احتفلت الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن (أسري) اليوم، تحت الرعاية السامية للملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد بالذكرى الخامسة والثلاثين لبدأ عملياتها وبهذه المناسبة تم التدشين الرسمي للرصيف البحري الجديد لإصلاح السفن بطول 1.38 كلم، حيث أناب جلالة الملك الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، نائب جلالة الملك ولي العهد، لحضور الاحتفال في مقر الشركة الذي شارك فيه قادة قطاع الأعمال في البحرين وضيوف كبار من قطاع الملاحة البحرية العالمي الحكومي والخاص من داخل وخارج البحرين. رحب الشيخ دعيج بن سلمان بن دعيج آل خليفة، رئيس مجلس إدارة أسري، بالضيوف وأشاد في كلمة ألقاها بهذه المناسبة بالجهود الكبيرة التي بذلها جميع المعنيين بتنفيذ برنامج أسري للتوسع بتكلفة 188 مليون دولار أميركي والتي توجت بافتتاح الرصيف البحري الجديد لإصلاح السفن بطول 1.38 كلم. ونوه الشيخ دعيج بشكل خاص بالقيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه ورؤيته الثاقبة لزيادة قدرات البحرين التنافسية والتي كانت مصدر إلهام لتنفيذ مثل هذه المشاريع الكبرى، وذلك فضلا عن الدعم المستمر من قبل صاحب السمو الملكي نائب جلالة الملك ولي العهد حفظه الله ورعاه وصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه ، لهذا المشروع الحيوي الذي من ِشأنه تعزيز قدرات البحرين في قطاع الملاحة البحرية. ويمثل تدشين الرصيف الجديد محطة بارزة في تطور قطاع الملاحة البحرية وصيانة وإصلاح السفن في البحرين بما يعزز مكانة المملكة الاقتصادية على الصعيدين الإقليمي والعالمي انسجاما مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030. ومنذ بدء عملياتها في أكتوبر 1977م استمرت أسري في توسيع منشآت تصليح وصيانة السفن التابعة لها. فبالإضافة إلى الرصيف الجديد، تشتمل هذه المنشآت على حوض جاف يستقبل سفنا تصل حمولتها الساكنة إلى 500,000 طن، واثنتين من الأحواض العائمة القادرة على خدمة السفن التي تصل حمولتها الساكنة إلى 80,000 طن و120,000 طن على التوالي، واثنتين من أكبر زلاقات السفن في المنطقة، و15 مرسى تصليح. ويدعم جميع هذه الأحواض والمزالق مجموعة كبيرة من الورش التي تقدم خدماتها لأنواع متعددة من السفن الصغيرة والكبيرة على حد سواء. وتعليقا على الحدث، صرح كريس بوتر، الرئيس التنفيذي لأسري، في خطابة الذي ألقاه في حفل التدشين: "لقد تحولت البحرين بفضل موقعها الاستراتيجي وإمكاناتها البحرية إلى مركز بحري رئيسي ولاعب عالمي في مجال الملاحة البحرية خلال السنوات الماضية. وتتمتع أسري بخبرة واسعة في مجال تقديم مجموعة كبيرة من الخدمات البحرية العالية الجودة وفقا لأفضل المعايير العالمية، إضافة إلى مرافق متطورة وكفاءات بشرية عالية. وبفضل ذلك، تحولت أسري إلى واحدة من أكبر أحواض تصليح وتحويل السفن وأكثرها فعالية في العالم، وهو ما يدعم الاقتصاد المحلي ويحفز النمو السريع لقطاع الملاحة البحرية في المنطقة. ونحن على ثقة بأن تدشين الرصيف الجديد والتوسعات الأخرى ستعود بفوائد استثمارية مجزية على الاقتصاد والصناعة البحرية بأكملها". وتحدث في الاحتفال أيضا معالي لأمين العام لمنظمة الدول العربية المصدرة للنفط (اوابك)، سعادة السيد عباس علي النقي، كضيف شرف حيث هنأ البحرين على تدشين الرصيف الجديد للشركة باعتباره خطوة رائدة تعزز مكانة المملكة كمركز بحري رئيسي في المنطقة والعالم. وتحدث النقي عن أهمية الرصيف للبحرين وقطاع الملاحة البحرية بشكل عام قائلا: "لقد تطور هذا الحوض على مدار السنين ليصبح حوضا عالميا شاملا يخدم أصحاب السفن في المنطقة والعالم ويلبي متطلباتهم بفعالية في مجال التصليح والصيانة. ويكشف تطور أسري من حوض سفن بسيط إلى عملاق عالمي فعال في هذا القطاع عن قصة نجاح كبيرة يجب أن تدرّس كمثال على التفوق على الصعيدين الإقليمي والعالمي". وبعد حفل التدشين حضر صاحب السمو الملكي نائب جلالة الملك ولي العهد جولة في معرض للصور الفوتوغرافية قدم خلالها سعادة الشيخ دعيج بن سلمان بن دعيج آل خليفة، رئيس مجلس إدارة أسري، شرحا لسموه و وكبار الضيوف حول ما تحويه صور المعرض من استعراض لمراحل تطور أسري على مدى الخمسة والثلاثين عاما ، حيث شملت صورا حصرية ونادرة لمرافق أسري. وخلال العقود الماضية منذ إنشائها في عام 1974، نمت شركة أسري من مجرد حوض لإصلاح سفن نقل النفط الكبيرة في أواخر السبعينات إلى منشأة ضخمة يتم فيها إصلاح جميع أنواع السفن التجارية، وخاصة سفن نقل المواد الكيماوية والغاز والحفر والحاويات والهياكل الكبيرة والشحنات العامة وسفن السحب وقطع الدعم البحري. وعكفت أسري مؤخرا على تنويع عملياتها بشكل أكبر في قطاع النفط والغاز حيث بدأت بإصلاح منصات الاستخراج وكذلك في قطاع التصنيع البحري من خلال تأسيس مشروع مشترك في المملكة المتحدة مع سنتراكس، الشركة البريطانية المختصة بتوليد الطاقة الكهربائية، لإنتاج صنادل بحرية متعددة الاستخدامات لتوليد الكهرباء، وهي في جوهرها محطات عائمة لتوليد الكهرباء.