بعد ابتزازه بمقاطع فاضحة.. «ناصر» يستنجد بالهارب محمد جمال والأخير يرفض التدخل    ضعف المياه بمركز طهطا بسوهاج لأعمال تطهير محطة شطورة السطحية    باريس سان جيرمان يتأهل لدور ال32 من بطولة كأس فرنسا    الولايات المتحدة تصادر ناقلة نفط ثانية قبالة فنزويلا وسط تصاعد الضغوط على كراكاس    كورتوا: حمل شارة قيادة ريال مدريد كان حلما.. ومن الصعب إيقاف مبابي    علاء نبيل: حذرت أبو ريدة من الصدام بين طولان وحسام حسن قبل كأس العرب    مبابي: سعيد بمعادلة رقم قدوتي رونالدو مع ريال مدريد    10 نجوم إفريقية فى صراع بمعارك الأدغال    تامر حسنى يشكر راعى مصر فى ختام حفل عابدين    العرض الخاص لفيلم «بكرا» بحضور أشرف زكى ومحمد رياض    أميرة الإيقاع نسمة عبد العزيز تشعل مسرح أوبرا الإسكندرية بحفل فني مميز    «كتاب جدة» يقرأ ملامح الفنون السعودية المعاصرة    «القصص» ل أمير المصرى يفوز بالتانيت الذهبى كأفضل فيلم فى مهرجان قرطاج السينمائى    الإفتاء: الدعاء في أول ليلة من رجب مستحب ومرجو القبول    بعد رؤية هلال رجب.. ما هو موعد شهر شعبان ؟    14 توصية لدعم وتعزيز صناعة الغذاء في مصر    محمد صبحي: غزة اختبار سقطت فيه كل الشعارات والمواثيق.. والقوى الدولية تلعب دور محامي العدو    بركلة جزاء قاتلة.. أرسنال يهزم إيفرتون ويعود لاعتلاء صدارة البريميرليج    الثالث تواليا.. يوفنتوس ينتصر على روما ويقترب من المربع الذهبي    الدفاع المدني يرفع ركام شقة منهارة وإصابة طالب في العجوزة    وزارة الداخلية تنفذ أكثر من 60 ألف حكم قضائي في حملات أمنية مكثفة    محمد صبحي: المقاومة الفلسطينية لن تموت.. والمعركة على الوجود الفلسطيني كاملا    إعلام الاحتلال: الجيش ينهي عملية نزع السلاح من غزة داخل الخط الأصفر    وزير خارجية روسيا: ناقشنا مع الشركاء إصلاح مجلس الأمن وتعزيز ميثاق الأمم المتحدة    رئيس البرازيل: أي تدخل أمريكي في فنزويلا سيكون كارثيًا    مجلس القضاء الأعلى العراقي: لا يمكن تأجيل أو تمديد جلسة انتخاب الرئاسات الثلاث    محمد صبحي عن فيلم «الست»: أم كلثوم ليست ملاكا لكنها رمز.. اهتموا بالفن ولا تنبشوا في السلوكيات الشخصية    آية عبد الرحمن: مصر أرض انغرست فيها جذور الترتيل وأثمرت أصواتا وصلت لشتى بقاع الأرض    المؤتمرات الدولية.. ركيزة الحوار البناء والشراكات الاقتصادية بين الدول    خبير عسكري: مصر تمتلك أوراق ضغط دولية لم تستخدمها بشأن سد النهضة    الصيام تطوعا في رجب وشعبان دون غيرهما.. الإفتاء توضح التفاصيل    9 عادات يومية تعيق بناء العضلات    مقتل 5 متهمين بترويج المخدرات بعد ساعتين من تبادل إطلاق النار مع الأمن في أسوان    أسماء ضحايا ومصابي حادث تصادم تريلا وموتوسكلين بقنا    وزير البترول: لدينا 13 شركة تعمل بمجال استكشاف المعادن والذهب.. ونحتاج إلى 200 مثلهم    مجدي مرشد نائب رئيس حزب المؤتمر ل"صوت الأمة": التدخل الرئاسي أنقذ الانتخابات.. ولا يوجد أي غبار على مجلس النواب الجديد    المصل واللقاح: انتشار الفيروسات التنفسية طبيعي في الخريف والشتاء.. و65% من الإصابات إنفلونزا    6 أعراض مبكرة للإصابة ب الذئبة الحمراء    زعم أن أخاه يسيء معاملته.. تفاصيل واقعة إشعال شقيق ناصر البرنس النيران في نفسه بالشيخ زايد    تحسين حياة المواطن بالأقصر تتصدر اهتمامات البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة    محمد صبحي يكشف كواليس لقائه بأم كلثوم: «غنّت لي وحدي وأهدتني 50 جنيهًا»    خلال 10 أيام.. التفتيش على 3605 منشآت يعمل بها أكثر من 49 ألف عامل    رئيس جامعة بنها يحيل طبيبين بالمستشفى الجامعى للتحقيق    وزير التعليم العالي يشهد حفل تخريج أول دفعة من خريجي جامعة المنصورة الجديدة الأهلية    النبراوي أول نقيب مهندسين مصري يتقلد رئاسة اتحاد المهندسين العرب    أمن الجيزة يلقي القبض على "راقص المطواة" بالبدرشين    وزير الصحة يتفقد مستشفى الخانكة للصحة النفسية ويوجه بسرعة الانتهاء من أعمال التطوير    رئيس جامعة الأزهر: الجميع مع القرآن فائز.. والإمام الأكبر حريص على دعم الحفظة    تعليم جنوب سيناء تعلن جدول امتحانات الفصل الدراسي الأول لمرحلة الثانوية العامة صباحي ومسائي    محافظ أسوان يبحث توصيل الخدمات والمرافق ل40 مصنعا.. اعرف التفاصيل    النيابة الإدارية تواصل تلقى