تحقيق : رفيدة الصفتى :صداقات المراهق من الأمور التي تحتاج لصبر طويل من الآباء، فالتعامل العنيف لن يجدي شيئا، وسيزيد تمسك الأبناء بأصدقائهم، ولو على حساب علاقتهم مع الآباء طالما لم يجدوا السبب الكافي بالنسبة لهم في التخلي عن صداقاتهم التي قد يعتبرها الآباء في كثير من الأحيان بأنها سلبية، وضررها أكثر من نفعها. فمرحلة المراهقة من المراحل التي تشكل تحديا كبيرا بالنسبة للآباء، حيث يتصف الابن المراهق بالعند والتمسك برأيه، غير أنه لا يلتفت إلى توجيهات الآباء إلا لو كانت مقنعة تمامًا له ولتفكيره. ويلجأ العديد من الآباء إلى التجسس ومراقبة أبنائهم خوفًا من الوقوع في ورطة مع أقرانهم الذين قد يختلفون عنهم في الثقافة والبيئة وطريقة التربية والتي قد تكون محافظة أو متفتحة. وترى كوثر الخولي مديرة مركز نون لقضايا المرأة والأسرة، أن فكرة الحوار أهم نقطة يجب أن يربي الآباء أبناءهم عليها، ليس في مرحلة المراهقة فقط بل في كل مراحل العمر المختلفة بدءًا من مرحلة الطفولة المبكرة، وحتى المراهقة. وقالت : "لازم يكون الحوار السمة الغالبة في تعاملنا مع أطفالنا، خاصة لو عندهم أصدقاء ومتمسكين بيهم، حتى لو الأهل مش عاجبهم سلوك أصحابهم". وتابعت: "لازم من البداية نعلمهم إزاي يختاروا أصحابهم؛ لأن ممكن صديق المراهق يكون كويس لكن ثقافته مختلفة وسلوكه مختلف، عن آخر تربى في بيئة منغلقة أو محافظة، ومش معنى كده إن الطفل ده سيئ بشكل كامل". وطالبت الخولي الآباء بضرورة أن يفرقوا "هل الصديق بيقوم بأفعال سيئة مثل ترديد ألفاظ بذيئة، أو يسرق أو يكذب، وبين أن يكون الآباء غير متقبلين لهذا الصديق". وأشارت مديرة مركز نون لقضايا المرأة والأسرة إلى أن فكرة الإجبار مرفوضة، ويجب على الآباء أن يوضحوا لأبنائهم أن الصداقة يجب ألا تؤثر على سلوك الأبناء، كما يجب التوضيح لهم من خلال حجج منطقية وأسباب يسهل تقبلها. وأوضحت أن "فكرة العصبية مرفوضة؛ لأن الطفل قادر على معرفة التفكير المنطقي من اللامنطقي؛ لأن مدخلات البحث عن المعلومات كثيرة، ويستطيعون التمييز من أن الكلام فيه منطق أم لا". وطالبت الخولي الآباء بأنه من اللازم أن تكون هناك معلومات كافية عند تقديمها للأبناء، لافتة إلى أن مسألة تقبل الطفل للحديث لا تأتي من فراغ بل تأتي من خلال تكوين صداقة بين الأبناء حتى تكون الثقة متبادلة، وبالتالي يتقبل الحديث. ويرى الباحثون في معهد تنمية الطفل أن الآباء يمكن أن يتعاملوا في حالة عدم تقبلهم لأصدقاء ولدهم المراهق من خلال الآتي: 1- القيام بالتفكير في سبب عدم هذا التقبل هل هو سبب شخصي أو ناتج عن سلوكيات معينة. 2- يجب على الآباء ألا يرددوا على مسامع أطفالهم عبارات مثل "لا أحب أصدقاءك" أو "ابتعد عنهم" لأن المراهقين يتصفون بالعند؛ ومن غير المرجح أن تتوقف صداقتهم لأنهم لا يروقون للآباء. 3- وإذا كان المراهق يحب صديقه حقا، فمن الخطر تنفيره منه من خلال طرق التعبير عن الآراء فيه بشكل سلبي. 4- إذا كنت قلقًا حقًا حول سلوكيات أصدقائهم، حاول تشجيع السلوكيات الإيجابية في ابنك المراهق قبل انتقاد السلوكيات السلبية عند أصدقائهم. 5- إذا كان أصدقاء المراهق قد يتسببون في ورطة تنعكس –لا تلقائيا- على ابنك، فاشرح له أنك مستاء من تصرفات صديقه، والتي تتوقع أشياء مختلفة منها. 6- أما في حين قد ترغب في الحفاظ على ابنك المراهق بعيدًا عن الأصدقاء المزعجين، فقد يكون من الأفضل وضع قواعد خاصة للتعامل مع هذا الصديق، ولكن لا تحاول وضع الكثير من القيود على ابنك المراهق بسبب سلوك أصدقائه. 7- في سن المراهقة يحتاج ابنك تعلم كيفية اتخاذ القرارات الخاصة بهم، وأفضل وسيلة للتأثير على اختيارات الأبناء في سن المراهقة هي للتأكد من أنك واحد من أصدقائهم أيضا.