عادت السوق السوداء للنشاط من جديد عقب ثلاثة أشهر من استقرار أسعار صرف الجنيه المحلى أمام الدولار، وذلك منذ طرح البنك المركزى للعطاء الدولار الاستثنائى الثالث بقيمة 1.3 مليار دولار فى الرابع من سبتمبر الماضى. وخلال الأيام الحالية تشهد أسعار الدولار فى السوق السوداء ارتفاعات متتالية نتيجة زيادة الطلب على العملة الخضراء من قبل الأفراد والمستوردين، وهو ما أدى لارتفاع أسعاره إلى 7.39 و7.40 جنيه فى تعاملات اليوم. وقالت مصادر بالسوق السوداء أن ارتفاع الإقبال على العملة الخضراء سبب ارتفاعها خلال الفترة الأخيرة، مشيرين إلى أن أغلب المتعاملين من شركات الاستيراد التى تجمع سيولة لاستيراد احتياجاتها بالإضافة إلى الأفراد الراغبين فى تحقيق مكاسب من اقتناء العملة. وقال هشام رامز، محافظ البنك المركزى، أن السوق السوداء لبيع وشراء الدولار لم يتم القضاء عليها بشكل نهائى رغم الإجراءات التى اتخذها البنك المركزى خلال الفترة الأخيرة وأنها مازالت تعمل ولكن يتم استخدامها فى السلع والاستخدامات غير الأساسية. أوضح أن عودة الثقة بالسوق هى السبيل الوحيد للقضاء على السوق الموازية للدولار، لافتًا إلى أن تدخل إدارة البنك المركزى من خلال العطاءات الاستثنائية لتوفير السيولة الكافية لتلبية طلبات الاستيراد، بالإضافة إلى القرارات الخاصة بتوفير السيولة الكافية من الدولار لعملاء البنوك ساهم فى إعادة الثقة بشكل كبير للمتعاملين بسوق الصرف. ذكر أن البنك المركزى سيتدخل خلال الفترة القادمة لتدعيم استقرار سوق الصرف، موضحاً أن تلك التدخلات لا تهدف إلى خفض سعر الدولار أمام الجنيه ولكن هدفها الأساسى الحفاظ على استقرار السوق من خلال وجود أسعار عادلة للعملة المحلية والأجنبية . من جهته قال هيثم عبد الفتاح، رئيس قطاع الخزانة ببنك التنمية الصناعية والعمال، أن الدولار متوفر فى بنوك القطاع المصرفى وأن الارتفاع الحالى لا يعنى وجود أزمة فى السيولة المتاحة فى القطاع المصرفى. وأشار إلى أن عجز بعض البنوك عن توفير السيولة المطلوبة لبعض العملاء وشركات الاستيراد يدفعها للجوء للسوق الموازية وهو ما يؤدى إلى ارتفاع أسعاره مقابل الجنيه المحلى. وأوضح أن أسعار الدولار فى السوق السوداء تقترب من ال7.40 جنيه خلال الفترة الحالية. فى سياق متصل قال محمد حسن الأبيض، رئيس شعبة الصرافة، أن ارتفاع أسعار السوق السوداء لا يعنى نقص الدولار بالسوق الرسمية، لافتًا إلى أن رغبة بعض المتعاملين فى تحقيق مكاسب من ارتفاع أسعار العملة ولجوء بعض شركات الاستيراد للسوق السوداء سبب ارتفاع الأسعار. وأكد أن السوق الموازية ليست مؤشراً لحقيق وضع الدولار بالسوق الرسمية، مشيراً إلى توافر السيولة الدولارية بالبنوك وشركات الصرافة لتلبية احتياجات العملاء. وكان البنك المركزى قد قام خلال شهور أبريل ومايو وسبتمبر بضخ 2.7 مليار دولار كعطاءات استثنائية لتوفير السيولة الدولارية الكافية لاستيراد السلع الأساسية، بالإضافة إلى ضخ 115 عطاء وفق آلية بيع وشراء الدولار fx Auction لتحقيق الاستقرار بسوق الصرف. وسجلت أسعار العملة الخضراء فى السوق الرسمية مقابل الجنيه نحو 6.90 جنيه للشراء و6.93 جنيه للبيع.