طلبات التعيين بوظيفة معاون نيابة إلكترونيا.. المواعيد    بسام راضي: تدشين خطوط جديدة لرحلات لمصر للطيران إلى إيطاليا    قمة إنجليزية نارية.. ليفربول يحل ضيفًا على توتنهام في الجولة 17 من البريميرليج    مباراة الزمالك وحرس الحدود اليوم والقنوات الناقلة في كأس عاصمة مصر 2025    «المنشاوي» يستقبل أسامة الأزهري وزير الأوقاف بجامعة أسيوط    محاكمة 37 متهما بخلية التجمع.. اليوم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 20ديسمبر 2025 فى المنيا    محمد معيط: روشتة صندوق النقد الدولي عادة لها آلام وآثار تمس بعض فئات المجتمع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور محمد عوض يكتب عن : هل تسقط مصر ؟ (1)
نشر في الزمان المصري يوم 09 - 11 - 2015

هذا هو السؤال الذي يؤرق الجميع … من يتمنونه حقدا أو كمدا أو ياسا أو أولئك الداعين ليل نهار أن يجنب الله كنانته تصاريف الزمان وكيد الكائدين ونحن معهم بالتأكيد ومابين اليأس والرجاء تقف الملايين ، ونحن نؤكد لهم أن الله الحكم الحاكم العدل لن يسمح بذلك ، ليس رجما بالغيب ولكن ثقة منا به وبكيده المتين – إنه احسن الكائدين-، وللحكم الحاكم العادل أسراره وتجلياته لايبوح بها إلا للمؤمنين الواثقين بنصره المبين … فهل أنتم كذلك ؟
فإذا كانت الجغرافيا هي بصمة الله علي الأرض التي لاتمحي أو هي ظل الخالق علي الأرض كما قال جمال حمدان فإن التاريخ هو ظل الإنسان علي الأرض الذي لاينسي أو ظل الإنسان علي الجغرافيا كما قال أيضا حمدان ، فماذا يقول التاريخ – وفي قصصهم عبرة يأولي الألباب – وكيف تبوح الجغرافيا بأسرارها – قل سيروا في الأرض – ؟
كانت مصر – إدخلوا مصر إن شاءالله آمنين – صناعة ربانية عبقرية ، خلقتها الجغرافيا خلقا وأكسبها التاريخ طبعا وطعما ، فكانت بين العالمين آية ، وهكذا تكون الصنعة … فليست هي بموضعها فيما حولها متصلة كما أنها ليست منفصلة … تحيطها الصحراء من كل جانب حتي جنوبها صحراء صخرية لازرع فيها ولاحياة جنوب منطقة الجنادل والشلالات حتي وادي حلفا لتبقي ست الحسن معزولة في شرنقتها الحريرية حتي إذا إكتملت تكوينا خرجت علي الدنيا تعرض حسنها وتنير جنباتها بالضياء الرباني الخالد فطمع فيها كل الطامعين وسعوا للإستحواذ عليها ولكن هيهات فإن معدتها الفولاذية هضمت الجميع آذابتهم وماذابت لذا يقولون ان مصر اطول مستعمرة في التاريخ ، ويقولون أن مصر مقبرة الغزاة ويتندر المصريون المحدثون بان " معدة المصريين تهضم الزلط " … وللتاريخ فإن كل الغزوات الخارجية من رومان وفرس وبطالمة ومماليك وعثمانلية وفرنسيين وإنجليز مروا عليها ولم يتركوا فيها غير ما ارادت هي أخذه ، كانوا في الغالب الأعم موجات من الغزو الذكوري الذي إنعزل وعزل في حاميات عسكرية في المدن وعلي اطرافها ، لم يختلطوا بأبنائها فظل المحتوي الجيني كما هو ، وحدهم العرب كانوا إستثناء لأنهم لم يكونوا غزاة بل كان لقاء مكررا بين أقارب بعيدين كما يقول حمدان مؤكدا علي حقائق تاريخية وهي ان العرب العدنانيون اصل العرب العاربة المعروفة اليوم هم نتاج اللقاء الجيني بين سيدنا إبراهيم وزوجته الأميرة المصرية " هاجر " … وإذا كانت الدراسات الجينية الحديثة تؤكد ان اصل الجنس البشري الذي يمتد عمره علي الارض لما يقرب من مليون عام هو إفريقيا السمراء فمن البوابة الملكية عبر الإنسان من منبعه إلي جنبات الكون من تلك البقعة المباركة من كرتنا الأرضية هي تلك التي إختارها الخالق – أو إختار جزء منها ليتجلي فيها لموسي عليه السلام … فهل كان ذلك إعتباطا أو مصادفة ؟ وبالرغم من موضعها الجغرافي الفلتة الذي سبق وتحدثنا عنه والذي منحها الفرصة التاريخية لتصهر في – فرنها التاريخي – إنسانها التاريخي والذي يشكل تجانسا جينيا قل أن تجد نظيره علي مستوي كرتنا الأرضية إلا أنها تطل علي بحرين تاريخيين ، هما أقدم طرق المواصلات البحرية التي عرفتهما البشرية منذ أن عرف الإنسان البحر طريقا للمواصلات والتجارة – وليشهدوا منافع لهم – وتظل مصر بالرغم من ذلك قوة بر لابحر وبالرغم من إختراق النيل لها طولا لا عرضا كشارع كبير ممتد من الجنوب إلي الشمال أو قل بمعني اصح حبلا سريا إذا جاز هذا التشبيه يربط المصريين جميعا بأمهم الأرض / الوطن وكاقدم طريق عرفته مصر يربطها بإفريقيا ولكن بحساب فالأمور ليست سداح مداح فالجنوب صحراء جرداء، فالتجانس