«مستقبل وطن» ينظم مؤتمرات جماهيرية بالمحافظات لدعم المشاركة في انتخابات مجلس النواب (فيديو)    وزيرا التنمية والزراعة ومحافظ الوادي يتفقدون مجمع الخدمات الذكيه بالخارجة    «الزراعة» تطلق الحملة القومية لتحصين الماشية ضد الحمى القلاعية والوادي المتصدع    اللواء محمد إبراهيم الدويري يكشف تفاصيل المرحلة الثالثة من صفقة شاليط    تأكيد مصري باكستاني على تكثيف التشاور بين البلدين لتفادي التصعيد ومواجهة التحديات المشتركة    جلسة بين الأهلي وحسين الشحات لبحث نقاط الخلاف في ملف تجديد العقد    طقس الأحد.. حار نهارا وشبورة كثيفة صباحا والعظمى بالقاهرة 30 درجة    السبت 1 نوفمبر إجازة رسمية تزامنا مع افتتاح المتحف المصري الكبير    وزارة الأوقاف: منع تام لاستخدام المساجد في الدعاية أو الأنشطة الانتخابية    جدول مباريات اليوم السبت 25 أكتوبر 2025.. مواجهات نارية في الدوري المصري ودوري أبطال إفريقيا    ترامب يعرب عن استعداده للقاء زعيم كوريا الشمالية خلال جولته الآسيوية    المتحدث باسم حماس: جاهزون لتسليم حكم غزة وندعو للإسراع بذلك    أول تعليق من منة شلبي بعد زواجها من أحمد الجنايني    محافظ المنوفية: 172 مليون جنيه جملة استثمارات مشروعات الخطة الاستثمارية الجديدة    وظائف جديدة في البنك الزراعي المصري .. التفاصيل والشروط ورابط التقديم    رئيس «المتاحف» في مصر: الشمس ستتعامد على وجه رمسيس الثاني بالمتحف الكبير على غرار معبد أبو سمبل    دون الحاجة للذهاب إلى الطبيب.. 5 طرق لعلاج ألم الأسنان في المنزل    قلق عالمي.. الأمير هاري وميجان يدعوان إلى حظر الذكاء الاصطناعي الفائق    تبدأ اليوم.. جامعة الإسكندرية تطلق فعاليات مبادرة «تمكين» لدعم الطلاب ذوي الإعاقة    «مكيف وروسي».. مواعيد قطارات «الإسكندرية - القاهرة» اليوم السبت 25 أكتوبر 2025    إصابة 6 أشخاص في تصادم مروع بالشرقية    اتهامات تزوير تلاحق رمضان صبحي.. وجنايات الجيزة تؤجل نظر القضية ل22 نوفمبر    «الداخلية»: ضبط 381 قضية مخدرات وتنفيذ 84 ألف حكم قضائي خلال 24 ساعة    «السردين ب70 جنيهًا».. أسعار السمك والمأكولات البحرية بأسواق الإسكندرية اليوم 25 أكتوبر 2025    بعد انخفاض الكيلو.. أسعار الفراخ اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في بورصة الدواجن    شيخ الأزهر يزور إيطاليا للمشاركة في المؤتمر العالمي «إيجاد الشجاعة للسعي لتحقيق السلام»    رئيس «الدولي» للمتاحف: الشمس تتعامد على وجه رمسيس الثاني بالمتحف المصري الكبير    عشاق الهدوء.. 