منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير والشارع المصرى يمر بموجات متتالية من التظاهرات والاعتصامات والمليونيات من قبل القوى السياسية المختلفة دفعت مؤسسات الدولة بصفة عامة والبنوك بصفة خاصة لوضع خطط لمواجهة تلك الأزمات والخروج منها بأقل الحسائر، وهو ما أكسب القطاع المصرفى خبرة فى مواجهة الأزمات وأحداث العنف التى تنتج عن تلك التظاهرات. ومع استمرار جماعة الإخوان فى الدعوة للتظاهرات عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة واحتدام المواجهة مع قوات الأمن، يتخذ القطاع المصرفى إجراءاته التأمينية المعتادة لمنع حدوث أى عمليات تخريب تؤثر على العمل به، خاصة بعد قرار البنك المركزى بعودة البنوك للعمل وفق المواعيد الطبيعية منذ يوم الاثنين الماضى. المصرفيون أجمعوا أن الدعوة لتظاهرات الثلاثين من أغسطس القادم لا تشكل قلق علي القطاع، مؤكدين أن البنوك اعتادت على مثل تلك الظروف منذ ما يقرب من الثلاثة أعوام وهو ما يسهل من طريقة التعامل معها ويجعلها غير مقلقة للقائمين على القطاع المصرفى. وأكدوا أن البنك المركزى يقوم بالتنسيق مع قوات الأمن والجيش لتأمين البنوك المختلفة من أى أضرار قد تلحق بها، مشيرين إلى أن البنوك مرت بأزمات شديدة خلال الفترات السابقة واستطاعت تجاوزها بأقل الخسائر. من جهته قال حمدى عزام، عضو مجلس إدارة بنك التنمية الصناعية والعمال، أن البنوك اعتادات على العمل فى مثل تلك الظروف وأن هناك خططاً للطوارئ تقوم البنوك بتطبيقها فور حدوث أى اضطرابات لتأمين فروعها وماكينات الصراف الآلى التابعة لها والحفاظ على أموال المودعين. وأشار إلى أن البنك المركزى يقوم على متابعة الموقف الخاص بالبنوك وعمليات التأمين فى حالة حدوث أى تداعيات للتظاهرات التى تدعو إليها القوى السياسية لمنع تعرض فروع البنوك المختلفة لمحاولات الاقتحام والتخريب التى تحدث فى مثل تلك الظروف. وأوضح أن الفترة السابقة شهدت تحسناً على المستوى الأمنى والسياسى بالإضافة إلى انتظام العمل فى البنوك منذ الاثنين الماضى، متوقعاً استقرار الأوضاع خلال الفترة المقبلة وعدم العودة للاضطرابات التى حدثت خلال الشهر السابق. وفى ذات السياق أكد حازم حجازى، مدير قطاع التجزئة المصرفية بالبنك الأهلى، أن الدعوة لتظاهرات يوم الجمعة المقبل لا تقلق البنوك، مشدداً على أن الجهاز المصرفي اكتسب الخبرة علي مدار ثلاثة أعوام من العمل وسط الاضطرابات والأزمات السياسية والأمنية وهو ما يجعل مثل تلك الدعوات لا تمثل قلقاً لإدارات البنوك المختلفة. وذكر أن البنوك ستتخذ إجرائتها التأمينية الطبيعية التى اعتادت عليهاخلال الفترة الماضية من الاضطرابات السياسية، وحول احتمالية امتداد تداعيات تظاهرات الثلاثين من أغسطس إلى بداية الأسبوع المقبل ومدى تأثيرها على عمل البنوك، أوضح حجازى إلى أنه فى تلك الحالة سيقوم البنك المركزى باتخاذ الإجراءات التى تكفل سلامة وأمن القطاع المصرفى كتلك القرارات التى تم اتخاذها خلال الأسبوعين السابقين من تقليل لساعات العمل أو إغلاق بعض الفروع.