الجيني متحقق وعندما يتطلب الأمر بعضا من الإنتخاب الوراثي لتقوية هذا المحتوي الجيني نفتح الباب ، وحدهم الأفارقة – الأصل الوراثي للبشرية جمعاء والعرب اقاربنا البعدين هم الروافد الوحيدة المسموح لها ان تصب في البحيرة المقدسة Re-inforcement لتقوية المحتوي الجيني وإصلاح اعطابه بسبب تكرار عمليات النسخ … يفهم جيدا المتخصصون بعلم الوراثة والجينوم البشري كلامنا ، أما المؤمنون بنور الله وحكمته فبصيرتهم تهديهم إلي الحق المبين .. عرفت لماذا تهفو الروح إلي جذرك الجيني الإفريقي العربي ، أما أولئك الذين يعيشون بيننا بأجسادهم ويحملون اسماءا مثل اسمائنا لكنهم يحيون بالروح والقلب فوق سرير الأعداء … اطالب نظام الحكم القائم بإجراء فحوصات DNA لهم وساعتها سوف نكتشف المفاجأة المذهلة أنهم نبت جيني شيطاني تسرب اثناء حملات الغزوالكثيرة المتكررة ، قليلة هي هذه الحالات ولكن إجتثاثها امر ضروري لاغني عنه للمحافظة علي سلامة الجينوم البشري المصري وسوف يرد بعض المتحذلقين باننا نحاول بث الروح في "رمة علمية " عرفتها البشرية في النصف الأول من القرن العشرين وهي " اليوجينيا " أو " التحسين الوراثي " والتي شكلت الأساس العلمي المقيت للنازية وتشكل الأساس العنصري للصهيونية ، وهو مانرفضه شكلا وموضوعا ، علميا ودينيا وأخلاقيا ، إننا فقط نتبع نفس المنطق العلمي الصحيح الحديث الذي يوجب إجراء الفحوصات الجينية في المقبلين علي الزواج للوقاية من الأمراض الوراثية في أنسالهم وربما لم يسمع البعض بأصداء المعركة الدائرة بين علماء الوراثة اليوم … هل الإنسان هو الذي يتحكم في الإنتخاب الوراثي أم هي جيناته التي تفعل ذلك ومانحن سوي مركبات نقل لجيناتنا ؟
مرة آخري إلي الجغرافيا وإلي أحد فروعها " الجغرافيا السياسية" التي قسمت العالم أولا إلي قوي بر كمصر رغم إطلالها علي بحرين " بحار مفتوحة " وروسيا التي تمتلك واجهات بحرية كبري ولكنها مهجورة – الواجهة البحرية علي شمال الهادي – أو فقيرة – كبحر الشمال المتجمد معظم العام – أو مقفولة –كبحر قزوين – أو مفتوحة علي بحر مفتوح لكن يتحكم فيه مضيق ليس تحت سيطرتها – البحر الأسود ومضيق الدردنيل – أو قوي بحر مثل إنجلترا ، فإذاا كانت مصر واحة كبري فإنجلترا جزيرة كبري البحر وحده طريقها للعالم ، وهذا يفسر لنا بعضا من أحداث التاريخ المهمة كموجات الغزو المتكررة التي تاتي دائما من الشمال إلي مصر البرية بإستثناءات بسيطة كالغزو الفارسي الذي أتي في إطار الصراع بين الإمبراطورية الفارسية البرية والرومانية البحرية من أجل السيطرة علي بحر الروم (البحر المتوسط ) والذي كان ممر التجارة الرئيسي بين الشرق والغرب في العالم القديم وكذا الغزو المغولي لقبائل كانت تعيش علي هامش طريق الحرير ، وكذا السعي المحموم لروسيا في أن تجد لها منفذا لما عرف بالمياه الدافئة فتخوض حربا مع تركيا مرة وتحاول الوصول عن طريق إيران مرة ومرة وافغانستان مرة وسوريا مرة آخري كتب لنا أن نكون شهودها ، وهو مايفسر لنا ايضا سعي إنجلترا كقوة بحر ان تؤسس قاعدة ثابتة لأساطيلها في المنطقة وهي إسرائيل وهذا وحده هو التفسير الجغرافي للموقف العدائي لأي محاولة لإقامة أو إنشاء دولة قوية في المنطقة – قوة بر – وهو الدور الذي ترثه اليوم قوة البحر الجديدة – الولايات المتحدة – التي إعتنقت مبدأ العزلة الإختيارية – مبدأ مونرو – مكتفية بدورها الإستعماري الإجرامي في الأمريكتين اللاتينية – حديقتها الخلفية – والجنوبية ذلك وقت كانت الجيوبولتيكا – توظيف الجغرافيا لأغراض سياسية – تعتنق مبدأ قلب اليابس لماكندر الذي شكل الأساس العلمي الجغرافي للمشروع النازي والذي كان يري أن من يسيطر علي قلب اليابس المعروف الذي يمتد من جنوب سيبريا واقدام الأورال وحتي سواحل الأطلنطي – السهل القاري العظيم – يسيطر علي العالم … حلم توسعي خيالي ذو طبيعة إجرامية كعادة وطبيعة الغربيين دائما فإندفع كالمجنون يغزو روسيا ليغرق فيها ويلقي حتفه في نفس الوقت بالضبط الذي كان روميل يغرق فيه في بحر الرمال الأعظم علي ضفاف العلمين …في هذه المناسبة لايمكن أن ننسي كوزنتسوف ماريشال روسيا العظيم أثناء الغزو النابوليوني الذي خلده تولستوي الروسي الأعظم في ملحمته الخالدة " الحرب والسلم " ، كان صاحب فلسفة ، هكذا هم القادة العظام التاريخيين ، وقف ضد كل اركانه الشبان " المراهقين " طالبوه بالوقوف