5 أبراج مش بيحبوا الضوضاء والزحمة    وزير الإسكان يتفقد مكونات مشروع حدائق «تلال الفسطاط»    تخطيط وتجميل.. الجيزة تتزين لاستقبال زوار المتحف المصري الكبير    حملة «100 يوم صحة» قدّمت 138 مليونًا و946 ألف خدمة طبية مجانية خلال 98 يومًا    من غير مواد حافظة.. حضري لأطفالك الزبادي بالفواكه الطازجة في البيت    التضامن: تحسين منظومة الكفالة وتطبيق إجراءات الحوكمة عند تسليم الأطفال    اللواء محمد الدويري: أحد قيادات حماس البارزة لجأ لأبو مازن لحمايته من قصف إسرائيلى    وزير الرى يتابع حالة المنظومة المائية وإجراءات تطوير منظومة إدارة وتوزيع المياه بزمام ترع الإسماعيلية والسويس وبورسعيد    وزير الزراعة يستقبل عدد من الفلاحين ويستمع لمشاكلهم.. ويؤكد: دعم الفلاح "أولوية" ومكتبي مفتوح للجميع    وزارة التعليم: امتحان الشهر لصفوف النقل يوم 26 أكتوبر والأسئلة مقالية بنسبة 15%    موعد مباراة الحزم والنصر في الدوري السعودي    وزارة «الزراعة» تقرر حظر نقل القطن بين الوجهين القبلي والبحري    توصيات طبية جديدة: إدخال الأطعمة المثيرة للحساسية للرضع يدرب الجهاز المناعي    موعد مباراة بايرن ميونخ أمام مونشنجلادباخ بالدوري الألماني.. والقنوات الناقلة    في 5 خطوات فقط.. روشتة لتحسين الصحة النفسية والجسدية    ختام مبهر للدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي، سعد مفاجأة الحفل، ساويرس يكرم انتشال التميمي، أحمد مالك وليا دروكير أفضل ممثل وممثلة (صور)    بعت نصيبي من ورث والدي فقاطعني إخوتي هل عليا ذنب؟ الإفتاء ترد    حكم صلاة المرأة بالبنطلون في الإسلام.. الأزهر يوضح الضوابط الشرعية وآداب الستر    حريق بشقة سكنية في الإسكندرية    عمرو أديب يرد على شائعة انتقال محمد صلاح إلى الأهلي: «سيبوا الراجل في حاله»    موعد مباراة ميلان القادمة عقب التعادل أمام بيزا والقنوات الناقلة    مستوطنون يهاجمون المغيّر ويحرقون 3 مركبات    ترامب: علاقاتي مع زعيم كوريا الشمالية جيدة وآمل لقاءه خلال جولتي الآسيوية    «الأزهر العالمي للفتوى» يرد| قطع صلة الرحم.. من الكبائر    الإفتاء تُجيب| تحديد نوع الجنين.. حلال أم حرام؟    الإفتاء تُجيب| «المراهنات».. قمار مُحرم    الشرطة المصرية.. إنجازات أبهرت العالم    الوداد المغربي يعلن عن مدة تعاقده مع حكيم زياش    تفاصيل اصطدام باخرة سياحية بكوبري كلابشة في أسوان.. ماذا حدث؟    "لا تستمع لأي شخص".. بانزا يوجه رسالة ل محمد السيد بعد انتقادات الجماهير    إنزاجي يشيد بلاعبى الهلال بعد الفوز على اتحاد جدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور محمد عوض يكتب عن : هل تسقط مصر ؟ (1)
نشر في الزمان المصري يوم 09 - 11 - 2015

هذا هو السؤال الذي يؤرق الجميع … من يتمنونه حقدا أو كمدا أو ياسا أو أولئك الداعين ليل نهار أن يجنب الله كنانته تصاريف الزمان وكيد الكائدين ونحن معهم بالتأكيد ومابين اليأس والرجاء تقف الملايين ، ونحن نؤكد لهم أن الله الحكم الحاكم العدل لن يسمح بذلك ، ليس رجما بالغيب ولكن ثقة منا به وبكيده المتين – إنه احسن الكائدين-، وللحكم الحاكم العادل أسراره وتجلياته لايبوح بها إلا للمؤمنين الواثقين بنصره المبين … فهل أنتم كذلك ؟
