أكد الحزب الوطنى، ان التسربيات التي نشرها موقع ويكليكس خلال الفترة الماضية، أثارت أسئلة وتعليقات عديدة حول مبدأ حرية تداول المعلومات ومدى تأثيرها على العلاقات الدبلوماسية بين الدول، ولكن كانت أهم ما كشفت عنه تلك التسريبات هى المفارقة الصارخة بين ما يعلنه بعض زعماء الدول أمام شعوبهم في العلن وبين ما يتحدثون به مع الدبلوماسيين الأمريكيين في الاجتماعات المغلقة، وذلك خلافا للموقف المصري الذي اتسم بالاتساق ووحدة القول مع العمل. وأشار الوطنى الى ان ذلك ظهر بالفعل في حالة الدبلوماسية المصرية من خلال أربع حالات رئيسية، الأولي هى حرص مصر على التمسك بمواقفها الثابتة تجاه القضية الفلسطينية بالرغم من الإغراءات المعروضة عليها مثل رفض العرض الذي تقدم به الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطرى بشأن وقف بث قناة الجزيرة فى مصر لمدة عام إذا وافقت على التوصل خلال تلك الفترة إلى تقديم تسوية دائمة للفلسطينيين حسب وجهة النظر القطرية، وذلك وفقا للوثيقة التي سربها الموقع عن السفارة الأمريكية بالدوحة بتاريخ 24 فبراير 2010 عن اللقاء الذي جمع بين رئيس الوزراء القطرى والسيناتور جون كيرى. وتابع : الحالة الثانية تجسدت فى رفض القيادة السياسية الانجرار وراء محاولة الإداراة الأمريكية دفع الجيش المصري للمشاركة في مواجهة التهديدات الإقليمية كمكافحة الإرهاب والقرصنة وتعزيز أمن الحدود، وهى التسربيات التي أكدها موقع "ويكيليكس" في رسالة السفيرة الأمريكية في القاهرة مارجريت سكوبي إلى ديفيد بترايوس قائد القيادة الوسطى في الجيش الأمريكي في ديسمبر 2008. وتتمثل الحالة الثالثة فى تحذير مصر للإدارة الأمريكية من مغبة العدوان على العراق نظرا لخطورته على استقرار الأوضاع الإقليمية، وهى التسريبات التي أكدت بوضوح كذب الإدعاءات الواردة بمذكرات الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش من أن الرئيس مبارك أيد قرار غزو العراق. وأضاف الوطنى ان الحالة الرابعة هى التنبيه إلي خطورة التغلغل الإيراني في المنطقة ودعمها لحركة حماس في قطاع غزة، فضلا عن دعم تهريب الأسلحة بشكل غير مشروع، وهى المعاني التي أشار إليها الرئيس مبارك صراحة في أكثر من لقاء وتصريح، والتي سربها موقع ويكليكس عن السفيرة الأمريكيةبالقاهرة خلال لقاء الئريس مبارك بالمبعوث لأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط دينيس روس في أبريل 2009. وأكد الحزب الوطنى أن هذه المواقف تبرز قوة الرئيس مبارك وعدم انصياعه لأى ضغوط عند صنع السياسة الخارجية المصرية على عكس ما يفعله بعض زعماء الدول الأخرى وقياداتها، وتوضح قوة الموقف المصري إزاء القضايا المخنلفة.