في وجه نابليون أولا ثم طالبوه بالإنقضاض عليه ثانيا أثناء الإنسحاب بعد فشل الحملة وكان الرجل يقول لهم دعوه ينزلق رويدا واحدة واحدة للمستقع الروسي الثلجي وكان يقول لهم لاتقطعوا عليه طريق الهروب أثناء الإنسحاب ، لم يكن نابليون يعلم ان فشل حملته علي روسيا – قوة بر – بعد أن فشلت حملته علي مصر – قوة بر – هي النهاية ، خلصت عليه إنجلترا بعد ذلك في واترلو وهذه هي نهاية من لايتعلمون من دروس التاريخ نابليون ثم هتلر ، المهم بعد ذلك عرفت الجيوبولتيكا مبدأ آخرا وهو عنق اليابس لضابط الأسطول الأمريكي ماهان وهو الذي يري بان من يسيطر علي عنق اليابس أو عالم المعابر الذي يسميه الألمان وهم أكثر دقة بالشرق الأدني أو يسميه الأمريكيون بالشرق الأوسط – العالم العربي مضافا إليه تركيا وباكستان وإيران ، يسيطر علي العالم… زادت أهمية هذا الشرق – الأدني أو الأوسط – بعد إكتشاف البترول حول الخليج – الذي يري البعض أنه فارسي أو عربي مش ده موضوعنا الأن – وشق قناة السويس وبعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية قررت الولايات المتحدة تبني هذه النظرية فتخلت عن مبدأ مونرو " مبدأ العزلة الإختيارية " لتتبني مبدأ إيزنهاور " مبدأ التدخل العسكري للسيطرة علي الشرق الأوسط " تطبيقا لنظرية ماهان ولإستكمال حصار الإتحاد السوفيتي – قوة بر – وكان الطريق إلي ذلك محاولة قطع رقبة نظام عبد الناصر – أكبرقوة بر في المنطقة – ومازالت الحرب مستمرة .
عود علي بدء … لماذا كل هذه المقدمة الطويلة أوالسياحة التي قد يري البعض انها لالزوم لها في الجغرافيا والتاريخ وعلم الوراثة والأدب ؟ هو ماسبق أن قلناه … الحرب مستمرة وما نراه اليوم في المنطقة وعلي أرض المحروسة هي حرب ساخنة وليست باردة كما يتصور بعض المراهقين ونذهب هذه المرة للعلم العسكري ونسأل ماهو الفرق بين الحرب الباردة والحرب الساخنة ؟ ببساطة الحرب الباردة هي الحرب التي تستخدم فيها كل أساليب الحرب من دعاية وتخابر وحصار إقتصادي وعلمي وتجاري وإغتيالات فقط – مفيش ضرب نار –والأن هل لنا أن نتسأل سؤالا مشروعا ... هل تتعرض مصر اليوم إلي حرب أم لا؟ هل هي حرب باردة أم ساخنة ؟ الإجابة نعم تتعرض مصر إلي حرب باردة وساخنة بالوكالة ….ماهو هدف هذه الحرب ؟ الإجابة القضاء علي مصر كقوة بر في هذه المنطقة …متي بدأت هذه الحرب ؟ بدأت هذه الحرب منذ عام 1954 ولم تتوقف منذهذا التاريخ ولو للحظة واحدة … كيف ذلك ؟ بعضا من إنعاش الذاكرة ومن التارخ القريب ، في عام 1954زار جون فوستر دالاس وزير خارجية الولايات المتحدة الضباط قادة ثورة يوليو وعرض عليهم بصراحة ووضوح الإرتباط بحلف عسكري تقوده الولايات المتحدة لمواجهة الإتحاد السوفيتي – قوة بر – ورفض الضباط لأن مصر كقوة بر ليس لديها مشاكل حادة مع أي قوة بر آخري كالإتحاد السوفيتي أو إيران ، ورفض دالاس هذا المنطق فعاد للولايات المتحدة وتشاور مع رئيسه إينهاور – حتي لاننسي – وبعث من هناك عبر قناة سرية مخابراتية حقيبة تحوي مبلغ ثلاثة ملايين دولار رشوة شخصية لعبد الناصر ، فقرر( الصعيدي القفل) ان يجعلها فضيحة مدوية بني بها برج القاهرة ، زاد الطين بلة أن ذهبت مصر بعد العدوان الإسرائيلي علي غزة 55 إلي الإتحاد السوفيتي – قوة بر – تطلب شراء أسلحة فوافق وكانت الأسلحة التشيكية ومن ساعتها لم تتوقف الحرب شوية باردة شوية ساخنة شوية مباشرة شوية بالوكالة مرة إسرائيل مرة إيران مرة تركيا وحتي لاننسي أيضا فإن الطائات الإسرائلية التي هاجمتنا في67 وضربت بحر البفر ومصنع أبو زعبل كانت تدور ببنزين إيراني بعثه شاه إيران التي كانت قوة برمتحالفة مع قوة بحر إمبراطورية مجرمة – الولايات المتحده – وقاعدة أرضية ثابتة ومتقدمة لهذه القوة في المنطقة – إسرائيل – ننعش بذلك ذاكرة البعض الذي يخوض بغباء منقطع النظير معاركه الخطأ وليعلم بعض قصار النظر الدور التحرري لثورة الخوميني وليحسم العقلاء الفاهمون أمرهم فإيران الفارسية هي قوة بر تاريخية لم ولن تزول وانها بعد ضرب مصر- قوة بر إقليمية – من حقها ان تدافع عن أمنها القومي وأن تسعي لملء الفراغ الناشيء عن غياب مصر في مواجهة تركيا – قوة بر – وقاعدة إستعمارية عملية تسعي ان تكون أقوي قوة بر وبحر وجو في المنطقة إنها إسرائيل التي خلقت خلقا في 1948 ومن العجائب أن يفكر البعض في إزالة إيران ولايري غضاضة في بقاء إسرائيل .
