامريكي. وأضافت:هذا إلى جانب تنامي التوقعات بشأن تقليص واشنطن حجم اعتمادها،ومن ثم اهتمامها، بالدول المصدرة للنفط داخل منطقة الشرق الأوسط في ضوء ارتفاع معدلات النمو المذهلة التي تحققها الولاياتالمتحدة في قطاع الغاز والنفط ، ذلك إلى جانب ان العجز في الموازنة الأمريكية والحاجة إلى خفض النفقات يشير إلى أن الولاياتالمتحدة ستلعب دورا "أقل" خارج حدود أراضيها خلال الاعوام المقبلة