سوق الأوراق المالية يترقب استقرار الأوضاع السياسية لاستعادة وظائفه الرئيسية

حالة من الترقب تسود اروقة سوق الاوراق المالية تجاه ما تشهده الساحة السياسية ، لتدعيم قدرته على رسم ملامح خطته خلال الفترات المقبلة ومن ثم المضي في رحلة استعادة الثقة وترسيخ وظائفها الرئيسية مرة أخرى على أرض الواقع كأداة تمويلة هامة للشركات .
ربط خبراء سوق المال عودة وظائف السوق الرئيسية مرة اخرى بهدوء الاوضاع على الصعيد السياسي لتدعيم ثقة المستثمرين وجذب شرائح مختلفة من المتعاملين ، مطالبين الجهات المسئولة بضرورة الحرص على حقن الدماء لتفادي الوقوع مرة أخرى في حالة عدم الاستقرار .
الشروق : على القوات المسلحة أن تجد حلول سريعة حقنا للدماء
قال هانى حلمى رئيس مجلس إدارة شركة الشروق لتداول الاوراق المالية، أن هناك الكثير من الحلول للخروج من الازمة الراهنة، ولكن كل طرف متمسك بمطالبه، وبالتالى فان هذه الحلول لن ترضى الاطراف المتنازعة، لذلك يجب أن تتنازل كل فئة عن بعض مطالبها للوصول إلى حلول وسط، مؤكدا أن التأخر عن إيجاد حلول سريعة يعنى تعميق الازمة .
الفرعونية : الاخوان المصدر الاول للفتنة ..و يجب القبض على جميع القيادات الاخوانية
ويرى محمد الاتربى رئيس مجلس ادارة شركة الفرعونية، أن الازمة الحالية سببها الوحيد هو الاخوان المسلمين بسبب التحريض المستمر لأنصارهم لنزول الى الميادين و من ثم إشتعال الاشتباكات و العنف بين الجانبين المؤيد و المعارض، لذلك جان يجب على القوات المسحلة الا تفرج عن مرشد الاخوان و كافة القيادات التى حرضت على مزيد من الحشد بالشوارع و الميادين مما أدى إلى مزيد من العنف، مؤكدا فى الوقت نفسه أن الجيش قادر على إستيعاب الموقف و تهدئة الاوضاع من خلال الحلول السياسية و الامنية .
انترناشيونال : يجب على القوات المسلحة أن تقف على مسافة و احدة من الجميع
و أكد بدر باسم رئيس مجلس ادارة شركة انترناشونال، أنه لا سبيل للخروج من تلك الازمة الا بعد أن تقف القوات المسحلة على مسافة واحدة من المؤيدين و المعارضين لحقن الدماء و تجنيب الجيش المصرى الدخول فى أى معارك داخلية ضد المؤيدين و المعارضين كالتى بدأت بوادرها فى منطقة العريش بشمال سيناء، لذلك يجب على الجيش ان يتخذ قرارات سريعة للأعلان عن موقف محايد بين جميع الاطراف .
سوليدير : النخبة السياسية و الاعلام و جميع الاطراف شركاء فى تلك الفتنة
ويرى محمد الصهرجتى العضو المنتدب بشركة سوليدير، أنه لابد يصل القادة السياسيون الى توافق حقيقى لانهم المحرك الاول لشارع السياسى، كما أنه يجب الاسراع فى تكوين هيئة المصالحة الوطنية التى أعلن عنها الرئيس المؤقت عدلى منصور، و ان تتكون تلك الهيئة من كافة القوى و الاطراف السياسية والمؤسسات دون إقصاء و الا تحمل كل هؤلاء دماء الشعب المصري سواء مؤيدين او معارضين و سيحكم التاريخ على الجميع أنه فى عصر هؤلاء النخبة السياسية سالت دماء المصريين فى المياديين .
