دونالد ترامب: حرية تعبير أم خطاب كراهية ؟ القدس (رويترز) – دعا ساسة إسرائيليون من مختلف أرجاء الطيف السياسي يوم الأربعاء إلى منع زيارة مزمعة لدونالد ترامب الذي يتصدر سباق الترشح عن الحزب الجمهوري الأمريكي بانتخابات الرئاسة بسبب دعوته لمنع المسلمين من دخول الولاياتالمتحدة والتي أثارت انتقادات دولية. غير أن مسؤولا حكوميا أكد أن اجتماعا سيعقد بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وترامب يوم 28 ديسمبر كانون الأول بعد أن تحدد قبل نحو أسبوعين. وقالت مصادر قريبة من نتنياهو الذي ينتمي لليمين إنه "لا يوافق على كل شئ يقوله كل مرشح" في انتخابات الرئاسة الأمريكية. ووقع 37 نائبا على الأقل- أغلبهم من المعارضة الإسرائيلية ويشكلون نحو ثلث الكنيست المكون من 120 مقعدا- على رسالة إلى نتنياهو تدعوه إلى إلغاء الاجتماع ما لم يسحب ترامب تصريحاته. وقالت ميخال روزين العضو في حزب ميرتس اليساري التي بادرت بالدعوة لتوقيع الرسالة إنه لا أحد في حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو وافق على التوقيع رغم أن بعضهم اختلف بشدة مع تصريحات ترامب. وتحظى الشخصيات الأجنبية البارزة عادة بحفاوة رسمية في إسرائيل. وبالنسبة للمرشحين لمناصب عليا قد يعني هذا حصولهم على المزيد من الأصوات في بلادهم. وبما أن إسرائيل والولاياتالمتحدة حليفتان وثيقتان وينظر على نطاق واسع الى نتنياهو على أنه مؤيد للجمهوريين ضد الرئيس الديمقراطي باراك أوباما فإنه يمكن لترامب أن يطمح في أن تعزز زيارته لإسرائيل مؤهلاته فيما يتعلق بالسياسة الخارجية قبل إجراء الانتخابات الأمريكية في نوفمبر تشرين الثاني 2016. واستغل ترامب مخاوف الأمريكيين من المتشددين الإسلاميين بعد حادث لإطلاق النار في كاليفورنيا وهون من شأن موجة الغضب التي أثارتها تصريحاته داخل وخارج الولاياتالمتحدة. وقال ترامب على تويتر إنه "يتطلع بشدة" إلى زيارة إسرائيل بحلول نهاية العام. وكثيرا ما تحدث نتنياهو عن ضرورة محاربة المتشددين الإسلاميين بما في ذلك في الشهر الماضي أثناء اجتماع مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال في كلمة في يونيو حزيران إن المعركة يمكن أن تطول. وأدان سياسيون إسرائيليون من توجهات مختلفة تصريحات ترامب وطالبوا بإلغاء الزيارة. وقال أحمد الطيبي وهو نائب عن الأقلية العربية التي تمثل 20 في المئة من سكان إسرائيل إنه يطالب بمنع "النازي الجديد" من دخول البرلمان. ووصف عومير بار ليف من ائتلاف الاتحاد الصهيوني المعارض الرئيسي الذي ينتمي ليسار الوسط ترامب بأنه "عنصري". وعبر حزب ليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو نفسه عن استهجانه. ووصف وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز وهو نائب بارز عن ليكود وأحد المقربين من رئيس الوزراء خطاب ترامب بأنه مضر من وجهة النظر الإسرائيلية والأمريكية. وقال شتاينتز لإذاعة الجيش الإسرائيلي "أوصي بمحاربة الإسلام المتطرف والإرهابي لكنني لا أعلن مقاطعة أو نفيا أو حربا على المسلمين عامة." وتابع "نحن في دولة إسرائيل لدينا العديد من المواطنين المسلمين الأوفياء. وعلى العكس يجب تمييز المتطرفين عن المواطنين الأوفياء وهناك في الولاياتالمتحدة أيضا مواطنون مسلمون أوفياء." ووجه مارك زيل نائب الجمهوريين في الخارج وممثل الحزب الجمهوري في إسرائيل تصريحات شديدة اللهجة لترامب. وقال زيل لإذاعة الجيش في مقابلة منفصلة "إنه (ترامب) مهيج للجماهير. ونحن كيهود وكإسرائيليين أيضا نعلم ماذا يعني تهييج الجماهير تاريخيا." وتابع "الحزب الجمهوري لديه قائمة طويلة من المرشحين المؤهلين للرئاسة وعلينا تغيير القيادة في البيت الأبيض التي سببت الكثير من الضرر لكن دونالد ترامب ليس هو الإجابة الصحيحة." ولم يصدر رد فوري من الرئيس الإسرائيلي ريئوفين ريفلين على خطط ترامب لزيارة إسرائيل. ويزور ريفلين واشنطن حاليا ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الأربعاء. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست ان تصريحات ترامب تجعله غير مؤهل لأن يكون رئيسا وأضاف أنه ينبغي للمرشحين الجمهوريين أن يتنصلوا منه "الآن". كما أدان رئيسا وزراء فرنساوبريطانيا ووزير خارجية كندا والامم المتحدة والمسلمون في دول اسيوية تصريحات ترامب. ووقع أكثر من 250 ألف بريطاني عريضة على الإنترنت لمنع ترامب من دخول بريطانيا. لكن وزير الخارجية جورج أوزبورن عارض هذا قائلا إنه سيكون من الأفضل التعامل مع ترامب في مناقشات ديمقراطية "بشأن لماذا هو على خطأ تام بشأن مساهمات المسلمين الأمريكيين وفي الواقع المسلمين البريطانيين".