فإذا كانت الجغرافيا هي بصمة الله علي الأرض التي لاتمحي أو هي ظل الخالق علي الأرض كما قال جمال حمدان فإن التاريخ هو ظل الإنسان علي الأرض الذي لاينسي أو ظل الإنسان علي الجغرافيا كما قال أيضا حمدان ، فماذا يقول التاريخ – وفي قصصهم عبرة يأولي الألباب – وكيف تبوح الجغرافيا بأسرارها – قل سيروا في الأرض – ؟
كانت مصر – إدخلوا مصر إن شاءالله آمنين – صناعة ربانية عبقرية ، خلقتها الجغرافيا خلقا وأكسبها التاريخ طبعا وطعما ، فكانت بين العالمين آية ، وهكذا تكون الصنعة … فليست هي بموضعها فيما حولها متصلة كما أنها ليست منفصلة … تحيطها الصحراء من كل جانب حتي جنوبها صحراء صخرية لازرع فيها ولاحياة جنوب منطقة الجنادل والشلالات حتي وادي حلفا لتبقي ست الحسن معزولة في شرنقتها الحريرية حتي إذا إكتملت تكوينا خرجت علي الدنيا تعرض حسنها وتنير جنباتها بالضياء الرباني الخالد فطمع فيها كل الطامعين وسعوا للإستحواذ عليها ولكن هيهات فإن معدتها الفولاذية هضمت الجميع آذابتهم وماذابت لذا يقولون ان مصر اطول مستعمرة في التاريخ ، ويقولون أن مصر مقبرة الغزاة ويتندر المصريون المحدثون بان " معدة المصريين تهضم الزلط " … وللتاريخ فإن كل الغزوات الخارجية من رومان وفرس وبطالمة ومماليك وعثمانلية وفرنسيين وإنجليز مروا عليها ولم يتركوا فيها غير ما ارادت هي أخذه ، كانوا في الغالب الأعم موجات من الغزو الذكوري الذي إنعزل وعزل في حاميات عسكرية في المدن وعلي اطرافها ، لم يختلطوا بأبنائها فظل المحتوي الجيني كما هو ، وحدهم العرب كانوا إستثناء لأنهم لم يكونوا غزاة بل كان لقاء مكررا بين أقارب بعيدين كما يقول حمدان مؤكدا علي حقائق تاريخية وهي ان العرب العدنانيون اصل العرب العاربة المعروفة اليوم هم نتاج اللقاء الجيني بين سيدنا إبراهيم وزوجته الأميرة المصرية " هاجر " … وإذا كانت الدراسات الجينية الحديثة تؤكد ان اصل الجنس البشري الذي يمتد عمره علي الارض لما يقرب من مليون عام هو إفريقيا السمراء فمن البوابة الملكية عبر الإنسان من منبعه إلي جنبات الكون من تلك البقعة المباركة من كرتنا الأرضية هي تلك التي إختارها الخالق – أو إختار جزء منها ليتجلي فيها لموسي عليه السلام … فهل كان ذلك إعتباطا أو مصادفة ؟ وبالرغم من موضعها الجغرافي الفلتة الذي سبق وتحدثنا عنه والذي منحها الفرصة التاريخية لتصهر في – فرنها التاريخي – إنسانها التاريخي والذي يشكل تجانسا جينيا قل أن تجد نظيره علي مستوي كرتنا الأرضية إلا أنها تطل علي بحرين تاريخيين ، هما أقدم طرق المواصلات البحرية التي عرفتهما البشرية منذ أن عرف الإنسان البحر طريقا للمواصلات والتجارة – وليشهدوا منافع لهم – وتظل مصر بالرغم من ذلك قوة بر لابحر وبالرغم من إختراق النيل لها طولا لا عرضا كشارع كبير ممتد من الجنوب إلي الشمال أو قل بمعني اصح حبلا سريا إذا جاز هذا التشبيه يربط المصريين جميعا بأمهم الأرض / الوطن وكاقدم طريق عرفته مصر يربطها بإفريقيا ولكن بحساب فالأمور