خاص - أموال الغد: توقع عدنان يوسف، رئيس إتحاد المصارف العربية، معاودة المصارف العربية الانطلاق مجدداً وإعادة إطلاق برامجها التمويلية، الاستثمارية، والتوسعية بعد عام من النمو البطيء والانتظار الذين شهدتهما تلك المصارف العربية. وقال عدنان يوسف، خلال كلمته فى إفتتاح فعاليات القمة المصرفية العربية الدولية لعام 2010 والتي يعقدها اتحاد المصارف العربية فى إسطنبول، أن الامكانات الضخمة التي تمتلكها المصارف العربية، ومنها أصولها واستثماراتها التي تتجاوز 2.26 تريليون دولار، سوف يكون لها دور مهم في التنمية الاقتصادية للدول العربية وشريكها الاقتصادي الاستراتيجي تركيا. وكشف عن سعى المصارف الإسلامية الى تكثيف حضورها وتوسيع نشاطاتها في العديد من الدول – ومنها تركيا– للاستفادة من الفرص الجديدة التي نشأت خلال وبعد الازمة المالية العالمية. وهذه الفرص الجديدة هي في الواقع نتيجة لاعتبار المصارف الاسلامية، وبشكل جدي، ضمن النماذج القابلة للتطبيق، للنظام المالي والمصرفي العالمي الحالي، والذي يتعرض بشكل مستمر للصدمات والأزمات. وأضاف أن العلاقات العربية التركية شهدت نمواً مستمراً خلال السنوات القليلة الماضية، وخاصة في المجالين الاقتصادي والمالي ويأتى ذلك نتيجة رغبة العالم العربي وتركيا في زيادة التعاون لما فيه من مصلحة لشعوب المنطقة، موضحاً أن هذا التعاون يتمثل فى جميع النواحي المالية والاقتصادية، ويتمثل بشكل خاص في الزيادة الكبيرة في التدفقات الرأسمالية من الدول العربية الى تركيا وبالعكس. فعلى سبيل المثال بلغت الاستثمارات من دول الخليج العربي فقط في تركيا حوالي 6 مليار دولار خلال السنوات الخمس الماضية. وأشار إلى أن هذه الاستثمارات تبعها زيادة في التبادل التجاري، والسياحة وغيرها، بين الدول العربية وتركيا. وعلى سبيل المثال إلى أن 21% من صادرات تركيا عام 2009 ذهبت الى الدول العربية، و 5.5% من وارداتها مصدرها الدول العربية. كما أن أكثر من 2700 شركة من مختلف الدول العربية تعمل حالياً في تركيا، وفي جميع المجالات الاقتصادية: في القطاع المصرفي والمالي، في الصناعات الثقيلة والخفيفة، في التشييد والعقارات، والنقل، والقطاع الصحي، والسياحي، والزراعي، وغيرها من القطاعات. ونوه إلى أنه يتم حالياً إنشاء عدداً كبيراً من المشاريع المشتركة العربية التركية، وفي جميع القطاعات، وخاصة النفط والغاز، البنية التحتية، الاتصالات، وغيرها من القطاعات الاقتصادية الرئيسية. وأكد رئيس إتحاد المصارف العربية أن نجاح التعاون الاقتصادي بين الدول العربية وتركيا هو ثمرة للدعم المقدم من الحكومات العربية والحكومة التركية، لافتاً إلى أن هناك المزيد من المشاريع المشتركة تحتاج الى التسهيلات المتبادلة وعلى صعد مختلفة. وأوضح ان الازمة المالية العالمية التي انفجرت في العام 2008، وأزمة الديون الاوروبية الحالية التي هزت العديد من الدول الاوروبية، وما تزال تضع ضغوطاً على حكوماتها وعلى اليورو، تمثلان دافعاً جديداً لتركيا لكي تأخذ بالاعتبار المزيد من التعاون مع الدول العربية، التي برهنت أنها كانت أكثر قدرة على الصمود بوجه الازمات من العديد من دول العالم . وأشار عدنان يوسف إلى أن معظم التوقعات الى أن الاقتصادات العربية سوف تستعيد النمو خلال العام الحالي، ووفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي الى أن معدلات النمو الاقتصادي لمنطقة الشرق الاوسط سوف تكون 4.5% خلال 2010 و 4.8% خلال 2011، كما سوف تشهد الدول العربية تحسناً ملحوظاً في ميزان مدفوعاتها نتيجة لزيادة الصادرات وعودة التدفقات المالية الى المنطقة.