أكد عدد من خبراء سوق المال أن أبرز الاسباب وراء تدني معدلات السيولة التي تشهدها السوق خلال الفترة الاخيرة تتمثل في 4 تحديات رئيسية متمثلة في إفتقاد السوق الى التنوع على صعيد الأدوات المالية المتاحة وحالة الإرتباك السائدة لدى المستثمرين تجاه الضريبة المفروضة على البورصة والتأثير السلبي لبعض الطروحات الجديدة عَبر جذبها لمعدلات السيولة المتاحة وأخيرًا تدني الثقافة المالية لدى اغلب المستثمرين وانتشار الأفكار الخاطئة تجاه آليات الاستثمار بالسوق . وأضاف الخبراء ان تفادي تلك الازمة الحالية يتمثل في ضرورة سرعة مواجهة تلك التحديات عبر تنويع الأدوات المالية المتاحة سواء من خلال تنشيط السندات و الصكوك أو تفعيل آلية T+1 ،بجانب العمل على نشر الثقافة المالية بين المتعاملين . محمد جاب الله ، مدير التداول بشركة التوفيق لتداول الأوراق المالية قال أن أبرز المعوقات التى يعانى منها سوق المال تتمثل فى عدم وجود وعى كافي من قبل المستثمرين عن طبيعة الاستثمار البورصة ، مؤكدا ان هناك الكثير من الأفكار المغلوطة المنتشرة حول البورصة وكونها ساحة للمضاربة ومصدر للربح السهل. وأشار الى ان التدني الملحوظ للسيولة، وانخفاض قيم وأحجام التعاملات، والتي لا تتجاوز نحو 500 مليون جنيه يومياً، تأتي نتيجة غياب عنصر التنوع في الادوات المالية فضلا عن تأثير الطروحات الجديدة والتي تعد سلاح ذو حدين ، مؤكدًا ان بعض هذه الطروحات يتسبب في سحب السيولة المتاحة بالسوق . وأشار إلى أن الضريبة على الأرباح الرأسمالية بالبورصة ، تعد ضمن الأسباب الرئيسية التى أدت للتراجع و التدني الذى تشهده سيولة السوق خلال الفترة الراهنة . ولفت الخبير المال بالتوفيق للتداول ، إلى أن آليةT+1 تعد أحد أبرز سبل تنشيط السوق ، وزيادة أحجام التعاملات بصورة كبيرة ، مشيرًاً إلى ضرورة تنشيط دور البورصة فى جذب رؤوس الأموال العربية والأجنبية عبر توفير آليات التخارج بصورة سهلة . واتفق معه إبراهيم النمر، رئيس قسم البحوث بشركة النعيم القابضة للأوراق المالية على التأثير السلبي للطروحات التى تشهدها البورصة الفترة الحالية وتسببها في سحب السيولة المتاحة . وأشار إلى أهمية العمل على تنويع الأدوات المالية و تفعيل التسوية بذات الجلسة لجذب شريحة غير نشطة بالسوق خلال المرحلة الحالية ، مؤكدًا أن معظم البورصات المجاورة تتعامل بألية البيع والشراء بذات الجلسة . ومن جانبه قال مصطفى بدره ، الخبير المالى أن أبرز سلبيات السوق تتمثل فى عدم تعبير المؤشر الرئيسى EGX30 عن أداء السوق ككل ، وتمثيله لسهمين فقط بقيادة سهم التجارى الدولى صاحب الوزن النسبى الاعلى ، ذلك الأمر الذى خلق حالة من الخلل بالمؤشر وعدم ثقة المستثمرين . وأضاف أن السوق يفتقر لتنوع الأدوات المالية التى تتيح الخيارات أمام فئات المستثمرين ، لتتمثل أبرزها فى تفعيل التداول على السندات و الصكوك . وفى سياق متصل أشار إلى عدم توافر الوعى الكامل لدى المستثمرين عن طبيعة السوق ، ذلك الأمر الذى يقود لكثير من الافكار المغلوطة عنه ، مؤكدا على أهمية دور خبراء سوق المال فى زيادة هذا الوعى و بناء قاعدة معرفية تدعم السوق و تدفعه للتطور و الانتعاش . وإتفق معه كريم عبد العزيز، مدير صناديق الاستثمار بالبنك الاهلى المصرى على انتشار الى الثقافة المالية اللازمة بين متعاملى البورصة ، خاصة الأفكار المنتشره حول التخويف من الاستثمار بالبورصة . وأكد على أهمية دور وسائل الاعلام فى محو تلك الصورة المغلوطة ، ونشر المعلومات الخاصة بطبيعة السوق بإعتباره احد وسائل الاستثمار الهامة خلال المرحلة الحالية بجانب العمل على تنويع الأدوات المالية وتفعيل التداول على سندات وأذون الخزانة لمضاعفة سيولة السوق .