جولدمان ساكس: فيروس “كورونا” قد يهبط بأسعار النفط 3 دولارات القليوبي: تدهور أوضاع الصين تؤثر على الطلب النفطي في آسيا شهدت أسعار النفط العالمي هبوطًا حادًا خلال تعاملات الأسبوع المنقضي؛ حيث أنهت جلسات الأسبوع تداولاتها أمس السبت، على تراجع قارب ال 2%؛ ليسجل سعر خام برنت نحو 60 دولارًا للبرميل، فيما هبط خام تكساس الأمريكي لنحو 54 دولارًا بمعدل تراجع يقارب ال 7%. على مدار أيام الأسبوع أثرت العديد من الأحداث في تداولات النفط الخام؛ على رأسها المحاكمة الخاصة بالرئيس الأمريكي ترامب في مجلس الشيوخ على خلفية تهمتين وجههما إليه مجلس النواب وهما إساءة استعمال السلطة وعرقلة عمل الكونجرس. وأدى انتشار فيروس كورونا في الصين -ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم- إلى خسائر ضخمة بواحدة من أكثر البلدان الاقتصادية في العالم، ما أثر بشكل مباشر على سوق النفط العالمي. وأقر الرئيس شي جين بينغ، أمس السبت، أن انتشار وباء الالتهاب الرئوي الفيروسي “كورونا”، الذي أودى بحياة 41 شخصا “يتسارع”، يضع الصين في “وضع خطير”. وأمرت السلطات الصينية بفرض إجراءات على مستوى البلاد للكشف عن حالات الإصابة المشتبهة بفيروس “كورونا”، في القطارات والطائرات والحافلات، مع ارتفاع عدد المصابين والوفيات، وجاء الإعلان عن هذه الخطوة بينما أغلقت السلطات 5 مدن جديدة فيها نحو 56 مليون نسمة، في محاولة لاحتواء المرض. ورغم استهلال تعاملات الأسبوع المنقضي على ارتفاع تدريجي يوم الإثنين الماضي، بعدما توصلت الكويت والسعودية إلى اتفاق بشأن المنطقة المحايدة المشتركة بينهما، سيسمح باستئناف الإنتاج من حقلين نفطيين يمكنهما ضخ ما يصل إلى 0.5% من إنتاج النفط العالمي، إلا أن الارتفاع لم يصمد كثيرًا. من جانبه توقعت وكالة الطاقة الدولية تحقيق فائض في النفط في السوق العالمي خلال النصف الأول من 2020، وقد أكد فاتح بيرول رئيس الوكالة الدولية؛ خلال المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس على وجود وفرة في الإمدادات فيما يتعلق بأسواق النفط والغاز ما سيؤثر على ميزان العرض والطلب العالمي. ويوضح جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية، أن اضطراب الأوضاع بالدول الاقتصادية الكبرى؛ دائمًا ما تُلقي بظلالها على سوق النفط ومختلف القطاعات الاقتصادية ومن ثم حدوث تراجع بحركة التداولات. أضاف ل “أموال الغد”، أن محاكمة أكبر دولة اقتصادية في العالم، وتعرض ثاني أكبر مستهلك للنفط عالميًا بمرض الكورونا؛ تسببا في هزة في سوق النفط العالمي، وتذبذب في سوق العرض والطلب؛ خوفًا من تدهور الأوضاع في الصين وإعاقة بعض الصناعات القائمة على استهلاك النفط؛ ومن ثم حدوث تخمة في المعروض النفطي. توقع القليوبي استمرار تراجع أسعار النفط العالمي -خام برنت- حال انتشار فيروس كورونا بعدد من المدن الصينية، أو أحد من الدول المجاورة؛ ما يؤثر على حركة تداول المواد البترولية والطلب النفطي وبخاصة في آسيا. بذات السياق يرى بنك جولدمان ساكس، أن أسعار النفط قد تنخفض 3 دولارات لكل برميل إذا انتشر فيروس “كورونا” الذي تم اكتشافه مؤخراً في الصين. وقال البنك الاستثماري الأمريكي، أن أسواق النفط ستتأثر بفيروس “كورونا” المنتقل من شخص لآخر، مثلما تأثر وقود الطيران أثناء وباء سارس في عام 2003. ويمكن أن يسفر انتشار فيروس “كورونا” عن انخفاض الطلب العالمي على النفط بمقدار 260 ألف برميل يوميًا في العام الجاري، ما يتسبب في انخفاض أسعار النفط بمقدار 2.90 دولار للبرميل، يمثل وقود الطائرات حوالي ثلثي الخسارة منها.
