كشف الرئيس الأمريكى الأسبق، جيمي كارتر، أن رئيس مجلس الوزراء، الدكتور كمال الجنزورى، يحتاج إلى ما يقرب من 10 مليارات دولار فى الأشهر الثلاثة المقبلة لتسوية الديون فقط. ورداً على سؤال حول رأيه حول ضرورة استمرار المساعدات إلى مصر، قال كارتر، إنه يعتقد أن مصر تعانى الآن بشدة من الأعراض الثورية، وأنها فى حاجة إلى مساعدات مالية من الولاياتالمتحدة ومن الدول العربية أيضا. وسألته التايم، "هل توجه تلك المساعدات إلى الجيش"، قال، "إلى الحكومة.. نعم لن أقول إنها تقدم فقط إلى الجيش، بل إلى الاقتصاد العام فى مصر". وقال كارتر، "إن اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل لم ينتج عنها التزام من جانب الولاياتالمتحدة بتقديم مساعدات مالة لمصر". وأضاف كارتر، فى مقابلة مع مجلة التايم الأمريكية، أن السؤال الأكبر الذى يجب الإجابة عنه فى مصر الآن هو مَن سيقوم بالسيطرة على الحكم فى مصر فى المستقبل؟، هل سيكون الجيش مثلما كان الحال على مدار الستين عاما الماضية، أم سيكون المسئولون الذين تم انتخابهم من قبل الشعب المصرى. وأعرب كارتر عن أمله فى أن تكون الإجابة هى الديمقراطية، وأن يكون للقادة المنتخبين السيطرة على الحكومة، بما فى ذلك كل جوانب الحكم التى تشمل الشئون الخارجية وجمع الضرائب وصياغة القوانين، وأن يتخلى الجيش عن السيطرة السياسية. وأضاف كارتر أن المجلس العسكرى أصدر عدة بيانات يقول فيها إنه سيترك الجانب السياسى، وبذلك فإن تفاصيل قدر الامتيازات التى سيتمتع بها الجيش فى المستقبل لا تزال فى حاجة إلى تحديدها. واستبعد الرئيس الأسبق، الذى يقوم حاليا بزيارة مصر لمتابعة الانتخابات البرلمانية، أن يقوم الإسلاميون بالتخلى عن اتفاقية كامب ديفيد، وقال إنه لا فرصة لذلك تماما فى رأيه، لأن معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل ثمينة جدا ومفيدة للغاية لمصر، لدرجة أن التنازل عنها والعودة إلى احتمال الحرب مع إسرائيل مثلما حدث أربع مرات من قبل أمر لا يمكن تصوره. كما أن الإخوان المسلمين يضيف كارتر أدلوا بتصريحات فى الماضى أيدوا فيها استمرار المعاهدة. وقال كارتر، إن هناك عنصرا واحدا فى كامب ديفيد تم التخلى عنه، حتى فى مصر، وهو حماية حقوق الفلسطينيين، وكان هذا جزءاً مهماً فى الاتفاقية، لكن حتى القادة المصريون فى السنوات الأخيرة لم يفوا بالتزاماتهم لحماية حقوق الشعب الفلسطينى، مشيراً إلى أن هذا الأمر سيتغير عندما تتولى حكومة مدنية فى المستقبل. وتابع كارتر قائلا، "إن اتفاقية كامب ديفيد، التى أشرف على توقيعها عندما كان رئيساً للولايات المتحدة عام 1979، لم تشمل أى التزام بتقدم أى تمويلات لمصر نتيجة لها"، والتمويل الوحيد الذى نتج عن اتفاقيات كامب ديفيد كان ما وافق عليه، وهو أن تساعد الولاياتالمتحدة فى دفع تكلفة قاعدتين جويتين تم تدميرهما فى سيناء، وذهبت هذه الأموال إلى إسرائيل، ولم يكن هناك أى طلب من السادات أو أى التزام من جانبى أو من جانب حكومة الولاياتالمتحدة بتقديم مساعدة مالية لمصر