ليست سداح مداح فالجنوب صحراء جرداء، فالتجانس الجيني متحقق وعندما يتطلب الأمر بعضا من الإنتخاب الوراثي لتقوية هذا المحتوي الجيني نفتح الباب ، وحدهم الأفارقة – الأصل الوراثي للبشرية جمعاء والعرب اقاربنا البعدين هم الروافد الوحيدة المسموح لها ان تصب في البحيرة المقدسة Re-inforcement لتقوية المحتوي الجيني وإصلاح اعطابه بسبب تكرار عمليات النسخ … يفهم جيدا المتخصصون بعلم الوراثة والجينوم البشري كلامنا ، أما المؤمنون بنور الله وحكمته فبصيرتهم تهديهم إلي الحق المبين .. عرفت لماذا تهفو الروح إلي جذرك الجيني الإفريقي العربي ، أما أولئك الذين يعيشون بيننا بأجسادهم ويحملون اسماءا مثل اسمائنا لكنهم يحيون بالروح والقلب فوق سرير الأعداء … اطالب نظام الحكم القائم بإجراء فحوصات DNA لهم وساعتها سوف نكتشف المفاجأة المذهلة أنهم نبت جيني شيطاني تسرب اثناء حملات الغزوالكثيرة المتكررة ، قليلة هي هذه الحالات ولكن إجتثاثها امر ضروري لاغني عنه للمحافظة علي سلامة الجينوم البشري المصري وسوف يرد بعض المتحذلقين باننا نحاول بث الروح في "رمة علمية " عرفتها البشرية في النصف الأول من القرن العشرين وهي " اليوجينيا " أو " التحسين الوراثي " والتي شكلت الأساس العلمي المقيت للنازية وتشكل الأساس العنصري للصهيونية ، وهو مانرفضه شكلا وموضوعا ، علميا ودينيا وأخلاقيا ، إننا فقط نتبع نفس المنطق العلمي الصحيح الحديث الذي يوجب إجراء الفحوصات الجينية في المقبلين علي الزواج للوقاية من الأمراض الوراثية في أنسالهم وربما لم يسمع البعض بأصداء المعركة الدائرة بين علماء الوراثة اليوم … هل الإنسان هو الذي يتحكم في الإنتخاب الوراثي أم هي جيناته التي تفعل ذلك ومانحن سوي مركبات نقل لجيناتنا ؟
مرة آخري إلي الجغرافيا وإلي أحد فروعها " الجغرافيا السياسية" التي قسمت العالم أولا إلي قوي بر كمصر رغم إطلالها علي بحرين " بحار مفتوحة " وروسيا التي تمتلك واجهات بحرية كبري ولكنها مهجورة – الواجهة البحرية علي شمال الهادي – أو فقيرة – كبحر الشمال المتجمد معظم العام – أو مقفولة –كبحر قزوين – أو مفتوحة علي بحر مفتوح لكن يتحكم فيه مضيق ليس تحت سيطرتها – البحر الأسود ومضيق الدردنيل – أو قوي بحر مثل إنجلترا ، فإذاا كانت مصر واحة كبري فإنجلترا جزيرة كبري البحر وحده طريقها للعالم ، وهذا يفسر لنا بعضا من أحداث التاريخ المهمة كموجات الغزو المتكررة التي تاتي دائما من الشمال إلي مصر البرية بإستثناءات بسيطة كالغزو الفارسي الذي أتي في إطار الصراع بين الإمبراطورية الفارسية البرية والرومانية البحرية من أجل السيطرة علي بحر الروم (البحر المتوسط ) والذي كان ممر التجارة الرئيسي بين الشرق والغرب في العالم القديم وكذا الغزو المغولي لقبائل كانت تعيش علي هامش طريق الحرير ، وكذا السعي المحموم لروسيا في أن تجد لها منفذا لما عرف بالمياه الدافئة فتخوض حربا مع تركيا مرة وتحاول الوصول عن طريق