كثير من نقاط التشابه بل والتطابق ؛ الدين اللغة التاريخ والحضارة ، لكن نقاط ما تبرز خلافا عميقا يقلب موازين أبناء البلد الواحد ؛ مصر .. إذا كنت "قاهري "فأنت (لأ )، "صعيدي" وبشكل خاص الأرياف ، وغير صعيدي ممن يقولون (لع ) بأشكالها حسب المكان . بالطبع الموضوع ليس في ال (لع )، و ال (لأ) .. بل في ثقافة الناطق – الشخص -. هل تصدقني عندما أقول لك أن الصعيدي ممن هم الأكثر مرونة على وجه الكرة الأرضية ؟! قد يطرأ في ذهنك ويأتي أمامك الصعيدي الذي تعرفه عن طريق الأفلام والمسلسلات . لا ننكر وجوده ولا ننكر عليه طريقته ، بل هو جزء بعاداته وتقاليده ، ولكن الأمر عميق ويمكنك التفكير ومتابعة شخصيته التي يتماشى بها مع أبناء بلده أصحاب اللهجات والثقافة المختلفة ، ومع أبناء البلاد الأخرى وإن اختلفت اللغة يتعايش بوضعهم .. يستطيع قبول الأوضاع ومن الصعب على غيره أن يتحمل معيشته وطريقته . "الصعيدي" صاحب الإنتاج للقاهري ، و"القاهري" هو المستهلك في الأغلب … فتأمل الفكرة أن الصعيدي يعمل فيما يستطيع أن يحصل به على مصدر كسب جيد تفكير استثماري ، وعلى القاهري عدم التهاون في نظرته لصاحب الإنتاج لديه ؛ فلنوجه إلى الدولة العتاب في تهميشه من العيش الكريم في مناطق سكنه . وفي سياق الحديث يجب أن نذكر أن ثقافة القاهري بل الطفل هناك أفضل من ثقافة رجال في مناطق أخرى .. وإن فكرنا قليلا وكثيرا نجدها مشكلة تهميش أيضا . نعم ، ندعو الله أن ييسر لنا الأحوال .. فعندما تركب القطار مثلي من القاهرة لتصل إلى المنيا ؛ تجد التزاحم ، ليس هذا فحسب ، بل السوق المتحرك الذي في القطار من أشخاص انعدمت لديهم طرق الكسب إلا في القطار . الحمد لله على لع ولأ وغيرها من اللهجات ، المهم هو جيل يعي تنوع الثقافات ، وربط العلاقات ، ونظل بعقيدة النسيج الواحد .