قدرت الندوة العلمية التي نظمها ائتلاف شباب الأحزاب الإسلامية حول مستقبل البرنامج النووي أمس خسائر مصر من تغيير موقع أول محطة نووية مصرية بالضبعة بأكثر من 40 مليار دولار بالاضافة لتخفيض عمر احتياطيات الغاز والبترول بما يجعل مصر دولة مستوردة للمنتجات البترولية. استعرضت الندوة التي شارك فيها أعضاء مجلس الشعب من كافة الأحزاب والتيارات يتقدمهم أعضاء أحزاب الحرية والعدالة والنور والإصلاح والتنمية والسلام وغيرها بالاضافة لخبراء المحطات النووية مراحل انشاء المحطات النووية والدراسات التي اجريت علي موقع الضبعة والتي تكلفت عدة مليارات من الجنيهات بالاضافة لجهد العلماء والباحثين. اكد الدكتور خليل يسو رئيس هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء ان البرنامج النووي مشروع قومي لا غني لمصر عنه وانه يخضع لاقصي المعايير الدولية في السلامة والحفاظ علي البيئة وبمراجعة دائمة ومستمرة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. أوضح ان دراسات الضبعة تمت علي مراحل متعددة وبإشراف خبراء الوكالة الدولية الذين شاركوا في اعداد الدراسات وكراسة شروط المناقصة العالمية لانشاء أول محطة نووية علي أرض الضبعة رغم وجود استشاري عالمي يقوم بالتنسيق واعداد الدراسات وطرح المواصفات وان مصر اختارت المفاعلات الاكثر أماناً للبيئة لتنفيذ مشروعها. قال الدكتور اكثم أبوالعلا وكيل وزارة الكهرباء ان الوزارة ملتزمة بأعلي معايير السلامة والبيئة وان الطاقة الذرية لابد ان تكون العنصر الاساسي في خليط الطاقة المستقبلي والذي يتضمن الاعتماد علي الطاقة المتجددة بنسبة 20% بالشمس والرياح لعدم امكانية الاعتماد الكامل علي هذه المصادر لكونها مرتفعة التكاليف وغير منتظمة لغياب الشمس وتذبذب قوة الرياح.. أضاف ان إنتاج الكهرباء من المشروعات النووية من المشروعات الاقتصادية وانها الأرخص بعد الطاقة المائية التي تم استغلال جميع مصادرها في مصر بنسبة بلغت 98% مشيراً إلي انه لا مخاطر من التخلص من بقايا الوقود النووي والنفايات أو استقدام هذا الوقود مؤكداً ان عمر المحطات النووية يزيد علي 60 عاماً ويمكن مضاعفتها. استعرض الدكتور إبراهيم العسيري كبير مفتشي الوكالة الدولية الاسبق الخسائر التي تحملها الاقتصاد المصري من تعطيل تنفيذ البرنامج النووي الذي كان من المفترض ان يتم تشغيل 4 محطات منه حتي الآن وبلغت هذه الخسائر أكثر من 250 مليار دولار كفارق لاسعار الوقود وأسعار تكاليف انشاء المحطات بالاضافة إلي خسائر الصناعة والتطور التكنولوجي وفقدان مصر ريادتها العلمية في المنطقة وهجرة الكوادر العلمية وعدم وجود صف ثان من الخبرات. دارت نقاشات متعددة بين الحاضرين وقيادات الطاقة الذرية شملت كافة المجالات المتعلقة بالمشروع النووي والرد علي الاسئلة التي عكست مخاوف من انشاء المحطات النووية خاصة بعد ان أعلنت دول مثل ألمانيا وقف تنفيذ المحطات النووية في حين أوضحت الدراسات ان أكثر من 150 محطة نووية تحت الانشاء في العالم وان أمريكا عادت لهذه المحطات بعد توقفها 20 عاماً. المصدر الجمهورية