إيران مرة ومرة وافغانستان مرة وسوريا مرة آخري كتب لنا أن نكون شهودها ، وهو مايفسر لنا ايضا سعي إنجلترا كقوة بحر ان تؤسس قاعدة ثابتة لأساطيلها في المنطقة وهي إسرائيل وهذا وحده هو التفسير الجغرافي للموقف العدائي لأي محاولة لإقامة أو إنشاء دولة قوية في المنطقة – قوة بر – وهو الدور الذي ترثه اليوم قوة البحر الجديدة – الولايات المتحدة – التي إعتنقت مبدأ العزلة الإختيارية – مبدأ مونرو – مكتفية بدورها الإستعماري الإجرامي في الأمريكتين اللاتينية – حديقتها الخلفية – والجنوبية ذلك وقت كانت الجيوبولتيكا – توظيف الجغرافيا لأغراض سياسية – تعتنق مبدأ قلب اليابس لماكندر الذي شكل الأساس العلمي الجغرافي للمشروع النازي والذي كان يري أن من يسيطر علي قلب اليابس المعروف الذي يمتد من جنوب سيبريا واقدام الأورال وحتي سواحل الأطلنطي – السهل القاري العظيم – يسيطر علي العالم … حلم توسعي خيالي ذو طبيعة إجرامية كعادة وطبيعة الغربيين دائما فإندفع كالمجنون يغزو روسيا ليغرق فيها ويلقي حتفه في نفس الوقت بالضبط الذي كان روميل يغرق فيه في بحر الرمال الأعظم علي ضفاف العلمين …في هذه المناسبة لايمكن أن ننسي كوزنتسوف ماريشال روسيا العظيم أثناء الغزو النابوليوني الذي خلده تولستوي الروسي الأعظم في ملحمته الخالدة " الحرب والسلم " ، كان صاحب فلسفة ، هكذا هم القادة العظام التاريخيين ، وقف ضد كل اركانه الشبان " المراهقين " طالبوه بالوقوف في وجه نابليون أولا ثم طالبوه بالإنقضاض عليه ثانيا أثناء الإنسحاب بعد فشل الحملة وكان الرجل يقول لهم دعوه ينزلق رويدا واحدة واحدة للمستقع الروسي الثلجي وكان يقول لهم لاتقطعوا عليه طريق الهروب أثناء الإنسحاب ، لم يكن نابليون يعلم ان فشل حملته علي روسيا – قوة بر – بعد أن فشلت حملته علي مصر – قوة بر – هي النهاية ، خلصت عليه إنجلترا بعد ذلك في واترلو وهذه هي نهاية من لايتعلمون من دروس التاريخ نابليون ثم هتلر ، المهم بعد ذلك عرفت الجيوبولتيكا مبدأ آخرا وهو عنق اليابس لضابط الأسطول الأمريكي ماهان وهو الذي يري بان من يسيطر علي عنق اليابس أو عالم المعابر الذي يسميه الألمان وهم أكثر دقة بالشرق الأدني أو يسميه الأمريكيون بالشرق الأوسط – العالم العربي مضافا إليه تركيا وباكستان وإيران ، يسيطر علي العالم… زادت أهمية هذا الشرق – الأدني أو الأوسط – بعد إكتشاف البترول حول الخليج – الذي يري البعض أنه فارسي أو عربي مش ده موضوعنا الأن – وشق قناة السويس وبعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية قررت الولايات المتحدة تبني هذه النظرية فتخلت عن مبدأ مونرو " مبدأ العزلة الإختيارية " لتتبني مبدأ إيزنهاور " مبدأ التدخل العسكري للسيطرة علي الشرق الأوسط " تطبيقا لنظرية ماهان ولإستكمال حصار الإتحاد السوفيتي – قوة بر – وكان الطريق إلي ذلك محاولة قطع رقبة نظام عبد الناصر – أكبرقوة بر في المنطقة – ومازالت الحرب مستمرة .
