الكتف المتجمدة (Frozen shoulder) أو التهاب المحفظة اللاصق (Adhesive capsulitis) هي عبارة عن تقييد مؤلم لحركة الكتف نتيجة إصابة في مفصل الكتف نفسه، دون إصابة الأنسجة الرخوة – Soft tissues (الأوتار، الأشرطة، العضلات) في منطقة الكتف. سبب هذه الحالة غير معروف. وتتراوح نسبة انتشارها بين 2 – 3% من السكان، ومعدل عمر الإصابة بها هو العقد السادس من العمر وأكثر، وهي أكثر انتشارا بين النساء. من الممكن أن يصاب الكتف الآخر، الثاني، بالمرض في 6 – 17% من الحالات ويحصل ذلك خلال 5 سنوات. أسباب تكون وتطور التهاب المحفظة اللاصق هي ثانوية لأمراض أخرى مثل مرض السكري (Diabetes)، أمراض الغدة الدرقية، أمراض الرئة (مرض السل – Tuberculosis)، أمراض خبيثة، أمراض القلب أو بعد جراحة في القلب. احتشاء عضلة القلب (Myocardial infarction)، احتشاء الدماغ (Cerebral infarction) أو إصابة في الكتف – قد تسرّع حصول التهاب المحفظة اللاصق في الكتف. الأشخاص الذين يصابون بحالة الكتف المتجمدة هم، إجمالا، أشخاص كانوا قد تعرضوا، في السابق، لضرر في الكتف. يعاني المريض، في البداية، من ألم في الكتف دون تصلب، يستمر 3 – 8 أشهر، ثم يظهر التصلب لاحقًا (ويستمر لمدة 4 – 6 أشهر)، ثم يتضاءل الألم فيما بعد بينما يبقى تصلب كبير (يستمر 1 – 3 سنوات). 33 – 61% من المرضى يعانون من تقييد ثابت ومستديم في حركة الكتف. في المرحلة الأولى (مرحلة الألم)، يتطور الألم بشكل تدريجي، خلال حركة الكتف في منطقة العضلة شبه المنحرفة (Trapezius muscle) العليا. كما يظهر الألم، أيضا، في وضع الراحة وخلال النوم. قد يحصل انقباض (تقلص) في العضلات يزيد من الخلل والتقييد في حركة الكتف. في مرحلة الفحص، يخفت الألم ويزداد التصلب، كما يخف الألم عند الراحة وخلال النوم، لكن حركة الكتف تكون أكثر تقييدا ومحدودية. في مرحلة الشفاء، يكون العرض الرئيسي هو التقييد في حركة الكتف. يطرأ تحسن بطيء مع مرور الوقت، لكن استرجاع القدرة على الحركة السليمة في الكتف هو أمر نادر. العامل المسؤول عن تكون وتطور حالة الكتف المتجمدة غير معروف. في البداية، يكون هنالك عدد كبير من الأنسجة الملتهبة ومن الأرومات الليفية (Fibroblasts)، لكن لا يحصل تغيير في الغشاء الزليلي (Synovium) الداخلي للمفصل، ولا تكون ثمة خلايا التهابية، كما في التهاب المفاصل. لم يتم تحديد أي اضطراب أو خلل في عمل الجهاز المناعي (Immune system) له علاقة بالمرض. العلاج يعتمد علاج تجمد الكتف على العلاج الطبيعى بالدرجة الأولى، فتحريك المفصل والتحكم فى الألم هما عماد العلاج لهذا المرض الذى ينغص حياة المرضى، ويجب أن نعرف أن هذا يستغرق بعض الوقت، فقد يستغرق العلاج فى بعض الأحيان عدة أشهر، فلا ينبغى أن يتوقف العلاج حتى يستطيع المريض استعادة المدى الحركى بالكامل. وقد يحتاج المريض أثناء جلسات العلاج الطبيعى الأولى بعض الأدوية البسيطة المسكنة للألم، لأن تحريك المفصل فى البداية قد يصاحبه بعض الألم، وتحريك المفصل لاستعادة المدى الحركى، يكون تحت إشراف مباشر من أخصائى العلاج الطبيعى، بالإضافة إلى مجموعة من التمارين التى يتعلمها المريض ليمارسها مع نفسه بالمنزل، ويعتمد العلاج أساسا على المعالجة اليدوية، فيقوم أخصائى العلاج الطبيعى بعمل تحريك لمفاصل الكتف المختلفة مع التركيز على كل مفصل على حدة (يتكون مفصل الكتف الكبير من عدة مفاصل تعمل معا لإنتاج الحركة الواسعة للكتف)، مع تشجيع المريض على الحركة لعمل بعض تمارين الكتف. وفى بعض الأحيان، يتم استخدام الكمادات الساخنة فهى تساعد على تليين المفصل واحتمال الألم وتنشيط الدورة الدموية فى العضلات المحيطة، مما يساعد على أداء أفضل للتمارين، كما يستخدم أيضا الليزر للمساعدة فى تقليل الألم. والخبر السار أن أكثر من 90% من المرضى تتحسن حالاتهم، ويتم شفاؤهم بالكامل بالعلاج الطبيعى، ومع ذلك هناك بعض الحالات التى لا يرجع المدى بالكامل وتبقى كمية صغيرة من تيبس الكتف، فتكون هناك بعض الحركات فى أواخر المدى الحركى الطبيعى لا يستطيع المريض الوصول إليها، فى هذه الحالات يمكن لطبيب العظام أن يساعد المريض ببعض التدخلات الجراحية مثل التحريك تحت البنج أو تحرير التصاق الكتف بواسطة المنظار الجراحى، وهذه بالإجراءات الجراحية تفيد كثيرا بعض المرضى الذين لا يصلون إلى الشفاء الكامل بممارسة العلاج الطبيعى فترة كافية، وينبغى التذكير بأنه بعد هذه الإجراءات الجراحية، فإنه من الضرورى متابعة برنامج العلاج الطبيعى بعدها مباشرة لإكمال ما تم إنجازه من تحريك للمفصل بواسطة أخصائى العظام. **كاتب المقال أخصائي العلاج الطبيعي بمستشفي طهطا العام