أكد الدكتور محمد بديع- المرشد العام للإخوان المسلمين- أن الأمة الإسلامية تمر الآن بمفترق طرق يحتَّم عليها- وقبل أن تنطلق في أي اتجاه- أن تحدد غايتها، وأن تتعرف على أهدافها وتحدد قبلتها، وتؤمن بها، وتتوحد عليها، وأن تُجَمِّع كل جهودها وطاقاتها وإمكاناتها وتسخِّرها في تحقيق هذه الأهداف. ودعا المرشد في رسالته الأسبوعية إلى اتحاد كل أبناء المجتمع لتحقيق هذه الأهداف، وألا تعمل أي طائفة أو فئة في المجتمع لعرقلة المسيرة ووقف النهوض بالأمة لتعارض القوى؛ لأن محصلة القوى المتعارضة صفر، أما القوى المتوازية فإن المحصلة مجموع تلك القوى ما دام هدفها واحدًا. وأضاف في رسالته "الأمة في هذا الوقت أحوج ما تكون إلى الربَّان الماهر والمخلصين من المصلحين، الذين تتوفر فيهم شروط القيادة الصالحة، من علم بسياسة الأمم، وتحليلٍ للنفوس وطبائع الجماعات، ومعرفةٍ بمطالب العصر الجديد، وإقدامٍ على الدعوة والإقناع، واستيعابٍ في مظاهر النهوض؛ بحيث تشمل شئون حياة الأمة، وإخلاص يدعوهم إلى التضحية، وإيمان يدفعهم إلى الثبات". وقال بديع "إن الله قد أجرى أحداثًا في مصر كشفت عن معادن الرجال، ومدى ما يتمتع به من حب لمصر وحرص على مصلحتها العليا، وكل مصري مطالب بأن يمتلئ حبًّا لمصرنا العزيزة، ويتعب نفسه من أجلها، وينخلع من الأثرة والأنانية وحب الذات والتطلع إلى الشهرة، ويتحلى بالإيثار وإنكار الذات وهضم النفس، وتقديم المصلحة العليا على المصالح الدنيا، وتقديم المصلحة العامة على مصلحته الشخصية؛ فالمرحلة تحتاج إلى من يتفانى ويسهر من أجل نهضة مصر، ويكثر عن الفزع ويقلّ عن الطمع". وأشار بديع إلى ضرورة أن يسعى كل مسلم لتخليص القدس من أيدي المغتصبين وتطهير فلسطين من براثن الاحتلال، وأن ذلك فرض عين على جميع المسلمين، وعليهم أن يجاهدوا بالمال والأنفس ليخلّصونها ويخلّصون أسراها وأسيراتها ومسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم والقبلة الأولى من الاحتلال، ويمكنوا كل المهجرين من العودة إلى أوطانهم وديارهم، مؤكدًا أن اليهود قد تجمَّعوا من شتات الأرض باسم حق مزعوم في هيكل موهوم، وأقاموا لهم دولة على مقدسات الأمة، وقد آن الأوان لتجتمع كلمة المسلمين وتتوحد على حقهم. وأستطرد قائلا: "يجب علينا في هذه المرحلة الحرجة أن نتعرف على أعدائنا في الداخل والخارج، وأن نحذر منهم كل الحذر؛ لأنهم لن يألوا جهدًا في سبيل وقف مسيرة الأمة، وسوف يسخِّرون أموالهم وإعلامهم وعملاءهم لوقف النهضة أو تعطيلها ووضع العقبات في طريقها". وطالب بضرورة أن يكون شعار المرحلة التنافس في كل عمل ينهض بالوطن، ولا يحتقر أحد جهد أحد، فبناء الوطن يحتاج للعمل في كل المجالات، وعلى أبناء الوطن أن يهجروا الكسل، فقد مضى وقت الراحة. المصدر المحيط