فور الكشف عن هوية وزير الداخلية الجديد والإعلان رسميًا عن تكليف الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء في حكومة الانقاذ اللواء محمد إبراهيم، مدير أمن الجيزة الأسبق بحقيبة الداخلية، بعد إصرار على إخفاء هويته للساعات الأخيرة قبيل حلف اليمين الدستورية، استقبل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى خبر تكليف الوزير الجديد بموجة من الغضب والإحباط الشديد. خلط عدد من النشطاء بين اللواء محمد إبراهيم الذى شغل منصب مدير الأمن بالإسكندرية والمتهم فى قضية قتل المتظاهرين أثناء الثورة، وبين اللواء محمد إبراهيم الذى تم اختياره وزيرًا للداخلية فى الحكومة الجديدة نظرًا لتشابه الأسماء مما تسبب فى نوع من البلبلة، إلا أنه سرعان ما تبينت لهم الحقيقة بعد عرض المواقع الإخبارية للسيرة الذاتية للوزير الجديد إلا أن ذلك لم يخفف من حدة الهجوم على اختيار الجنزورى خاصة بعدما نسبت عدة مواقع إخبارية ونشطاء إلى الوزير الجديد تورطه فى عملية الإجلاء القصرى للاجئين السودانيين فيما سبق. وفقا لبوابة الاهرام ومع الحرص على إخفاء هوية الوزير الجديد فى الأيام الماضية والتلميح بأنه سيكون مفاجأة، أشعل ذلك خيال النشطاء واندفعت تكهناتهم وتخميناتهم حول الوزير الجديد وهل سيكون مدنيًا من خارج الوزارة أم سيكون شخصية عسكرية؟. إلا أن اختيار الجنزورى كان فيما يبدو بمثابة المفاجأة بالفعل حيث عبر عدد كبير منهم عن صدمته لاختيار الوزير الذى اعتبروه مهندس عملية الإجلاء القصري للمعتصمين من اللاجئين السودانيين في حديقة شارع مصطفى محمود، والذى تعاملت فيه الداخلية وقتها معهم بعنف مفرط تسبب في مقتل عدد كبير منهم، وقام وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى بترقيته بعدها كمكافأة له إلى منصب مساعد الوزير للشئون الاقتصادية معتبرين اختيار الجنزورى للواء محمد إبراهيم بمثابة رسالة للثورة فضلا عن كونه كان مشرفًا على انتخابات مجلس الشعب فى 2010 بمحافظة الجيزة عندما كان مديرًا للأمن بها وهى الانتخابات التى شهدت تزويرًا فاضحًا لصالح الحزب الوطنى المنحل وكانت أحد أهم عوامل قيام الثورة. اعتبر نشطاء أن هذا الاختيار من الجنزورى يمثل استمرارًا لسياسات النظام السابق وتجاهلًا صريحًا لمطالب الثورة والثوار التى شددت على ضرورة تطهير الداخلية وتفكيكها وإعادة صياغة منظومة أمنية بديلة واستبعاد رجال العادلى ومساعديه معتبرين أن تكليف أحدهم بتولى الوزارة هو بمثابة تغيير وجوه بآخرى وليس تغيير سياسات واندفعت تعليقات النشطاء على تويتر وفيسبوك لتعبر عن إحباطهم وغضبهم تجاه الوزير الجديد: - أنا عرفت هم كانوا مخبيين اسم وزير الداخلية ليه أكيد كانوا خايفين عليه من السودانيين. - طبعا أول مهمة للوزير الجديد هتكون فض اعتصام مجلس الوزراء - بعد تعيين وزير الداخلية الجديد سيتغير الهتاف فى الميادين إلى ...مصرى سودانى جثة واحدة يذكر أن اللواء محمد إبراهيم يوسف بدأ حياته المهنية بعد تخرجه بدفعة 73 في مباحث الجيزة وتدرج في المناصب حتي وصل إلي منصب مدير مباحث الجيزة ثم نقل بعد ذلك إلي مصلحة الأمن العام برتبة "لواء " و عين مديرًا لأمن الجيزة " حيث أشرف علي انتخابات 2010 بالمحافظة ، وخرج علي المعاش قبل الثورة و خلفه في موقعه اللواء أسامة المراسي. وكان الجنزوري قد رفض طوال الأيام الماضية الإفصاح عن اسم المكلف بحقيبة الداخلية ودارت تكهنات عديدة حول اسماء المرشحين مؤكدا أنه لن يعلن عن الاسم إلا قبل حلف اليمين الدستورية مباشرة لأسباب أمنية.