قال حازم الببلاوي، وزير المالية ونائب رئيس الوزراء السابق، إن لا أحد يعرف حجم الأموال المهربة خارج مصر وأن تجارب الدول الأخري تقول إن المسألة قد تأخذ 15 عاماً وقد لا تعود كلها، ووصف ميزانية مصر الحالية بأنها ميزانية معوجة وشاذة، إذ تحتوي علي خصائص غير عادية، فهناك 27% منها عجز ما يعني أن كل جنيه تنفقه الحكومة لا تملك موارد لأكثر من ربعه وأن 55% من تلك الميزانية يذهب فيما لا يفيد حيث تخصص 33% منها للدعم و22 % لخدمة الديون. جاء ذلك في ندوة عقدت اليوم بمعرض الكتاب وأضاف إن البلاد العربية لم تف بوعودها بالمساعدات المالية باستثناء السعودية التي قدمت 500 مليون دولار وقطر التي قدمت نفس المبلغ وقد توقفت الدولتان عن الوفاء بباقي وعودها لتغير الحكومات في مصر وعدم الاستقرار في البلاد. وقال الببلاوي إن مسألة الاقتراض من صندوق النقد الدولي يثار حولها بطولات غير حقيقة حول رفض الشروط والإملاءات، وقال إنها ليست شروطًا ولاإملاءات ولكنها قواعد يضمن بها الصندوق جدية مصر ومدي قدرتها علي وضع برنامج إقتصادي يؤهلها لسداد ديونها بعد 5 سنوات، وأضاف "البرنامج تضعه الدولة ويوافق عليه الصندوق ومن ثم فلا مجال للحديث عن رفض إملاءات وشروط." وقال إن عجز الميزانية المتراكم قد وصل إلي 134 مليار دولار وهو رقم مرشح للزيادة في السنوات المقبلة، وأضاف أن هذا العجز هو مقتل الشركات والاقتصاد في العالم كله، وقال إن عجز الميزانية المعلن ليس هو كل العجز الحقيقي فهناك عجوزات أخري مختبئة وراء شبكة إجرائية معقدة بين الوزارات المختلفة فكل وزارة لديها التزامات لوزارة أخري ولا تسددها، وزارة البترول لا تسدد للميزانية ضرائب 95 مليار جنيه قيمة دعم البنزين لأن لها مستحقات لدي وزارة الكهرباء لا تسددها بدورها. وقال الببلاوي أن واردات مصر تبلغ 50 مليار دولار ومجموع الصادرات 25 مليار فقط ونعوض ال25 مليار الباقية من السياحة والإستثمارات الأجنبية وكشف عن أن الاستثمارات الأجنبية قد انخفضت بعد الثورة إلي نصف مليار دولار بعد أن كانت 8 مليارات قبل الثورة وشدد علي أن الإستمرار علي هذا النحو من تآكل الموادر وعدم ضخ استثمارات وسيولة جديدة للبلاد قد يجعلنا في موقف يصعب في توفير وارداتنا من القمح والأدوية والزيون والمواد المكملة للصناعة. ونفي أن تكون معظم واردات البلاد هي من السلع الاستفزازية والترفيهية فهي تمثل حوالي 20% من إجمالي الواردات أما ال80% الباقية فهي زيوت وأدوية وأقماح، وقال إن مصر قد تتعرض إلي مشكلات كبري إذا لم تعمل بشكل سريع علي ضخ السيولة. وأضاف "ما يخنق البلاد هو نقص السيولة، فاقتصاد مصر المالي بحالة جيدة ومصانعنا سليمة ولكن الأزمة تكمن في نقص السيولة، ولكن الأفكار السائدة في مجلس الوزراء هو أن نقترض لبناء مصانع وليس لضخ سيولة وهذا خطأ كبير." المصدر الاهرام