المشهد السياسي والإقتصادى في مصر اصبح خطير ويتحرك على نحو غير مفهوم لمن لايريد ان يفهم فان كانت الثورة أدهشت العالم فإن التحول من دولة مدنية إلى دولة دينية عسكرية بالتأكيد أمرا لم يكن ينتظره أو يتمناه الغالبية العظمى من المواطنين فلا تحرير خرج لذلك الهدف ولا ميدانا دارت ارضه بملايين توقعت ان يحدث ذلك وبعيدا عن تحليلات صماء وقتها لم يعد يجدى للمشهد الحالى .. اصبح من اليقين لى ولأخرين ان الثورة لم تنته بعد وان عام 2012 لن يميزه سمتا الهدوء وعودة الاستقرار كما يتوقع البعض فمجموعة من اللقطات السريعة يمكن سردها بلا تعليق تمحى هذه التوقعات .. - بعد ما يزيد عن 11 شهر من الثورة .. ينحصر التواجد السياسي ذات الثقل في كل من "شباب الثورة" وتوجههم الجديد في استخدام الإرهاب الثوري لإقرار مطالبهم .."ديكتاتورية إسلامية" في طريقها لقلب موازيين السياسة والاقتصاد .. وتغيير نمط الحياة والعبث بالحريات مدعومة بأحكام سماوية.. "جنرالات" يراهنون على البقاء والاحتفاظ بحصة حاكمة من السلطة حتى لو تم تسليم الحكم إلى مدنيين. - الوضع الأمني في أسوأ مراحله .. بروز جرائم لم تكن معروفة بالنسبة للشارع المصري من قبل ..معدلات سرقة وقتل وخطف وإتلاف ممتلكات تتضاعف اليوم تلو الآخر .. فقدان شبه كامل لهيبة الشرطة وتراجع الثقة في العدالة الناجزة. - تدهور معدلات الإنتاج وارتفاع في معدلات الخسائر بكافة الأنشطة الاستثمارية في ظل حالة من الفوضى وعدم الالتزام في دواليب العمل بشكل لا يبشر بعودة منظومة الاقتصاد لمعدلات أدائها الطبيعية .. متأثرة بحالة من الفوضى والإضرابات الفئوية وضياع هيبة المؤسسات. - انتكاس معدلات النمو لتقترب من 1.8% خلال 2011 وتوقعات بمزيد من التراجع متأثرة بالتقلبات السياسية الخطيرة التي تمر بها البلاد. - نزيف مستمر للإحتياطى النقدي ليغلق العام الحالي "2011" على اجمالى إحتياطى أقل من 20 مليار دولار وسط توقعات بأن يتراجع خلال الأشهر الأولى من عام 2012 ليسجل 15 مليار دولار .. وتهديد بنقص حاد في العملات الأجنبية في ظل تراجع الدخل الأجنبي متأثرا بضرب الأركان الرئيسية لتوفيره مثل السياحة والتصدير وتحويلات المصريين العاملين بالخارج. - ارتفاع الدين المحلى لمصر ليكسر لأول مرة حاجز التريليون جنيه أكثر من 77.3% منها تستحق على الحكومة وهو ما وصفه الخبراء بالكارثة والذي يمثل عبئا كبيرا على الموازنة السنوية خاصة أن تكلفة فوائد الديون وأذون الخزانة التي استدانتها مصر خلال الحكومات الماضية تقترب من 22% لتصل إلى 110 مليار جنيه سنويا. - عودة الاستثمار الأجنبي المباشر إلى "مربع صفر" في ظل ترقب المستثمرين في جميع أنحاء العالم لما يحدث في مصر وشكل النظام الجديد الذي سيتبوأ سدة الحكم خلال المرحلة القادمة. - تراجع التصنيف الائتماني لمصر بشكل مضطرد بعد إجراءات انتقامية تجاه الأقلية الحاكمة السابقة وأعوانهم وأتباعهم تأثر بها المشهد الإقتصادى الكلى وحطمت الصورة