خلصت تقارير من إعداد المركز الطبي التابع للجامعة الأميركية في بيروت أن منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا تعاني من أعلى نسبة إصابة بمرض هشاشة العظام في العالم، في حين أظهرت دراسات تم إعدادها من قبل جمعية الإمارات لهشاشة العظام في دولة الإمارات العربية المتحدة. شارك بها مواطنون إماراتيون ووافدون، أن ثلث السكان في دولة الإمارات فوق سن 50 عاماً يعانون من هشاشة العظام. ووجدت النتائج التي توصلت إليها دراسات الجمعية أيضاً أن 78 في المئة من سكان الإمارات العربية المتحدة، وعلى وجه الخصوص المرأة الإماراتية، يعانون من نقص فيتامين (د) الذي يعتبر أحد العناصر الضرورية لصحة العظام، على الرغم من وفرته وإمكان الحصول عليه من أشعة الشمس. وتؤكد الجمعية أن مشكلة نقص هذا الفيتامين المهم في هذا الجزء من العالم قد تكون ناجمة عن التعرض لفترات محدودة لأشعة الشمس، ويأتي ذلك نتيجة الممارسات الثقافية المحلية وارتفاع درجات الحرارة خارج الأماكن المغلقة وارتداء الملابس المحافظة والتحضر وميل لون صبغة البشرة إلى اللون الداكن والتدخين والسمنة والنظام الغذائي، واعتماد النساء على الرضاعة الطبيعية لفترات طويلة من دون تناول المكملات الغذائية، وارتفاع استهلاك المشروبات الغنية بالكافيين والمنتجات الغازية، فضلاً عن نقص فيتامين (د) في الأغذية السائدة. وسيتم بحث هذا الموضوع بالمزيد من التفصيل في مؤتمر الشرق الأوسط الثامن لجراحة العظام الذي سيقام على هامش معرض ومؤتمر الصحة العربي، خلال الفترة من 23 إلى 26 يناير/ كانون الثاني 2012 في مدينة دبي. وسيتناول هذا المؤتمر أيضاً القضايا المتعلقة بصحة وجراحة العظام للمواليد الجدد والمراهقين والمرضى المتقدمين بالسن ومرضى آلام الظهر والرياضيين، إلى جانب التعرض للعديد من الابتكارات والمواضيع الأخرى ذات الصلة بهذه المنطقة. وسيكون الدكتور ماريو سكوغور المدير المشارك لمركز الغدد الصم والجهاز التناسلي التابع لكلية الطب "كليفلاند كلينك ليرنر" في جامعة كيس وسترن ريزيرف، ومستشفى كليفلاند كلينيك بولاية أوهايو الأمريكية، المشرف على تنظيم جلسة نقاش تحمل عنوان (دور فيتامين "د" في صحة العظام" في هذه المؤتمر. وفي معرض تعليقه على هذا الموضوع، قال سكوغور: "إن نقص فيتامين (د) يعتبر مصدر قلق بالغ الأهمية في الشرق الأوسط، كما أن انتشار مرض هشاشة العظام في دولة الإمارات والمنطقة يدل على الحاجة الواضحة إلى ضرورة التغيير. ومن خلال تسليط الضوء على هذه القضية خلال المؤتمر، فإننا نتطلع إلى تحسين سبل التوعية والتثقيف، وإبراز هذا المرض لإدراجه على قائمة الأولويات الصحية على المستوى الوطني، إلى جانب الأمراض الخطيرة الأخرى، مثل السمنة والسكري". ويعني عدم تعرض المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة لأشعة الشمس أن مشكلة نقص فيتامين (د) يمكن أن تصل إلى مستويات مخيفة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة في المستقبل القريب. ويقول سايمون بيج العضو المنتدب لقسم العلوم الحياتية في شركة "إنفورما إكزيبيشينز" Informa Exhibitions المسؤولة عن تنظيم معرض الصحة العربي: "يعتبر التعليم ونشر الوعي خطوة أولى مهمة في الجهود المبذولة للتصدي لهذه المشكلة. إن مؤتمر الشرق الأوسط لجراحة العظام يوفر منصة قوية لإيصال هذه الرسالة للمتخصصين العاملين في حقل الرعاية الصحية من جميع أنحاء المنطقة، كما أنه يدعم العمل والنتائج التي توصلت إليها المؤسسة الدولية لهشاشة العظام". وتشير التوصيات الصادرة عن المؤسسة الدولية لهشاشة العظام إلى أنه يمكن تحسين صحة العظام عن طريق تناول فيتامين (د) والتعرض المنتظم بصورة آمنة لأشعة الشمس، إلى جانب اعتماد نظام غذائي غني بالكالسيوم والبروتين والمكملات الغذائية عند الضرورة، وقياس الوزن بشكل يومي وممارسة التمارين الرياضية لتقوية العضلات.