أضاف أن للاعلام دورا كبيرا فى تلك التهدئة حيث بإمكانه أن يشعل الفتنة و بإمكانة ان يطفئها اذا شاء، مستنكرا ما وصل إليه المصريين من نزاع على السلطة أدى إلى قتل بعضهم البعض أعقاب ثورة الخامس و العشرين من يناير التى أبهرت العالم بحودة المصريين، مشددا على خطورة الموقف الذى لم تمر به مصر منذ الآف العصور فى ظل الضعف الاقتصادى للدولة و إنتظار الدول المعادية سقوط مصر بعد أن يشعلو الفتنة بتصريحاتهم المتضاربة و معاونتهم لكافة الاطراف المتنازعة ليستقوى كل منهم على الاخر و تسقط الدولة مثلما يحدث فى العراق و سوريا، مؤكدا أنه إذا كان دور القوات المسلحة هو الحفاظ على دماء المصريين من العدوان الخارجى فإنه من الاولى أن تحقن دماء المصريين قبل أن يقتل بعضهم الاخر .
صفاء فارس : EGX30 يتماسك بقوة عند مستوى الدعم 5000 نقطة
وعلى صعيد التحليل الفنى و اتجاه السوق فى ظل الظروف الراهنة قالت صفاء فارس خبير أسواق المال وعضو اللجنة العلمية بالمجلس الاقتصادى الافريقى، أن السوق سوف تشهد تراجع حاد فى أحجام التداولات خلال الجلسات المقبلة رغم أن معطيات التحليل الفنى تؤكد استهداف المؤشر الرئيسى لمستوى المقاومة 5600 نقطة إلا أن ضعف أحجام التداولات ستقلل من فرصة السوق فى الوصول الى تلك النقطة واختراقها، وفى حالة استقرار المؤشر فوق تلك المنطقة لجلستين متواليتين سوف يسير السوق فى اتجاه صاعد مستهدفا مستوى 6200 نقطة، ورغم كل تلك الظروف يظل المؤشر الرئيسى لديه مستوى دعم قوى عند منطقة 5000 نقطة .
مصطفى نمرة : الجيش قادر على استيعاب الموقف و ستستقر مؤشرات البورصة
و أشار مصطفى نمرة، رئيس نمرة للتدريب ومستشار تايكون الفنى، أن أولى جلسات الاسبوع ستكون المؤشر الرئيسى لباقى الجلسات، متوقعا أن تشهد مؤشرات السوق استقرارا نسبيا مع الاستقرار التدريجى للاوضاع السياسية، وخاصة إذا قامت القوات المسلحة بالقبضب على المحرضين و الارهابيين و التحفظ على المعارضين ليستمر السوق نحو الاتجاه الصاعد الذى بدءه خلال جلسة الخميس الماضى .
هدى المنشاوى : تخفيض التصنيف الائتمانى ضربة استباقية للبورصة المصرية
فى حين أوضحت هدى المنشاوى خبير أسواق المال، أن الساعات المقبلة مازالت تخفى الكثير تجاه مستقبلة الدولة و التى ستحدد معها أيضا مستقبل الوضع الاقتصادى بشكل عام و اتجاه البورصة بشكل خاص، وفى حالة استمرار الخطاب السياسى الامريكى بتلك اللهجة المنفرة من الوضع فى مصر سوف تتجه الاستثمارات الاجنبية الى الهروب و التخارج متأثرة أيضا بضغوط تخفيض التصنيف الائتمانى لمصر إلى B- .
وترى أن الازمة بدأت عندما انحازت القوات المسلحة الى فصيل سياسى دون الاخر، و أن استمرار القوات المسلحة على موقفها يعنى استمرار تواجد المعارضة فى الميادين، لذلك يجب للخروج من تلك الازمة أن يحتكم الجميع الى صناديق الانتخابات مرة أخرى سواء الرئاسية أو البرلمانية أو الاستفتاء على القرارات الاخيرة للفريق عبد الفتاح السيسى لتعود الاوضاع الى الهدوء مرة أخرى .
اتش ايه و المجموعة المتحدة : لا يمكن إلغاء الاجراءات الاحترازية فى الظروف الراهنة
تفاءلت قيادات السوق بشأن الارتفاعات التى حققتها البورصة خلال جلسة الخميس الماضى و بادرت بالتوجه نحو إقرار مناقشة رفع ما تبقى من الاجراءات الاحترازية خلال أولى اجتماعات مجلس ادارة البورصة الجديد لتقديم طلب رسمى إلى الهيئة العامة للرقابة المالية بإلغاء الحدود السعرية و عودة الجلسة الاستكشافية، بينما سرعان ما عادت دماء الفتنة السياسية لتسيل فى شوارع و ميادين مصر، وفى هذا الصدد أوضح الخبراء أنه لا مجال الان لرفع باقى الاجراءات الاحترازية، وقال وائل النحاس العضو المنتدب لشركة اتش ايه لتدوال الاوراق المالية ،ان اتجاه ادارة البورصة لالغاء بعض الاجراءات الاحترازية غير مناسب فى ظل توتر الحالة السياسية والامنية التى تمر بها البلاد فى الوقت الراهن ،وان قرار رفع الاجراءات جاء بناء على اتجاه مزاجى من القائمين على الادارة لارضاء بعض اطراف منظومة سوق المال .
