أكد أسامة صالح وزير الاستثمار أن الزيارة الرسمية التى قام بها محمد مرسى رئيس الجمهورية على رأس وفد حكومى مصرى إلى جمهورية الصين الشعبية تمثل انطلاقة جديدة نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية وأشار أسامة صالح إلى أن الاستثمارات الصينية فى مصر قد شهدت تطوراً متنامياً خلال السنوات الأخيرة، حيث بلغ إجمالى المساهمات الصينية فى رءوس الأموال المصدرة للشركات ما يقرب من نصف مليار دولار، وهو ما يعكس نشاط 1133 شركة تشمل أنشطتها معظم المحافظات المصرية، وتتركز هذه الاستثمارات فى قطاعات الصناعة والسياحة والإنشاءات والزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات. وأكد وزير الاستثمار أن منطقة شمال غرب خليج السويس ستشهد توسعاً ضخماً في الاستثمارات الصينية بالمنطقة خلال الفترة المقبلة، وذلك بعد أن نجحت سلسلة المفاوضات التى تمت مع الجانب الصينى خلال الزيارة فى أن تسفر عن الاتفاق على قيام وفد صينى بزيارة القاهرة الأسبوع المقبل للبدء فى إعداد العقد النهائى الخاص بمشروع شركة "إيجيبت تيدا" والمسئولة عن تنفيذ أعمال البنية الأساسية للمنطقة الاقتصادية بشمال غرب خليج السويس وتسويقها بين كبرى المؤسسات المالية، وذلك بعد أن تم التوصل لحل جميع الخلافات القائمة والتى تحول دون المضى قدماً فى بدء العمل على تشغيل المشروع، والذى من المقرر أن تبدأ الأعمال به قبل نهاية العام الجارى، وتضخ بموجبه شركة تيدا الصينية 1.5 مليار دولار استثمارات توجه لإنشاء 150 مصنع، متوقعاً لها أن تولد 40 ألف فرصة عمل. وقال أن الحكومة المصرية سعت من خلال هذه الزيارة الرسمية إلى حث الجانب الصينى على المشاركة الفاعلة فى تنفيذ خطة مصر نحو دعم الاقتصاد وتطور المجتمع، خاصةً وأن مصر تتبنى نفس المبادئ التى تتبناها الصين، وهى مبادئ التعايش والسلام والتنمية ومكافحة الفساد. واستعرض أسامة صالح وزير الاستثمار خلال المؤتمر الصحفى العديد من الجوانب والمشروعات المحددة التى تم عرضها والتفاوض بشأن مشاركة الجانب الصينى فى إقامتها بمصر خلال المرحلة المقبلة، موضحاً قيام الجانب المصرى بتوجيه الدعوة للشركات الصينية للمساهمة فى المشروعات التنموية المهمة وكثيفة العمالة بمصر، وفى مقدمتها مشروعات البنية التحتية والسياحة والتنمية العقارية والبناء والتشييد، فضلاً عن مشروعات إقامة المناطق الاقتصادية الخاصة ومشروعات إدارة المخلفات الصلبة. وأعلن أسامة صالح أن الجانب الصينى قد أبدى استعداده للمشاركة فى مشروع شرق التفريعة، والذى يتضمن إنشاء مدينة مليونية توفر أكثر من نصف مليون فرصة عمل، كما أبدى استعداده للمشاركة في إنشاء طريق الصعيد-البحر الأحمر، والذى من شأنه أن يساعد على فتح آفاق جديدة للتنمية في إقليم ومدن الصعيد.. كما أعلن وزير الاستثمار أنه تم إجراء مباحثات مع صندوق التنمية الصينى-الأفريقى، الذى يوجه 10 مليارات دولار للاستثمار في أفريقيا، وذلك من أجل استضافة مكتب تمثيل له بمصر، كما أبدى الصندوق استعداده للتمويل والمساهمة فى أية مشروعات جديدة تطرحها مصر، فى سبيل المشاركة فى دعم الاقتصاد المصرى وهو يخطو نحو هذه المرحلة الجديدة من الانطلاق والنمو فى أعقاب ثورة يناير. كما أكد اهتمام المستثمرين الصينيين بالكثير من المشروعات التى تم استعراضها خلال الزيارة، بما يبشر بمرحلة جديدة من النشاط الاستثمارى المصرى المشترك، ومن بين هذه المشروعات مشروع وادي السيلكون بمنطقة الظهير الصحراوى بشرق مدينة الإسماعيلية، والذى اقترح الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية على نظيره الصينى هو جين تاو إمكانية مشاركة الصين فى تنفيذه لاستغلال الرمال البيضاء لتكوين منطقة لصناعة التكنولوجيا والطاقة المتقدمة تشابه منطقة وادي السيلكون الشهيرة فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأوضح أسامة صالح للحضور أن المشروع يتكون من 10 مصانع لإنتاج الخلايا الشمسية الخاصة بتوليد وإنتاج طاقة كهربائية تقدر بنحو 650 ميجا وات، كما يشمل المشروع مركزاً للبحوث ومصنعاً لإنتاج شرائح الطاقة، بالإضافة إلى مصنع أخر لتنقية السليكا والكوارتز بدرجة نقاء 99%.. كما يشمل المشروع مصنعاً لإنتاج كابلات الألياف الضوئية وأخر لمكونات دوائر الاتصال، وسيتم تنفيذ المشروع علي مساحة 50 فدان في منطقة وادى السيلكون بالإسماعيلية.. ومن المنتظر أن يمثل المشروع دخول مصر عصر تكنولوجيا "النانو" فى مجال السيلكون والصناعات ذات التكنولوجيا العالية والصناعات المستقبلية، بما يوفر مصادر طاقة بديلة للطاقة التقليدية ويزيد من مكانة مصر عالمياً مع إتاحة المزيد من فرص العمل للشباب. وأكد أسامة صالح وزير الاستثمار أن الزيارة استهدفت كذلك بحث إقامة مناطق صناعية وسكنية فى مصر بخبرات صينية، وذلك نظراً لكفاءة الجانب الصينى فى هذا المجال، كما استهدفت الحصول على قروض لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة، كما أننا حرصنا على بحث مدى إمكانية إسهام الجانب الصينى فى رفع مهارات أصحاب هذه المشروعات المتوسطة والصغيرة، من خلال إنشاء مراكز تدريب على أعلى مستوى، إيماناً منا بأن تدريب أصحاب المشروعات الصغيرة يأتى على ذات القدر من أهمية حصولهم على قنوات ووسائل التمويل، إعمالاً لمبدأ "أن تعلمنى الصيد خيراً من أن تعطينى السمكة".