ماذا نري اليوم ؟ يسعي نظام مابعد 30يونيو إلي إستعادة هوية الدولة المصرية التاريخية كقوة بر إقليمية " قوية " متحالفا مع قوة بر عالمية – روسيا – مستعيدا تقاليد العسكرية المصرية الراسخة :
1- التأكيد علي الهوية الوطنية والوقوف بحسم ضد تفتيت الوطن علي أسس دينية أو طائفية أومذهبية أو جهوية
2- بناء قوة عسكرية متنامية – القبضة الحديدية –
3- عدم التورط في أي نزاعات إقليمية علي أسس عشائرية أو قبلية أو مذهبية – حرب اليمن – ومحاصرة هذه النزاعات ومحاولة حلها سلميا – الوقوف بجانب سوريا الدولة –
4- محاولة الحشد والتعبئة داخليا لتحسين شروط وظروف المعركة – الباردة والساخنة – الدائرة الأن بحق وإن كان البعض لايراها لقصر نظره أو لايدركها لخلل في عقله أو لايرغب في خوضها لأنه فقد كرامته ورجولته منذ زمن .
نصل الأن إلي سؤالنا الوجودي …….هل تسقط مصر ؟ بالطبع بالجغرافيا والتاريخ والوراثة وحتي الأدب لايمكن تحققه ، إنها أقدار إلهية ومسيرة إنسانية ، ليس إيمانا صوفيا ولكنه قراءة موضوعية للواقع والتاريخ ، ولكن هل يعني هذا أن النصر متحقق دون أن نسعي إليه ، بالطبع لا ، يجب السعي بالعمل والعلم وليس بالجهل والمراهقة السياسية التي تجعل بعضهم بجهل أو بغباء يعتقد أن الطريق لمصر الحديثة القومية يمكن أن يتحقق بصراخه المعتوه " يسقط حكم العسكر " …كيف الطريق لذلك هذا موضوع حديثنا القادم ، وعذرا للإهل تسقط مصر ؟ (1)
هذا هو السؤال الذي يؤرق الجميع … من يتمنونه حقدا أو كمدا أو ياسا أو أولئك الداعين ليل نهار أن يجنب الله كنانته تصاريف الزمان وكيد الكائدين ونحن معهم بالتأكيد ومابين اليأس والرجاء تقف الملايين ، ونحن نؤكد لهم أن الله الحكم الحاكم العدل لن يسمح بذلك ، ليس رجما بالغيب ولكن ثقة منا به وبكيده المتين – إنه احسن الكائدين-، وللحكم الحاكم العادل أسراره وتجلياته لايبوح بها إلا للمؤمنين الواثقين بنصره المبين … فهل أنتم كذلك ؟
فإذا كانت الجغرافيا هي بصمة الله علي الأرض التي لاتمحي أو هي ظل الخالق علي الأرض كما قال جمال حمدان فإن التاريخ هو ظل الإنسان علي الأرض الذي لاينسي أو ظل الإنسان علي الجغرافيا كما قال أيضا حمدان ، فماذا يقول التاريخ – وفي قصصهم عبرة يأولي الألباب – وكيف تبوح الجغرافيا بأسرارها – قل سيروا في الأرض – ؟
كانت مصر – إدخلوا مصرإنشاءالله آمنين – صناعة ربانية عبقرية ، خلقتها الجغرافيا خلقا وأكسبها التاريخ طبعا وطعما ، فكانت بين العالمين آية ، وهكذا تكون الصنعة … فليست هي بموضعها فيما حولها متصلة كما أنها ليست منفصلة … تحيطها الصحراء من كل جانب حتي جنوبها صحراء صخرية لازرع فيها ولاحياة جنوب منطقة الجنادل والشلالات حتي وادي حلفا لتبقي ست الحسن معزولة في شرنقتها الحريرية حتي إذا إكتملت تكوينا خرجت علي الدنيا تعرض حسنها وتنير جنباتها بالضياء الرباني الخالد فطمع فيها كل الطامعين وسعوا للإستحواذ عليها ولكن هيهات فإن معدتها الفولاذية هضمت الجميع آذابتهم وماذابت لذا يقولون ان مصر اطول مستعمرة في التاريخ ، ويقولون أن مصر مقبرة الغزاة ويتندر المصريون المحدثون بان " معدة المصريين تهضم الزلط " … وللتاريخ فإن كل الغزوات الخارجية من رومان وفرس وبطالمة ومماليك وعثمانلية وفرنسيين وإنجليز مروا عليها ولم يتركوا فيها غير ما ارادت هي أخذه ، كانوا في الغالب الأعم موجات من الغزو الذكوري الذي إنعزل وعزل في حاميات عسكرية في المدن وعلي اطرافها ، لم يختلطوا بأبنائها فظل المحتوي الجيني كما هو ، وحدهم العرب كانوا إستثناء لأنهم لم يكونوا غزاة بل كان لقاء مكررا بين أقارب بعيدين كما يقول حمدان