أكد الدكتور محمد سالم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات على حتمية تطوير المحتوى العربي الرقمي على شبكة الإنترنت، مطالبا بتكاملِ كافة الجهود من خلال مشروع عربي حضاري مشترك يتبنى مبادرة لتطوير المحتوى الرقمي العربي على شبكة الانترنت للحفاظ على تراثنا العربي وضمان تداوله وتوارثه بين الأجيال وإتاحته لجميع شعوب العالم، موجها الدعوة في هذا الصدد لاجتماع بالقاهرة في مايو القادم لبحث سبل تنفيذ هذه المبادرة. جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها اليوم الدكتور محمد سالم وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات نيابة عن المشيرمحمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الجلسة الافتتاحية لقمة "توصيل العالم العربي" التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة الفترة من 5 وحتى 7 مارس الجاري وينظمها مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات ؛ وحضرها حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر، والرئيس السوداني عمر البشير والرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله والدكتورنبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية، والدكتور حمدون توريه سكرتير عام الاتحاد الدولي للاتصالات، وعدد من ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية. وأكدت على ضرورة توحيد طاقات وقدرات الدول العربية واتحادها في كيان واحد ككتلة قوية تتحرك في المجتمع الدولي كوحدة متماسكة لكي تصبح قوة فاعلة على الصعيد الدولي، وضرورة أن يتجاوز شعار "العمل العربي المشترك" مرحلة الدعائية إلى مرحلة التفعيل على أرض الواقع، فبرغم الظروف الصعبة التي مرت بها مصر ولا تزال، والتي أثرت دون شك على اقتصادها، إلا أن قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصري ظل متماسكا وقويا بفضل المخزون الاستراتيجي من النمو الذي حققه، وبحكم أنه كان أحد قاطرات التنمية في مصر في العقد الأخير، مما جعله يتجاوز هذه المرحلة بنجاح، بل ويشهد حاليا نموا متواصلا وتطورا ملحوظا. وأشار إلى أن الواقع التكنولوجي والمعلوماتي الدولي يرتكز على عناصر رئيسية لازمة للنهوض بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وهي التطوير والتأمين المستمر للبنية التحتية التكنولوجية، وتطويع أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتعزيز فرص التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، وتنمية الإبداع والابتكار في المجتمع. ولفت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات إلى أن تطوير البنية التكنولوجية الأساسية والنفاذ الأسرع إلى شبكة الانترنت يعد من أهم التحديات الدائمة التي يفرضها عالم الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ولذلك فقد قامت مصر في نوفمبر 2011 بإطلاق الخطةِ القوميةِ لنشر خدمات الإنترنت فائق السرعة" محى?ْ" ، على المدى المتوسط حتى عام 2015، وعلى المدى البعيد حتى عام 2021، وهي تتضمن رؤيةً شاملة لمستقبل البرودباند في مصر والخدمات والمشروعات التي يمكن أن تعتمدَ عليها وتحققَ نمواً اجتماعيا واقتصاديا. وتفعيلا لعنصر تطويع أدوات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتعزيزِ فرصِ التنمية الاقتصادية والاجتماعية من خلال التفاعل الإيجابي مع قضايا المجتمع وإيجاد حلول تكنولوجية مبتكرة لها؛ فقد دعت مصر إلى ضرورة وجود رؤية مجتمعية مشتركة في هذا الإطار، تنطلق من مبدأ لا يقوم فقط على تطوير القطاعات الخدمية للمواطنين، كالتعليم والصحة والزراعة والبيئة فقط، ولكن أيضا لابد من العمل على تغييرٍ العقليةِ الإدارية للدولة ومؤسساتها التي تقدم تلك الخدمات بشكلٍ ينقل العالم العربي لمرحلة المواطنة الرقمية والمجتمع التكنولوجي. وبالنسبة لعنصر تنمية الإبداع والابتكار لاستكمال منظومة النجاح في النهوض بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مجتمعاتنا العربية ، دعا وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في كلمة مصر للقمة إلى ضرورة تطوير خطواتنا في هذا المجال تطويرا نوعيا ينقل العالم العربي إلى مرحلة استثمار قدرات شبابنا وطاقاتهم وإطلاق عقول مبدعينا وباحثينا إلى آفاق علمية أرحب، فالبحث العلمي والإبداع التكنولوجي حجر الزاوية في أي صرحٍ للتقدم، وهذا كله لن يتأتى إلا عبر قاعدة عريضة من التعليم الجامعي المتميز يتوجها اهتمام حقيقي بالبحث العلمي، وتطوير الخطوات التي اتخذتها أقطارنا العربية. ومن المقرر أن تطلق مصر على هامش القمة عدد من المبادرات الإقليمية التي تمثل إطارا عملياً للتعاون مع الدول العربية في إطار تفعيل منظومة العمل العربي المشترك في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خلال المرحلة القادمة، وذلك بالإضافة إلى مبادرة المحتوى العربي الرقمي. ويقوم الدكتور محمد سالم اليوم بتدشين "البوابة العربية لمؤشرات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات" التي تعد البوابة الأولى من نوعها وتمثل قاعدة بيانات رئيسية لمؤشرات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للمنطقة العربية. و تمكن البوابة الجديدة كل بلد عربي من مقارنة المؤشرات الخاصة بالدول العربية الأخرى مما يجعلها بمثابة أداه تقييم هامة تخدم صانعي السياسات في هذه الدول وتمكنهم من متابعة تطورات أداء قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في دولهم، وصياغة السياسات والاستراتيجيات المستقبلية. تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه البوابة هي نتاج شراكة ناجحة بين المكتب الإقليمي للاتحاد الدولي للاتصالات ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية قام بتنفيذه فريق عمل من المطورين من ذوى الخبرة العاملين بوزارة الاتصالات في مصر. كما يقوم بإطلاق مشروع "ذاكرة العالم العربي" الذي ينفذه مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بالتعاون مع الاتحاد الدولي للاتصالات، حيث يستعرض الدكتور فتحي صالح رئيس مركز توثيق التراث تجربة المركز في هذا الصدد، والخطة التنفيذية للمرحلة الثانية من هذا المشروع الإقليمي الذي يهدف إلى تعريف الأجيال العربية بموروثاتها وتراثها من خلال ذاكرة إليكترونية موثقة تتكون من قواعد للبيانات، ونظم معلومات جغرافية، ونشرها على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت، وفي شكل أقراص مدمجه. هذا وقد أنشئ مشروع ذاكرة العالم العربي تحت رعاية وبدعم من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، وجامعة الدول العربية، ومنظمة اليونسكو، والاتحاد الدولي للاتصالات، ومكتبة الإسكندرية.