40 مليار جنيه حجم مبيعات سوق الهواتف الذكية سامسونج تبدأ في استعادة الثقة بدعم من التابلت التعليمي تتغير شكل سوق الاتصالات بصورة مستمرة، يرتفع وعي المستخدم المصري حول خصائص الهواتف المحمولة، بينما تصارع الشركات للفوز بحصص سوقية أكبر من سوق قوامها 40 مليار جنيه سنويًا، ومازالت نسب المبيعات في ارتفاع مطرد كل عام. الشركات الصينية وإن كانت في مجموعها مستحوذة على الحصة الأكبر من الهواتف الذكية في السوق المحلية، إلا أنها تتنافس بقوة فيما بينها للفوز بالصدارة، حتى لجأت العديد من العلامات التجارية إلى التواجد في السوق تحت علامات تجارية مختلفة للاستحواذ على نصيب أكبر من الكعكة. وفي الوقت الذي بلغت فيه نسبة الهواتف الذكية تقريبًا ال70% من مستخدمي الأجهزة المحمولة، ارتفعت في الوقت نفسه معدلات إقبال المستخدمين على خدمات الانترنت المحمول، ليؤكد مشغلو المحمول على أن نسبة استخدام “الداتا” ارتفعت بنسبة 250% خلال العامين الماضيين، وبلغت نسبة تغطية الجيل الرابع حوالي 50% من مشتركي المحمول. الحصص السوقية لشركات الهواتف الذكية تشهد تغيرات واضحة خلال الفترة الحالية، والتي توضح مدى التغير في فهم المستخدمين للتكنولوجيا حيث كشفت مؤشرات مؤسسة GFK للابحاث عن عودة حصة سامسونج من سوق الهواتف الذكية في مصر إلى الارتفاع خلال يناير الماضى بنسبة 0.4 % ، لتصل إلى 25.8 % مقارنة ب 25.4 % فى ديسمبر 2018 . وكشف التقرير أن هواوى الصينية جاءت فى المركز الثانى بحصة سوقية بلغت 24.3 % دون تغير، واقتنصت أوبو الصينية المركز الثالث بحصة 18.2 % بزيادة 0.5 % عن ديسمبر من العام الماضى، وحافظت إنفينيكس على المركز الرابع بحصة 12.1 %، بنسبة انخفاض 1.5 % عن ديسمبر، وجاءت شاومى الصينية خامسا بزيادة 0.2 % لتصل إلى 4.3 %، تلاها هونر الصينية التابعة لهواوى بنفس نسبة الزيادة لترفع بذلك حصتها السوقية إلى 4.1 % . واحتلت ” لافا ” الهندية أحدث الوافدين لسوق الهواتف الذكية المركز السابع بنسبة 2.9 % بعدما فقدت 0.1 % من حصتها مقارنة بديسمبر، واستحوذت باقى الشركات العاملة بالسوق على 3.9 % من مبيعات الهواتف الذكية بنسبة انخفاض 2.7 % . الصين تأكل من حصتها السوقية في فترات سابقة وتحديدًا الأعوام من 2012-2014 احتلت سامسونج صدارة السوق المصرية بنسب تخطت ال70% من مستخدمي المحمول في مصر، وظن الكثيرون أن المركز الأول احتفظت به سامسونج دون منازع لعقود، غير أن الواقع أكد أن تلك النظرية غير قابلة للتنفيذ، مع دخول العديد من اللاعبين بنفس التكنولوجيا وبأسعار أقل، بينما ركز المستخدم المصري على الاستفادة من التناحر على الفوز برضاه لدفع الشركات على تقديم أفضل ما لديها. وخلال 2017-2018 تغير المفهوم لتصبح سامسونج من ضمن أكبر العلامات التجارية، ولكن تتنازع على الصدارة مع غيرها من المصنعيين، خاصة مع هواوي الصينية والتي نجحت في الاستحواذ على النصيب الأكبر من الشريحة المتوسطة، وماتحت المتوسطة من خلال حزمة واسعة من المنتجات المتقاربة من بعضها تكنولوجيًا، والتي تغطي مساحة شاسعة من الاسعار ضمنت لها التواجد في حيز واسع من اهتمامات المستخدمين. وعلى صعيد آخر اعتمدت هواوي على تقاسم السوق مع غيرها من العلامات التجارية التابعة لنفس الشركة لضمان الانتشار والحصول على حصة أكبر فأطلقت Honor العلامة التابعة لهواوي واللتين تستحوذان مجتمعتين على ما يقرب من 30% من الحصة السوقية محليًا. كشفت تقارير رسمية حديثة صادرة عن وزارة المالية أن حجم واردات أجهزة الهاتف المحمول والأجهزة الإلكترونية الشبيهة بلغت حوالي255 مليون دولار (حوالي 4.6 مليارات جنيه) بنهاية الربع الأول من العام المالي 2018-2019. بينما بلغ حجم الواردات لنفس الأجهزة خلال نفس الفترة من العام الماضي حوالي 252 مليون دولار. وأوضحت التقارير أن حجم الصادرات من الأجهزة المماثلة ومعدات المحمول بلغ 47.2 مليون دولار ( 844 مليار جنيه) بنهاية سبتمبر 2018، بينما كشفت أن حجم الصادرات في نفس الفترة من العام الماضي بلغ حوالي 46.2 مليون دولار (827 مليون جنيه). قال محمد طلعت رئيس شعبة المحمول بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن شركة سامسونج تمتلك سمعة وإقبال كبير فى السوق المحلية، إلا أنه مع اتجاهها للتركيز على فئات الهواتف العليا بالإضافة إلى دخول العديد من الشركات الصينية للسوق أصبحت المنافسة شديدة