الإيجابية التي كانت تتمتع بها البلاد في الأوساط الدولية ويتم نقض التعاقدات مع المستثمرين الأجانب.. وتوقعات بغرامات مالية باهظة جراء عدم احترام شروط هذه التعاقدات بعد صدور أحكاما دولية بشأنها. - انهيارات متتالية في البورصة المصرية وخسائر فادحة منذ عودة التداول بها في مارس 2011 بعد إغلاق دام شهرين متتاليين لتشهد منذ هذا الحين هروب العديد من الأموال لتخسر البورصة وحدها من رأس مالها السوقي ما يقرب من 180 مليار جنية بداية 2011 - ما يزيد عن 300 ألف طلب هجرة تقدم به مصريين أكفاء لدول أوروبية وأمريكية مختلفة استعداد لترك البلاد في ظل توقعات بالاضطهاد الديني بعد سيطرة الإسلاميين على الحكم .. 70% من هذه الطلبات مقدمة من المسلمين و30% من الأقباط وتوقعات بأن تتضاعف هذه الأرقام في توجه خطير لتجريف مصر من الكوادر الهامة القادرة على إعادة البناء. - سعى المجتمع المدني لرفع الدعاوى القضائية المختلفة للدفاع عن الحريات في ظل حالة من الهلع أصابت المصريين من تصريحات وتهديدات مباشرة للتيار السلفي لفرض معتقداته على المجتمع وتلميح بمصادرة حتمية للعديد من الحقوق وتدخلات مباشرة في الحريات تحت راية إقرار التعليمات السماوية وتطبيق الشريعة. - تكهنات بضرب الفنون والآداب والترفيه والسياحة وتأكيدات بمصادرة حقوق المرأة في العديد من المجالات وفرض الحجاب كزى رسمي. هذا هو المشهد على الأرض الآن في مصر بعد ثورة استهدفت الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية .. هذا الواقع يؤكد أن الثورة ستظل مستمرة لن يحكم مصر من يرفضون الحياة وينطلقون من ايدولوجيات لايعرفها الاسلام فى جميع عصورة ..لا تر سوى "الموت" وكيفية الاستعداد له دون النظر للحياة التى نعيشها .. ستظل الثورة مستمرة حتى تفوز مصر بالديمقراطية الحقيقة وليست الديمقراطية التي تمكن الأغلبية من ممارسة الديكتاتورية.. لن يقبل المصريين العودة إلى الوراء .. لن يسرق الثورة المصرية "آية الله الخميني" فتجربة إيران مازالت في الأذهان والدرس مازال قريبا فالشعب الذي ثار على جبروت الشاه واستبداد الأقلية الحاكمة عام 1979 سرعان ما تم سجنه بعد شهور من الثورة تحت راية التطرف الديني ليقضى ما يقرب من 32 عاما تغيرت خلالها الثقافة.. لم يتوقف الأمر عند تحجيب المرأة بالقوة وليس بالاختيار وشتان الفرق بين الاثنين .. بل حجبت العقول وصودرت الحريات لن تكون مصر إيران أخرى ولن يسيطر فصيل يعتبر نفسه ممثلا عن الاسلام على الإعلام والتعليم بل اتوقع حدوث حرب حقيقة من الآن "حرب الحريات" من اجل إتمام ثورة مصر الحديثة ولا يسعنى الا ان اتذكر مقولة للشيح سيد سابق عندما قال " لو ان طفلا لقيطا وادعت امرأتان انه لهما , إمرأة مسلمة قالت عبدى , وامرأة مسيحية قالت ابنى وليس لأى واحدة منهما دليل على ادعائها , فلمن تعطى ؟ فقال الشيخ باجماع الفقهاء يعطى للمسيحية على انه ابنها ولايعطى للمسلمة على انه عبدها .. لأن الحرية مقدمة على الدين !!