وارتفاع متوقع على خطوط المحمول اكد عدد من المحللين الماليين ان خاسر الوحيد فى قطاع الاتصالات هم "الوافدون الجدد" على القطاع أو الشركات الصغيرة أما بالنسبة للشركات الكبيرة فقد استغلت حالة الحراك السياسي التي تشهدها مصر في الوقت الحالي و استطاعت أن "تسوق" نفسها بشكل أكبر ، وقال عمرو الألفي محلل قطاع الاتصالات بشركة سي آي كابيتال الذراع الاستثماري للبنك التجاري الدولي ، أن الخسائر المبدئية لقطاع الاتصالات بسبب الأحداث التي شهدها على مدار الفترة الماضية بلغت نحو ما يقرب من 130 مليون دولار بعد قطع الخدمة على شبكات المحمول المختلفة بالإضافة إلى قطع الاتصال بشبكة الانترنت أضاف ، أن هذا التأثير السلبي الذي تواجهه شركات الاتصالات المصرية ، يواجهه من ناحية أخرى تأثير إيجابي خاصة على الشركة المصرية للاتصالات ، و التي لم يتم قطع الخدمة عنها ، وباتت الملاذ الوحيد خلال الفترة الأخيرة للتواصل خاصة في فترات حظر التجول .ومن ضمن الملامح التي قد تبدو إيجابية نوعًا ما و تخفف من حدة الخسائر التي تواجهها شركات الاتصالات المصرية ،وفقًا للألفي ، هو ارتفاع الطلب على خطوط التليفون المحمول بعد تراجع أسعاره بصورة كبيرة خاصة بعد الأزمة. حول أداء سهما القطاع المقيدة بالبورصة المصرية ، توقع أن يظهر تأثير سلبي ضعيف على نتائج أعمال الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول – موبينيل ، و التي يعد سهمها أقل من التقييم ، وتصفه سي آي كابيتال ب "السلبي" ، فيما تستمر الشركة المصرية للاتصالات في تقييمها الإيجابي و التي زاد بصورة كبيرة بعد عدم انقطاعها في اوقت الذي انقطع فيه الاتصال بشبكات المحمول جميعها في مصر وفقا لتدخلات سياسية . نوه الألفي ، أن الشركات الأكثر خسارة هي تلك الشركات التي تعتمد في الأساس في مجال عملها على الاتصالات و التواصل ، بصورة قد تكون أكبر من شركات الاتصالات نفسها . محمد ماهر ، رئيس مجلس إدارة شركة برايم لتداول الأوراق المالية أشار أن قطاع الاتصالات واجه سلسلة من الضغوطات الأمنية خلال الأيام الماضية أدت إلى إنقطاع شبكات المحمول و الانترنت خلال أيام الغضب الأولى. و استبعد أن يتأثر القطاع خلال الفترة المقبلة بهذا التوقف نظرًا لكونه قطاع يحتاج إليه الجميع ولا يستطيع الموطنون التخلي عنه لأي سبب من الأسباب ، مؤكدًا أن حجم الخسائر التي تكبدها قطاع الاتصالات خلال الأيام الماضية تعد ضعيفة مقارنة بحجم القطاع و الشركات العاملة فيه . وأكد ماهر أن الخاسر الوحيد هم "الوافدون الجدد" على القطاع أو الشركات الصغيرة ، أما بالنسبة للشركات الكبيرة فقد استغلت حالة الحراك السياسي التي تشهدها مصر في الوقت الحالي و استطاعت أن "تسوق" نفسها بشكل أكبر ، حيث قامت فودافون بالكشف منذ الأيام الأولى عن أن هناك ضغوطًا أمنية تعرضت لها لقطع الخدمة ، وقامت بعد أن عادت الخدمة مرة أخرى بإعطاء عملاء الكارت المدفوع مقدمًا " رصيد يومي مجانًا " من منطلق مسئوليتها الاجتماعية . أما "موبينيل" فقد خرج رئيسها المهندس نجيب ساويرس كي يؤكد على بقاؤه في مصر و تعاطفه مع الثورة ، و أن شركته هي الأخرى تعرضت لضغوط أمنية كبيرة . حول نتائج أعمال شركات الاتصالات المتوقعة خلال العام الجاري ، نفى ماهر أن تتأثر بقطع الخدمة على الإطلاق ، و أن تشهد المصرية للاتصالات تحركات إيجابية خاصة في ظل عدم انقطاع الخدمة عنها خلال أيام الغضب لدرجة أن أًبحت الملاذ الوحيد للعملاء خاصة في فترات حظر التجوال . وقالت إنجي الديواني محللة قطاع الاتصالات بشركة CIBC أن تأثير هذا الأحداث المؤسفة التي شهدتها "راية" خلال الفترة الماضية التي تلت أحداث يوم "الغضب" بعد 25 يناير لن تؤثر كثيرًا على نتائج أعمال الشركة خلال الربع الأول من العام الجاري 2011 ، نظرًا لأن حجم الخسائر ليس كبيرًا بالمقارنة بحجم الشركة و الخسائر التي تعرضت لها شركات أخرى . وتؤكد على كون "قطاع الاتصالات" قد تأثر بصورة "طفيفة" خلال الفترة الماضية بسبب الأحداث التي شهدتها القاهرة و عدد من محافظات مصر ، الأمر الذي كان له انعكاسات سلبية على الاقتصاد القومي ككل وليس على قطاع الاتصالات وحده.