قال الدكتور محمود عمارة، الخبير الاقتصادي وصاحب مبادرة "بنك الأفكار"، إن مشروع "النهضة" الذي يتبناه الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، مجرد "ملامح" عامة لمشروع لم يبدأ بعد، ويحتاج نحو سنة لمواجهة بعض التحديات وأضاف عمارة، اليوم الأحد، في لقاء خاص مع الإعلامية جيهان منصور خلال برنامج صباحك يا مصر على قناة دريم، أن التحدي الأول الذي يواجه المشروع هو انقسام المجتمع بين مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين ومعارضين لها، ويجب على مرسي أن يكون رئيسا لكل المصريين، فكما صدر قرار بإغلاق فضائية "الفراعين" التي يملكها توفيق عكاشة، كان يجب إغلاق القنوات الدينية التي يسب بعض مقدمي البرامج فيها الكثير من المشاهير كل يوم. وأشار عمارة إلى أن التحدي الثاني هو تحديث منظومة القوانين والتشريعات، وهي مسئولية نائب الرئيس المستشار محمود مكي، الذي عليه الاستعانة بالفقهاء القانونيين لتغيير القوانين المصرية التي لم تنتج سوى الفقر والجهل. وبحسب الخبير الاقتصادي، فإن التحدي الثالث هو توفير التدريب والتأهيل للبشر، وهذه مسئولية الحكومة التي يمكنها الاستفادة من النموذج الماليزي، والتي وضعها مهاتير محمد، واعتمد على معسكرات التدريب الخاصة بالجيش لتعليم الشباب الانضباط وحرفة ولغة إنجليزية لمدة 6 أشهر، فيما تشكل "العشوائيات" التحدي الرابع الذي يمكن أن يقضي على أي نهضة . وقال عمارة إنه كان يفضل أن يدمج الرئيس مرسي برامج "النهضة" الخاصة بالمرشحين الرئاسيين الخاسرين في الانتخابات من أجل بناء مشروع نهضة حقيقي، منتقدا مرشحي الرئاسة الذين لا يتعاونون مع مرسي بذريعة أنهم سيترشحون للرئاسة بعد أربع سنوات، رغم أن الفشل في المرحلة الحالية يضعف مصر . وأضاف إنه لو كان مكان الدكتور مرسي لعين ثلاث نواب، أحدهم قانوني، والثاني لحل المشكلات السريعة التي تواجه المجتمع، والثالث للعدالة الاجتماعية، وأن يبتعد عن المجاملات في التعينات وتوزيع المناصب على جهات معينة . وردا على سؤال حول تمويل مشروع النهضة، قال عمارة "إنه جلس مع خيرت الشاطر منذ 8 أشهر، وأعد له ورقة بتكلفة المشروع وهي 40 مليار دولار، 20 منهم يجب أن يستخدموا لتوفير خدمات سريعة في المجتمع، والباقي لتنمية قطاعات هامة مثل سيناء عن طريق الاستعانة بمصممين عالميين يستطيعون أيضا تسويق المشروع". وعن البدائل المطروحة لتوفير التمويل، قال عمارة إن ممر قناة السويس يستطيع أن يجلب لمصر 17 مليار دولار سنويا، عن طريق تقديم خدمات وتموين للسفن العابرة بالقناة، وعدم الاكتفاء ب 5 مليار دولار عائد رسوم عبور السفن. وأشار عمارة إلى أنه اقترح على خيرت الشاطر، في لقائهما السابق، تخصيص أراضي ل10 مليون مصري مقيمين في الخارج لبناء مدينة مكتملة، الا أن "الشاطر" سلم الفكرة لوزير الإسكان الذي أعلن تخصيص أراضي في بدر والعبور والسادات بمبلغ 6000 جنيه بدلا من السعر التقليدي 2000 جنيه، وهو ما يمكن وصفه ب"الغباء المتناهي في الإدارة". وانتقد عمارة استمرار غياب الشفافية والمعلومات مثلما كان في النظام السابق، متسائلا عن شروط قرض صندوق النقد الدولي ، والذي كان يمكن الاستغناء عنه إذا استخدمنا وسائل تفكير غير تقليدية لجلب الأموال .