لم يكن أكثر المتشائمين في العالم ، يتوقع أو حتى يتخيل بحدوث ذلك الهبوط التاريخي الذي شهدته أسعار النفط الخام بالأسواق العالمية خلال تعاملات اليوم . فلم يعد الذهب الأسود بالحصان الأسود أو الملاذ الامن للشركات والمستثمرين لتفادي الخسائر التي أحدثتها فيروس كورونا “كوفيد 19” بالأسواق العالمية، وإنما تحول عبئاً كبيراً لدى الشركات والتي تبحث عن سبل التخلص منه ومن ارتفاع تكاليف تخزينه ، وهو الأمر الذي دفع الكثيرون سواء على مستوى العالم وكذلك محلياً لمقارنة التغير الحادث بسعر النفط ، بمستويات أسعار وتكلفة أبسط الوجبات الغذائية الشهيرة . وبالنظر لواقع الأمر داخل السوق المصرية ، ستجد أن سعر الوجبات الغذائية المحلية والتي يأتي في مقدمتها سعر الكشري ، تتراوح بين 10 جنيهات لنحو 25 جنيه للطبق ، وهو الأمر الذي يفوق سعر برميل النفط اليوم الذي سجل نحو -37 سنت ، بما يعادل نحو 9.91 جنيه . في حين ستجد أن الفول المصري لا يزل صادمداً حتى في أسوأ الظروف ، حيث يصل سعر ساندوتش الفول أو الطعمية في المطاعم الشعبية لنحو 3.5 جنيه، في حين يسجل متوسط سعر ساندوتش البطاطس نحو 5 جنيهات، ليكون بذلك متوسط سعر وجبة للفرد تتكون من 3 سندوتشات 12 جنيه ، بما يفوق أيضاً سعر برميل النفط خلال تعاملات اليوم . وتراجعت أسعار النفط الخام الأمريكي، إلى مستويات قياسية اليوم الإثنين، حيث هبطت أسعار تسليم نفط شهر مايو، إلى أكثر من 306 % ليصل سعر البرميل إلى سالب 37.63 دولار للبرميل، وهو سعر غير مسبوق في تاريخ الصناعة النفطية. ويعد تراجع أسعار النفط الأمريكي أحد مؤشرات المراجع السعريّة للعديد من السلع حول العالم. وبحسب "ماركت ووتش" انهار مؤشر النفط الأمريكي، وفي طريقه إلى أدنى إغلاق وأكبر انخفاض ليوم واحد على الإطلاق. ومع نضوب الطلب الفعلي على النفط ظهرت تخمة عالمية في المعروض بينما لا يزال مليارات الأشخاص حول العالم يلزمون منازلهم لإبطاء انتشار فيروس كورونا المستجد.