مؤكدا علي حقائق تاريخية وهي ان العرب العدنانيون اصل العرب العاربة المعروفة اليوم هم نتاج اللقاء الجيني بين سيدنا إبراهيم وزوجته الأميرة المصرية " هاجر " … وإذا كانت الدراسات الجينية الحديثة تؤكد ان اصل الجنس البشري الذي يمتد عمره علي الارض لما يقرب من مليون عام هو إفريقيا السمراء فمن البوابة الملكية عبر الإنسان من منبعه إلي جنبات الكون من تلك البقعة المباركة من كرتنا الأرضية هي تلك التي إختارها الخالق – أو إختار جزء منها ليتجلي فيها لموسي عليه السلام … فهل كان ذلك إعتباطا أو مصادفة ؟ وبالرغم من موضعها الجغرافي الفلتة الذي سبق وتحدثنا عنه والذي منحها الفرصة التاريخية لتصهر في – فرنها التاريخي – إنسانها التاريخي والذي يشكل تجانسا جينيا قل أن تجد نظيره علي مستوي كرتنا الأرضية إلا أنها تطل علي بحرين تاريخيين ، هما أقدم طرق المواصلات البحرية التي عرفتهما البشرية منذ أن عرف الإنسان البحر طريقا للمواصلات والتجارة – وليشهدوا منافع لهم – وتظل مصر بالرغم من ذلك قوة بر لابحر وبالرغم من إختراق النيل لها طولا لا عرضا كشارع كبير ممتد من الجنوب إلي الشمال أو قل بمعني اصح حبلا سريا إذا جاز هذا التشبيه يربط المصريين جميعا بأمهم الأرض / الوطن وكاقدم طريق عرفته مصر يربطها بإفريقيا ولكن بحساب فالأمور ليست سداح مداح فالجنوب صحراء جرداء، فالتجانس الجيني متحقق وعندما يتطلب الأمر بعضا من الإنتخاب الوراثي لتقوية هذا المحتوي الجيني نفتح الباب ، وحدهم الأفارقة – الأصل الوراثي للبشرية جمعاء والعرب اقاربنا البعدين هم الروافد الوحيدة المسموح لها ان تصب في البحيرة المقدسة Re-inforcement لتقوية المحتوي الجيني وإصلاح اعطابه بسبب تكرار عمليات النسخ … يفهم جيدا المتخصصون بعلم الوراثة والجينوم البشري كلامنا ، أما المؤمنون بنور الله وحكمته فبصيرتهم تهديهم إلي الحق المبين .. عرفت لماذا تهفو الروح إلي جذرك الجيني الإفريقي العربي ، أما أولئك الذين يعيشون بيننا بأجسادهم ويحملون اسماءا مثل اسمائنا لكنهم يحيون بالروح والقلب فوق سرير الأعداء … اطالب نظام الحكم القائم بإجراء فحوصات DNA لهم وساعتها سوف نكتشف المفاجأة المذهلة أنهم نبت جيني شيطاني تسرب اثناء حملات الغزوالكثيرة المتكررة ، قليلة هي هذه الحالات ولكن إجتثاثها امر ضروري لاغني عنه للمحافظة علي سلامة الجينوم البشري المصري وسوف يرد بعض المتحذلقين باننا نحاول بث الروح في "رمة علمية " عرفتها البشرية في النصف الأول من القرن العشرين وهي " اليوجينيا " أو " التحسين الوراثي " والتي شكلت الأساس العلمي المقيت للنازية وتشكل الأساس العنصري للصهيونية ، وهو مانرفضه شكلا وموضوعا ، علميا ودينيا وأخلاقيا ، إننا فقط نتبع نفس المنطق العلمي الصحيح الحديث الذي يوجب إجراء الفحوصات الجينية في المقبلين علي الزواج للوقاية من الأمراض الوراثية في أنسالهم وربما لم يسمع البعض بأصداء المعركة الدائرة بين علماء الوراثة اليوم … هل الإنسان هو الذي يتحكم في الإنتخاب الوراثي أم هي جيناته التي تفعل ذلك ومانحن سوي مركبات نقل لجيناتنا ؟