و أضاف أنه كان يتعين على إدارة البورصة أن تتخذ المزيد من الاجراءات الاحترازية للمحافظة على عدم هبوط السوق و منها أن يتم تخفيض عدد ساعات التدوال فى الجلسة كاجراء احترازى للمحافظة على نسب التدوال وعدم تدنيها الى مستوى هابط ، الى جانب تحول ايقاف الاسهم التى ترتفع اوتهبط بنسبة 5% وليس على المؤشر ككل، مشيرا إلى أن الجلسة الاستكشافية غير مناسبة بالمرة فى الوقت الراهن ، ويتعين ان يكون هناك نوع من الهدوء الحذر لمعرفة اتجاه الاوضاوع السياسية التى تمر بها البلاد والتى تؤثر عل اتجاه البورصة .
ووافقه الرأى علاء عبد الحليم العضو المنتدب للمجموعة المتحدة لتدوال الاوراق المالية ، فى أن عدم استقرار الاوضاع السياسية لايساعد على الغاء الحدود السعرية فى الوقت الراهن حتى لايحدث خلل مفاجئ فى السوق، مضيفا أن الغاء الحدود السعرية فى ظل ظروف سياسية مناسبة سيكون افضل وسيودى الى انتعاشة فى احجام التدوال وزيادة التعامل فى البورصة ، وكذلك الجلسة الاستكشافية غير مناسبة لعدم وجود مناخ سياسى صحى يشجع على تطبيقها فى الوقت الراهن .
سامبا و تايكون يؤيدون إلغاء الاجراءات الاحترازية ..وعودة الجلسة الاستكشافية
بينما يرى مصطفى نمرة المستشار الفنى لشركة تايكون لتدوال الاوراق المالية، أن الوقت مناسب حاليا لالغاء العمل بالحدود السعرية لانعاش السوق وزيادة احجام التدوال ،الى جانب انه يتعين على القائمين على اتخاذ القرار من الدولة اتخاذ اجراءات اقتصادية تدفع العجلة الى الامام ومنها وزارة الاستثمار ورئيس الحكومة الجديين يتعين عليهم الاسراع فى خطوات اصلاحية اقتصادية حتى تمر الازمة الحالية التى تمر بها البلاد.
وأضاف أن إعادة الجلسة الاستكشافية حاليا من اهم الاجراءات لاحتياج السوق لها لانها تحدد سعر الفتح للمستثمرين والمتعاملين ، الى جانب انها تحدد اتجاه مؤشر السوق نحو الهبوط او الصعود .
ووافقه الرأى أحمد مصطفى رئيس خدمة عملاء شركة سامبا لتدوال الاوراق المالية ، فى ان الوقت مناسب لالغاء الحدود السعرية نظرا لوجود كيانات كبيرة تستثمر فى البورصة ،ومنها شركة مصر للمقاصة التى تستحوذ على حصة كبيرة من الاسهم ،الى جانب البنك المنركزى الذى يستحوذ هو الاخر على قدر كبير من الاسهم فى البورصة ،بعكس الافراد الذين يستحوذون على نسبة قليلة من الاسهم ، فبالتالى الغاء الحدود السعرية سيودى الى عودة ثقة المستثمرين المفقودة فى ظل زيادة التنحار السياسى من جانب مويدى الرئيس السابق والذى قد يودى الى نشوب بعض الصراعات الاهلية .
و أضاف أن عودة الجلسة الاستكشافية هو بداية المسار الصحيح الذى كان يجب ان يتم من فترات سابقة لمعرفة اتجاه السوق ،الذى يودى الى زيادة التعامل من جانب المستثمرين وزيادة القوة الشرائية التى تؤدى الى زيادة احجام التدوال ، فالمزيد من الاجراءات التحفيظية سيؤدى الى تشجيع المستثرين واقبالهم على الاستثمار فى البورصة .