أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة الليلة الماضية في الأممالمتحدة مواصلة سياستها الخارجية الداعمة لجهود تعزيز وتنسيق المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تقدمها الأممالمتحدة في حالات الكوارث .. مجددة إلتزامها مواصلة تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية للشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية إلى أن يتم تحرير كامل أراضيه من الإحتلال الإسرائيلي وإقامة دولته المستقلة. وأعرب سعادة السفير أحمد عبد الرحمن الجرمن المندوب الدائم للدولة لدى الأممالمتحدة أمام الإجتماع الخاص الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة لبحث البند المتعلق بتعزيز وتنسيق المساعدات الانسانية والغوثية التي تقدمها المنظمة للمناطق المتضررة .. عن قلق دولة الإمارات إزاء إستمرار معاناة الشعب الفلسطيني جراء أوضاعه الإنسانية والاقتصادية السيئة المفروضة عليه من قبل سلطات الإحتلال الاسرائيلي داخل أراضيه المحتلة وفي مخيمات اللاجئيين وخاصة في قطاع غزة الذي لا يزال يواجه حصارا إسرائيلا فرض عليه منذ عام 2006 . وطالب المجتمع الدولي إلزام اسرائيل السلطة القائمة بالإحتلال برفع الحصار عن قطاع غزة وفتح معابره فورا لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لسكانه المتضررين. كما طالب بإنهاء الإحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية واستئناف مفاوضات السلام استنادا الى القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.. حاثا الدول المانحة على مواصلة مساعداتها للشعب الفلسطيني وحكومته الى أن يتم إنهاء الإحتلال الإسرائيلي لأراضيه وإنشاء دولته المستقلة. وأكد سعادة السفير الجرمن أن دولة الإمارات العربية المتحدة ملتزمة بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية للشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية إلى أن تتحرر أراضيه من الإحتلال الإسرائيلي. وقال إن الدولة تعتبر أحد أكبر المانحين للمساعدات الإنسانية العاجلة والمشاريع التنموية و الميزانية المباشرة للسلطة الفلسطينية حيث بلغت مساعداتها له ولحكومته عام 2010 حوالي / 6 ر98 / مليون دولار خصصت أغلبها لدعم مشاريع التنموية الفلسطينية. وأكد الجرمن دعم دولة الإمارات لوكالة " الأنروا " التي تقوم بدور حيوي في مساعدة الفلسطينيين اللاجئيين سواء داخل أراضيهم المحتلة أو في دول الشتات .. وشدد على أهمية ضمان تسهيل وصول موظفي الوكالة ومساعداتها وخدماتها الأساسية الى اللاجئين الفلسطينيين في كافة مناطق عملياتها مما يستدعي توفير الدعم المالي الكافي لها كي يتسنى لها الإستمرار بأنشطتها الإنسانية والتنموية تجاه اللاجئيين الفلسطينيين. وأشار السفير أحمد الجرمن إلى الأوضاع الإنسانية التي تمر بها عدد من المناطق الأخرى منوها بأن المجتمع الدولي شهد خلال العامين الماضيين تزايدا ملحوظا في الكوارث الطبيعية المدمرة ومن استمرار النزاعات ونشوب الجديد منها .. الأمر الذي ترتب عليه مضاعفة أعداد المشردين والأشخاص المحتاجين لمساعدات إنسانية عاجلة وطويلة الأمد. وقال إنه رغم تكاتف المجتمع الدولي واستجابته السريعة لمواجهة العديد من الكوارث إلا أن التحديات التي يواجهها النشاط الإنساني الدولي مازالت كبيرة وكثيرة وتتطلب مزيدا من الجهود والموارد والتعاون الدولي. وأشاد بالدور الأساسي الذي تقوم به منظمة الأممالمتحدة بهذا الخصوص ولا سيما في مجال حشد وتنسيق النشاط الإنساني الدولي لتحقيق الإستجابة الإنسانية العاجلة في البلدان النامية المتضررة وخاصة تلك التي لاتملك منها الإمكانيات الوطنية للإستجابة الفعالة في حالات الطوارىء. وأعرب عن تقدير دولة الامارات لهذا الدور الذي تقوم به المنظمة الدولية بما فيها جهودها الرامية الى حشد الموارد