مرة آخري إلي الجغرافيا وإلي أحد فروعها " الجغرافيا السياسية" التي قسمت العالم أولا إلي قوي بر كمصر رغم إطلالها علي بحرين " بحار مفتوحة " وروسيا التي تمتلك واجهات بحرية كبري ولكنها مهجورة – الواجهة البحرية علي شمال الهادي – أو فقيرة – كبحر الشمال المتجمد معظم العام – أو مقفولة –كبحر قزوين – أو مفتوحة علي بحر مفتوح لكن يتحكم فيه مضيق ليس تحت سيطرتها – البحر الأسود ومضيق الدردنيل – أو قوي بحر مثل إنجلترا ، فإذاا كانت مصر واحة كبري فإنجلترا جزيرة كبري البحر وحده طريقها للعالم ، وهذا يفسر لنا بعضا من أحداث التاريخ المهمة كموجات الغزو المتكررة التي تاتي دائما من الشمال إلي مصر البرية بإستثناءات بسيطة كالغزو الفارسي الذي أتي في إطار الصراع بين الإمبراطوريتين الفارسية البرية والرومانية البحرية من أجل السيطرة علي بحر الروم (البحر المتوسط ) والذي كان ممر التجارة الرئيسي بين الشرق والغرب في العالم القديم وكذا الغزو المغولي لقبائل كانت تعيش علي هامش طريق الحرير ، وكذا السعي المحموم لروسيا في أن تجد لها منفذا لما عرف بالمياه الدافئة فتخوض حربا مع تركيا مرة وتحاول الوصول عن طريق إيران مرة ومرة وافغانستان مرة وسوريا مرة آخري كتب لنا أن نكون شهودها ، وهو مايفسر لنا ايضا سعي إنجلترا كقوة بحر ان تؤسس قاعدة ثابتة لأساطيلها في المنطقة وهي إسرائيل وهذا وحده هو التفسير الجغرافي للموقف العدائي لأي محاولة لإقامة أو إنشاء دولة قوية في المنطقة – قوة بر – وهو الدور الذي ترثه اليوم قوة البحر الجديدة – الولايات المتحدة – التي إعتنقت مبدأ العزلة الإختيارية – مبدأ مونرو – مكتفية بدورها الإستعماري الإجرامي في الأمريكتين اللاتينية – حديقتها الخلفية – والجنوبية ذلك وقت كانت الجيوبولتيكا – توظيف الجغرافيا لأغراض سياسية – تعتنق مبدأ قلب اليابس لماكندر الذي شكل الأساس العلمي الجغرافي للمشروع النازي والذي كان يري أن من يسيطر علي قلب اليابس المعروف الذي يمتد من جنوب سيبريا واقدام الأورال وحتي سواحل الأطلنطي – السهل القاري العظيم – يسيطر علي العالم … حلم توسعي خيالي ذو طبيعة إجرامية كعادة وطبيعة الغربيين دائما فإندفع كالمجنون يغزو روسيا ليغرق فيها ويلقي حتفه في نفس الوقت بالضبط الذي كان روميل يغرق فيه في بحر الرمال الأعظم علي ضفاف العلمين …في هذه المناسبة لايمكن أن ننسي كوزنتسوف ماريشال روسيا العظيم أثناء الغزو النابوليوني الذي خلده تولستوي الروسي الأعظم في ملحمته الخالدة " الحرب والسلم " ، كان صاحب فلسفة ، هكذا هم القادة العظام التاريخيين ، وقف ضد كل اركانه الشبان " المراهقين " طالبوه بالوقوف في وجه نابليون أولا ثم طالبوه بالإنقضاض عليه ثانيا أثناء الإنسحاب بعد فشل الحملة وكان الرجل يقول لهم دعوه ينزلق رويدا واحدة واحدة للمستقع الروسي الثلجي وكان يقول لهم لاتقطعوا عليه طريق الهروب أثناء الإنسحاب ، لم يكن نابليون يعلم ان فشل حملته علي روسيا – قوة بر – بعد أن فشلت حملته علي مصر – قوة بر – هي النهاية ، خلصت عليه إنجلترا بعد ذلك في واترلو وهذه هي نهاية من لايتعلمون من دروس التاريخ نابليون ثم هتلر ، المهم بعد ذلك عرفت الجيوبولتيكا مبدأ آخرا وهو عنق اليابس لضابط الأسطول الأمريكي ماهان وهو الذي يري بان من يسيطر علي عنق اليابس أو عالم المعابر الذي يسميه الألمان وهم أكثر دقة بالشرق الأدني أو يسميه الأمريكيون بالشرق الأوسط – العالم العربي مضافا إليه تركيا وباكستان وإيران ، يسيطر علي العالم… زادت أهمية هذا الشرق – الأدني أو الأوسط – بعد إكتشاف البترول حول الخليج – الذي يري البعض أنه فارسي أو عربي مش ده موضوعنا الأن – وشق قناة السويس وبعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية قررت الولايات المتحدة تبني هذه النظرية فتخلت عن مبدأ مونرو " مبدأ العزلة الإختيارية " لتتبني مبدأ إيزنهاور " مبدأ التدخل العسكري للسيطرة علي الشرق الأوسط " تطبيقا لنظرية ماهان ولإستكمال حصار الإتحاد السوفيتي – قوة بر – وكان الطريق إلي ذلك محاولة قطع رقبة نظام عبد الناصر – أكبرقوة بر في المنطقة – ومازالت الحرب مستمرة .
