بالرغم من استحواذ الجهاز المصرفي علي ما يزيد عن 1,3 تريليون جنيه من المدخرات بالسوق المصرية إلا أن عدد عملاء القطاع منخفض جدًا مقارنة بالتعداد السكاني حيث يتراوح حجم العملاء بين 8-10 ملايين مواطن فقط ، من إجمالى 86 مليون نسمة، وهو ما يتطلب البحث عن حلول مبتكرة لزيادة أعداد عملاء البنوك وتضمين فئات جديدة إلى القطاع المصرفى. وخلال الفترة الماضية نشطت إدارات التجزئة المصرفية بالبنوك لتطبيق الخدمات البديلة والحلول المبتكرة مثل خدمات الدفع والتحصيل الالكترونى والانترنت بانكينج وبطاقات الائتمان وزيادة الخدمات المقدمة من خلال ماكينات الصراف الآلى الATM. ويدرس بنك الإسكندرية إطلاق خدمة الموبايل بانكينج بالتعاون مع شركة فورى للحلول التكنولوجية، كما يستهدف بنك مصر إطلاق خدمة الانترنت بانكينج وتحويل الأموال عبر المحمول خلال الربع الأول من العام المالى المقبل، كما يعتزم البنك الأهلى المصرى إطلاق منتج الكارت المدفوع مقدمًا بداية يوليو المقبل. ويعكف البنك المركزى حاليًا على إعداد ضوابط لخدمة الانترنت بانكينج لإصدارها خلال الفترة المقبلة، بعدما طلبت بعض البنوك إضافة مهام إضافية للخدمة لجذب مزيد من شرائح العملاء. ويدعم تقديم الخدمات البديلة ودورها فى جذب العملاء ارتفاع عدد مستخدمي الوسائل التكنولوجية الحديثة فى مصر حيث يصل عدد مشتركى المحمول إلى اكثر من 92 مليون مستخدم ، كما أن ملايين الشباب يستخدمون الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعى وعلي رأسها "الفيس بوك" ، ما يجعل تقديم القنوات البديلة فى البنوك دور فعال فى جذب مزيد من العملاء وتطوير قطاع التجزئة المصرفية. حازم حجازى رئيس قطاع التجزئة المصرفية بالبنك الأهلى المصرى ، يري أن التنافس فى زيادة أسعار العائد على منتجات البنوك ليس هو الجاذب الوحيد للعملاء خلال الوقت الحالى، موضحًا أن تطوير منظومة القنوات البديلة لتقديم منتجات التجزئة المصرفية أمر ضرورى مثل بطاقات الATM والقنوات التكنولوجية لخدمة العملاء. وقال أن مصرفه يستهدف إطلاق بطاقة يستخدمها الافراد غير المتعاملين مع البنوك لإيداع وسحب الأمول دون أن يكون لديه حساب فى البنك بهدف تقليل تعامل الكاش فى المجتمع ، بالإضافة إلى إضافة خدمات إضافية لماكينات الATM لدفع الفواتير وتيسير حياة المواطنين. وأوضح أن التجزئة المصرفية لها مستقبل واعد خلال الفترة المقبلة فى مصر ، مشيراً إلى أن 75% من إجمالى الودائع بالبنوك ودائع أفراد، لافتًا إلى أن البنك الأهلى يمتلك نحو 1700 ماكينة صرفا آلى ATM على مستوى الجمهورية وأن السعى لتطوير خدمات الصراف الآلى لتصبح فروعًا صغيرة هام جدًا خلال الفترة المقبلة لتيسير خدمة العملاء، كما يصل عدد العملاء المستخدمين لخدمة تحويل الأموال عبر المحمول إلى 47 ألف مستخدم حالياً. وأكد محمد الطوخى ، رئيس قطاع التجزئة المصرفية بالبنك التجارى الدولى CIB ، أن البنوك مُقصرة فى النهوض بقطاعات التجزئة المصرفية ، لافتًا إلى أن عدد عملاء البنوك لا يتجواز ال10ملايين مواطن فى الوقت الذى يصل فيه أعداد الناخبين إلى 54 مليون مواطن. ولفت إلى أن عدد حاملى بطاقات الائتمان فى مصر يصل إلى 2,2 مليون مواطن ، وهو ما يُعتبر نسبة ضئيلة جداً ، بينما ترتفع النسبة إلى 95 من كل 100 عميل فى البرازيل ، كما أن 10 مواطنين فقط من 100 فرد يمتلكون حسابات بنكية في مصر ، وهو ما يتطلب عمل من البنوك لزيادة أعداد العملاء. وطالب بضرورة القيام بحملات توعية للأفراد بكيفية التعامل مع البنوك وفتح الحسابات ، بالاضافة إلى توعيتهم بأهمية التعامل مع البنوك ، مشيرًا إلى ضرورة تكاتف البنوك المصرية للنهوض بهذا القطاع. من جهته قال باسل رحمى ، عضو مجلس إدارة بنك الإسكندرية والرئيس التنفيذي لقطاع التجزئة المصرفية ، أن المستقبل سيكون للخدمات المصرفية الالكترونية مثل الانترنت بانكينج وماكينات الصراف الآلى وخدمات الموبايل ، لافتًا إلى أن التركيز على خدمات التمويل متناهى الصغر والقنوات البديلة من العوامل الهامة لزيادة عدد المتعاملين مع البنوك. وأشار إلى أن التركيز على التثقيف المالى للعملاء وتوعيتهم بأهمية التعامل مع البنوك يساهم فى جذب مزيد من العملاء ، ضاربًا المثل بمصرفه الذى اهتم بتغيير ثقافة عملاء التمويل متناهى الصغر ليرتفع عددهم من 20 ألفًا إلى 39 ألفًا مع ادراجهم بقوائم البنك. وشدد على ضرورة إدخال خدمات التكنولوجيا الحديثة إلى القطاع المصرفى فى ظل ارتفاع عدد مستخدمى الهواتف الذكية إلى أكثر من 50 مليون جهاز ، لافتًا إلى أن تلك الوسائل توفر الوقت والجهد على العملاء وتزيد من تفاعلهم مع البنوك. ونوه إلى أن مصرفه يدرس إطلاق خدمة الموبايل بانكينج بالتعاون مع شركة فورى للخدمات التكنولوجية ، موضحًا أن حجم الأموال التى تم تحويلها خلال عام 2013 من خلال الموبايل بلغت 590 مليون دولار على مستوى العالم ، وأنها مرشحة للارتفاع إلى مليار دولار بحلول عام 2017. واقترح رحمى أن يتم إطلاق حملة قومية لتعريف المواطنين بأهمية أن يكون لدى الشخص حساب بنكى والتعريف بخدمة تحويل الأموال عبر المحمول ، بالإضافة إلى كافة الخدمات البديلة للخدمات المصرفية التقليدية.