للغاية، مضيفًا أنه إذا ما تم حساب حجم الأجهزة المباعة للشركات الصينية مجتمعة فإنها ستتفوق فى السوق المصري. وأشار طلعت إلى أن الصين لا تسيطر على السوق المحلى من خلال شركاتها فقط، ولكن تتصدر فى قطاع التصنيع، إذ أن غالبية الهواتف بالسوق تصنع بالصين بما فيها هواتف سامسونج . واتفق معه محمد المهدى الرئيس الشرفي لنقابة تجار المحمول بالغرف التجارية، أن الشركات الصينية تنافس بالأسعار والإمكانيات التى يحتاجها العميل فى السوق المصرى، لافتًا إلى أن هواوى و OPPO تنافسان بشكل جيد كما أن كل شركة تختار الشريحة التى تستهدفها. منافسة ذاتية تعمل هواوي ضمن علامتي “هواوي وهونور”، كما تقدم ترانشن الهواتف الذكية تحت علامات “تكنو، وانفينكس، وآيتل” ومؤخرًا قررت أوبو اتباع نفس الاستراتيجية بالإعلان عن سلسلة هواتف تحمل اسم “Real Me“ قال هانك لي مدير شركة تكنو مصر أن إتجاه العديد من الشركات الصينية إلى الاعتماد على علامتين تجاريتين ليس غريبًا على السوق، حيث بدأته شركات السيارات منذ فترات طويلة باتباع نفس السياسة، مؤكدًا على أن تلك العلامات التجارية تسعى للتعاون فيما بينها لمنافسة العلامات التجارية الأخرى سواء كانت صينية أو هندية او غيرها خاصة وأن نموذج الشركات المتنافسة تحت نفس المجموعة موجود في نماذج أخرى مثل هواوي وهونور. ويرى أن السوق المحلية ليست سهلة في المنافسة خاصة وأن عدد كبير من اللاعبين الدوليين لم يستطع الصمود في مصر مثل لينوفو واتش تي سي، على الرغم من حجم السوق، وما يمثله من فرصة تغري الشركات العالمية للمنافسة على كعكة الهواتف الذكية في مصر يعتقد أحد الموزعين الرئيسيين لعدد من العلامات التجارية للهاتف المحمول، أن الدعم السياسي الذي توجهه الدولة الصينية للمصنعين المحليين بها يساهم في إخراج منتجات رخيصة الثمن مقارنة بمصنعي الهواتف الآخرين من الجنسيات الأخرى، مشيرًا إلى أن مصنعيين الهواتف حاملي الجنسية الصينية ينتجون هواتف ذات مميزات مرتفعة جدًا تتقارب من تلك الكورية والتايوانية والأمريكية وبأسعار منخفضة بشكل ملحوظ. لفت إلى أن المصنعيين الصينيين يتمتعون بدعم قوي من الحكومة الصينية خاصة فيما يتعلق بأسعار المواد الأولية والخامات المستخدمة في التصنيع، ومن ناحية أخرى تعمل الصين على التركيز على الصناعات الأكثر نموًا لتستحوذ على اكبر مساحة من الاقتصاد العالمي، مشددًا على أن المنتجات التكنولوجية تعتبر واحدة من أسرع القطاعات نموًا على الاطلاق خلال الفترة الحالية وعلى مدار السنوات المقبلة سامسونج تستعيد الثقة عام 2018 شهد واحدة من أكبر الصفقات التي فازت بها سامسونج في السوق المصرية، حيث وردت الشركة الكورية 706 ألف تابلت لوزارة التربية والتعليم، لاستخدامها في منظومة تطوير التعليم. أكد مصدر بسامسونج على أن تلك الصفقة كانت با شك واحدة من أسباب استعادة ثقة المستخدم المصري في الشركة الكورية بنسبة أكبر من الفترات السابقة، مشددًا على احتفاظ سامسونج بالصدارة بفارق كبير عن أقرب منافسيها فيما يتعلق بالحصص السوقية عند قياسها بقيمة المبيعات وليس بعدد الأجهزة المباعة، ما يعني أن هواوي قد تبيع عدد أكبر من الهواتف، بينما القيمة المالية لمبيعات سامسونج مازالت تحظى بالنسبة الأكبر. التصنيع المحلي قد يكون خيارًا الشركات الصينية غالبًا تلقى دعمًا هائلاً داخل الصين خاصة فيما يتعلق بالتصنيع، مما يجعل نسبة استحواذ الصين على تصنيع الهواتف عالميًا يصل إلى أكثر من 60% من الهواتف المتواجدة في الأسواق، غير أن مصر بدأت في فترات قريبة لتبني استراتيجية للتصنيع المحلي دفعت عدد من الشركات الصينية للتواجد محليًا في السوق من خلال مصانع للهواتف المحمولة. وقال دونافان مدير تطوير الأعمال والمنتجات في شاومي مصر إن مصر سوق كبيرة فى المنطقة، ويكثر فيها الطلب على الهواتف الذكية، مؤكدًا أنها ستقدم مساهمات كبيرة لزيادة معدلات الحصص السوقية للشركة على المستوى العالمي،بإعتبارها واحدة من أكبر عشر أسواق للهواتف الذكية في العالم النامي، فإن مصر لديها واحدة من أعلى معدلات إنتشار الهواتف المحمولة بين الأسواق النامية، وتتمتع بإقبال لا حدود له للإبتكار والتكنولوجيا وأكد دونافان أنه في الإستثمار في منشأة تصنيع جديدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فسنتطلع إلى مصر كواحدة من أكثر الوجهات الاستثمارية الواعدة في هذه المنطقة الحاسمة.