عود علي بدء … لماذا كل هذه المقدمة الطويلة أوالسياحة التي قد يري البعض انها لالزوم لها في الجغرافيا والتاريخ وعلم الوراثة والأدب ؟ هو ماسبق أن قلناه … الحرب مستمرة وما نراه اليوم في المنطقة وعلي أرض المحروسة هي حرب ساخنة وليست باردة كما يتصور بعض المراهقين ونذهب هذه المرة للعلم العسكري ونسأل ماهو الفرق بين الحرب الباردة والحرب الساخنة ؟ ببساطة الحرب الباردة هي الحرب التي تستخدم فيها كل أساليب الحرب من دعاية وتخابر وحصار إقتصادي وعلمي وتجاري وإغتيالات فقط – مفيش ضرب نار –والأن هل لنا أن نتسأل سؤالا مشروعا ... هل تتعرض مصر اليوم إلي حرب أم لا؟ هل هي حرب باردة أم ساخنة ؟ الإجابة نعم تتعرض مصر إلي حرب باردة وساخنة بالوكالة ….ماهو هدف هذه الحرب ؟ الإجابة القضاء علي مصر كقوة بر في هذه المنطقة …متي بدأت هذه الحرب ؟ بدأت هذه الحرب منذ عام 1954 ولم تتوقف منذهذا التاريخ ولو للحظة واحدة … كيف ذلك ؟ بعضا من إنعاش الذاكرة ومن التارخ القريب ، في عام 1954زار جون فوستر دالاس وزير خارجية الولايات المتحدة الضباط قادة ثورة يوليو وعرض عليهم بصراحة ووضوح الإرتباط بحلف عسكري تقوده الولايات المتحدة لمواجهة الإتحاد السوفيتي – قوة بر – ورفض الضباط لأن مصر كقوة بر ليس لديها مشاكل حادة مع أي قوة بر آخري كالإتحاد السوفيتي أو إيران ، ورفض دالاس هذا المنطق فعاد للولايات المتحدة وتشاور مع رئيسه إينهاور – حتي لاننسي – وبعث من هناك عبر قناة سرية مخابراتية حقيبة تحوي مبلغ ثلاثة ملايين دولار رشوة شخصية لعبد الناصر ، فقرر( الصعيدي القفل) ان يجعلها فضيحة مدوية بني بها برج القاهرة ، زاد الطين بلة أن ذهبت مصر بعد العدوان الإسرائيلي علي غزة 55 إلي الإتحاد السوفيتي – قوة بر – تطلب شراء أسلحة فوافق وكانت الأسلحة التشيكية ومن ساعتها لم تتوقف الحرب شوية باردة شوية ساخنة شوية مباشرة شوية بالوكالة مرة إسرائيل مرة إيران مرة تركيا وحتي لاننسي أيضا فإن الطائرات الإسرائلية التي هاجمتنا في67 وضربت بحر البفر ومصنع أبو زعبل كانت تدور ببنزين إيراني بعثه شاه إيران التي كانت قوة برإقليمية متحالفة مع قوة بحر إمبراطورية مجرمة – الولايات المتحده – وقاعدة أرضية ثابتة ومتقدمة لهذه القوة في المنطقة – إسرائيل – ننعش بذلك ذاكرة البعض الذي يخوض بغباء منقطع النظير معاركه الخطأ وليعلم بعض قصار النظر الدور التحرري لثورة الخوميني وليحسم العقلاء الفاهمون أمرهم فإيران الفارسية هي قوة بر تاريخية لم ولن تزول وانها بعد ضرب مصر- قوة بر إقليمية – من حقها ان تدافع عن أمنها القومي وأن تسعي لملء الفراغ الناشيء عن غياب مصر في مواجهة تركيا – قوة بر – وقاعدة إستعمارية عملية تسعي ان تكون أقوي قوة بر وبحر وجو في المنطقة إنها إسرائيل التي خلقت خلقا في 1948 ومن العجائب أن يفكر البعض في إزالة إيران ولايري غضاضة في بقاء إسرائيل .
ماذا نري اليوم ؟ يسعي نظام مابعد 30يونيو إلي إستعادة هوية الدولة المصرية التاريخية كقوة بر إقليمية " قوية " متحالفا مع قوة بر عالمية – روسيا – مستعيدا تقاليد العسكرية المصرية الراسخة :
1- التأكيد علي الهوية الوطنية والوقوف بحسم ضد تفتيت الوطن علي أسس دينية أو طائفية أومذهبية أو جهوية
2- بناء قوة عسكرية متنامية – القبضة الحديدية –
3- عدم التورط في أي نزاعات إقليمية علي أسس عشائرية أو قبلية أو مذهبية – حرب اليمن – ومحاصرة هذه النزاعات ومحاولة حلها سلميا – الوقوف بجانب سوريا الدولة –
4- محاولة الحشد والتعبئة داخليا لتحسين شروط وظروف المعركة – الباردة والساخنة – الدائرة الأن بحق وإن كان البعض لايراها لقصر نظره أو لايدركها لخلل في عقله أو لايرغب في خوضها لأنه فقد كرامته ورجولته منذ زمن .
نصل الأن إلي سؤالنا الوجودي …….هل تسقط مصر ؟ بالطبع بالجغرافيا والتاريخ والوراثة وحتي الأدب لايمكن تحققه ، إنها أقدار إلهية ومسيرة إنسانية ، ليس إيمانا صوفيا ولكنه قراءة موضوعية للواقع والتاريخ ، ولكن هل يعني هذا أن النصر متحقق دون أن نسعي إليه ، بالطبع لا ، يجب السعي بالعمل والعلم وليس بالجهل والمراهقة السياسية التي تجعل بعضهم بجهل أو بغباء يعتقد أن الطريق لمصر الحديثة القومية يمكن أن يتحقق بصراخه المعتوه " يسقط حكم العسكر " …كيف الطريق لذلك هذا موضوع حديثنا القادم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.