قفز عدد الوفيات الناجمة عن تفشي حالات الإصابة بوباء الكوليرا في هايتي إلى 292 شخصا، وسط استنفار دولي وإقليمي لاحتواء انتشاره والحيلولة دون انتقاله إلى دول الجوار.وذلك وفقا لما تناولته وكالات الأنباء. وقال جون أندروس نائب مدير منظمة الصحة لعموم الدول الأميركية في واشنطن أمس إن هناك 4147 حالة إصابة مؤكدة في هايتي، محذرا من أن ثمة تقارير عن وجود حالات محتملة في شمال وشمال شرق وشمال غرب البلاد. وكان مواطنون غاضبون من هايتي منعوا خبراء الصحة العامة من إقامة مركز لعلاج الكوليرا في مدينة سانت مارك، قائلين إنه سينشر المرض في المنطقة الوسطى في البلاد. وقالت منظمة "أطباء بلا حدود" أمس إن الجماهير الغاضبة أضرمت النار في العديد من الخيام . وكانت المنظمة قد انتهت تقريبا من إقامة مركز علاجي يستوعب 400 سرير عندما تعرضت المنشأة لهجوم في ساعة متأخرة ليلة أمس الأول الثلاثاء، مضيفة أنه لم يصب أحد في الهجوم. وأوصت وزارة الصحة في هايتي ببناء مركز العلاج في مكان آخر . وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن المرض سينتشر في أنحاء هايتي وأيضا في جمهورية الدومينيكان المجاورة التي تتشارك مع هايتي في جزيرة هيسبانيولا، وأغلقت جمهورية الدومينيكان معظم حدودها الثلاثاء الماضي . ويتمثل الهدف الرئيسي للمنظمة حاليا في منع انتشار المرض جنوبا إلى العاصمة بور أوبرانس ومخيمات النازحين من الزلزال الذي وقع يوم 12 يناير/كانون الثاني الماضي. ويتركز المرض حاليا في الجزء الشمالي من أرتيبونيت. ويمكن أن تودي الكوليرا بحياة المريض خلال 24 إلى 48 ساعة، وينتقل المرض عن طريق المياه والأطعمة الملوثة بالبكتيريا، وربما جاء إدراك سكان هايتي -التي لم تشهد أي تفش للمرض منذ نحو نصف قرن- متأخرا جدا . وأرسلت الحكومة الأميركية مجموعة من نحو 20 خبيرا من هيئة "مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها" إلى هايتي، حيث باشروا الثلاثاء الماضي مساعدة السلطات الصحية في هذا البلد على السيطرة على وباء الكوليرا. وقال المتحدث باسم السفارة الأميركية في بور أوبرانس جون بييكوفسكي إن "خبراءنا في الميدان.. إنهم يعملون في مراقبة المرض ورصده إضافة إلى عملهم في التوعية العامة.. إنها شراكة قوية للغاية بين الحكومتين "