اللازمة لمساعدة تلك البلدان في إعادة بناء مجتمعاتها والتعافي بعد الإغاثة. ودعا إلى أهمية الشراكة العالمية ودعم جهود الأممالمتحدة في كل صورها الممكنة خاصة فيما يتعلق بتوفير الدعم المالي اللازم والكافي لكياناتها المعنية بالأنشطة الإنسانية والتنموية لتمكينها من القيام بدورها الحيوي في البلدان المتضررة في أوقات الطوارىء وما بعدها. وأكد أن الخسائر الفادحة الناجمة عن هذه الكوارث خلال الأعوام القليلة الماضية عكست بشكل أو بآخر ضعف إمكانيات الإستجابة الدولية السريعة لها الأمر الذي يتطلب بناء وتعزيز القدرات الوطنية والتأهب لمواجه الكوارث وذلك كعنصر رئيسي في تقليل حجم الخسائر البشرية والتعافي السريع منها. وأشار سعادة السفير أحمد الجرمن إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بأن بناء القدرات الوطنية للبلدان يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتوفير الموارد اللازمة لتحقيق متطلبات التنمية المستدامة فيها. وأعرب عن حرص الإمارات على المساهمة بصورة رئيسية في الشراكة الدولية من أجل تحقيق إنعاش التنمية و تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة بصورة مباشرة للبلدان المتضررة من الكوارث الطبيعية وظوهر تغيرات المناخ والصراعات المسلحة. وذكر أن الإمارات تقدم مساهماتها بهذا الخصوص عن طريق عدة قنوات بما فيها المساهمات الثنائية المباشرة وعن طريق الآليات المتعددة للأمم المتحدة و تمويل الأنشطة الإنسانية الغوثية والإنمائية الطويلة الأمد التي تقوم بها هيئات الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية .. فضلا عن المبادرات والمشاريع الإنسانية والتنموية العالمية التي تقوم حكومة الامارات بتنفذ العديد منها بالتنسيق مع وكالات الأممالمتحدة والشركاء الدوليين الآخرين. ونوه بأن الإمارات تحرص دوما على الإلتزام بمادىء الحيادية والإنسانية في مساعداتها الإنسانية والتي تقدمها دون تمييز .. مشيرا إلى أن الإمارات ساهمت خلال عام 2010 ب 33 .0 % من مجمل الدخل القومي كمساعدات تنموية رسمية حيث احتلت المرتبة الرابعة عشرة عالميا بمقياس نسبة المساعدات التنموية حسب مجمل الدخل القومي .. حيث تم تخصيص / 3 .14 % من هذه المدفوعات للمساعدة الإنسانية التنموية في البلدان المتضررة. وذكر أن قيمة المساعدات التي قدمتها وتعهدت بها حكومة الإمارات والمؤسسات الإنسانية والإنمائية الأخرى في البلاد خلال العامين 2010 و2011 بلغت حوالي بليوني دولار حيث تم تقديمها بصورة منح وقروض للبرامج الإنسانية الخيرية والتنموية في شتى انحاء العالم، بما فيها أنشطة تمويل مشروعات إيواء المشردين وتوفير الطعام للمحتاجين وحفر الآبار إضافة الى تبني الحلول المناسبة لفض المنازعات وبناء السدود والطرق السريعة والمدارس والمستشفيات. وأكد سعادة السفير الجرمن أنه إلى جانب المساعدات التي تشرف على تقديمها الجهات الحكومية في الدولة تشارك عدد من الجهات المانحة الأخرى وفي مقدمتها صندوق أبوظبي للتنمية وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي وهي الهيئة الرئيسية لدولة الإمارات المعنية بعمليات الإغاثة و مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وهيئة آل مكتوم الخيرية ومؤسسة دبي العطاء الإنسانية وغيرها من الجهات الداعمة لمشاريع إنسانية في أكثر من 100 بلد في انحاء العالم. وأكد السفير الجرمن في ختام بيانه أن دولة الإمارات ستبقى عضوا فاعلا ومساهما رئيسيا في عدد من المجموعات يو الدولية المعنية بإعادة إعمار وبناء البلدان المتأثرة بالصراعات المسلحة والكوارث الطبيعية ودعم مؤسساتها الإقتصادية والأمنية والإجتماعية مثل مجموعة " أصدقاء اليمن " ومجموعة " أصدقاء باكستان ديمقراطي " والشراكة الدولية لمساعدة أفغانستان وفريق الإتصال المعني بالقرصنة قبالة سواحل الصومال.