عود علي بدء … لماذا كل هذه المقدمة الطويلة أوالسياحة التي قد يري البعض انها لالزوم لها في الجغرافيا والتاريخ وعلم الوراثة والأدب ؟ هو ماسبق أن قلناه … الحرب مستمرة وما نراه اليوم في المنطقة وعلي أرض المحروسة هي حرب ساخنة وليست باردة كما يتصور بعض المراهقين ونذهب هذه المرة للعلم العسكري ونسأل ماهو الفرق بين الحرب الباردة والحرب الساخنة ؟ ببساطة الحرب الباردة هي الحرب التي تستخدم فيها كل أساليب الحرب من دعاية وتخابر وحصار إقتصادي وعلمي وتجاري وإغتيالات فقط – مفيش ضرب نار –والأن هل لنا أن نتسأل سؤالا مشروعا ... هل تتعرض مصر اليوم إلي حرب أم لا؟ هل هي حرب باردة أم ساخنة ؟ الإجابة نعم تتعرض مصر إلي حرب باردة وساخنة بالوكالة ….ماهو هدف هذه الحرب ؟ الإجابة القضاء علي مصر كقوة بر في هذه المنطقة …متي بدأت هذه الحرب ؟ بدأت هذه الحرب منذ عام 1954 ولم تتوقف منذهذا التاريخ ولو للحظة واحدة … كيف ذلك ؟ بعضا من إنعاش الذاكرة ومن التارخ القريب ، في عام 1954زار جون فوستر دالاس وزير خارجية الولايات المتحدة الضباط قادة ثورة يوليو وعرض عليهم بصراحة ووضوح الإرتباط بحلف عسكري تقوده الولايات المتحدة لمواجهة الإتحاد السوفيتي – قوة بر – ورفض الضباط لأن مصر كقوة بر ليس لديها مشاكل حادة مع أي قوة بر آخري كالإتحاد السوفيتي أو إيران ، ورفض دالاس هذا المنطق فعاد للولايات المتحدة وتشاور مع رئيسه إينهاور – حتي لاننسي – وبعث من هناك عبر قناة سرية مخابراتية حقيبة تحوي مبلغ ثلاثة ملايين دولار رشوة شخصية لعبد الناصر ، فقرر( الصعيدي القفل) ان يجعلها فضيحة مدوية بني بها برج القاهرة ، زاد الطين بلة أن ذهبت مصر بعد العدوان الإسرائيلي علي غزة 55 إلي الإتحاد السوفيتي – قوة بر – تطلب شراء أسلحة فوافق وكانت الأسلحة التشيكية ومن ساعتها لم تتوقف الحرب شوية باردة شوية ساخنة شوية مباشرة شوية بالوكالة مرة إسرائيل مرة إيران مرة تركيا وحتي لاننسي أيضا فإن الطائات الإسرائلية التي هاجمتنا في67 وضربت بحر البفر ومصنع أبو زعبل كانت تدور ببنزين إيراني بعثه شاه إيران التي كانت قوة برمتحالفة مع قوة بحر إمبراطورية مجرمة – الولايات المتحده – وقاعدة أرضية ثابتة ومتقدمة لهذه القوة في المنطقة – إسرائيل – ننعش بذلك ذاكرة البعض الذي يخوض بغباء منقطع النظير معاركه الخطأ وليعلم بعض قصار النظر الدور التحرري لثورة الخوميني وليحسم العقلاء الفاهمون أمرهم فإيران الفارسية هي قوة بر تاريخية لم ولن تزول وانها بعد ضرب مصر- قوة بر إقليمية – من حقها ان تدافع عن أمنها القومي وأن تسعي لملء الفراغ الناشيء عن غياب مصر في مواجهة تركيا – قوة بر – وقاعدة إستعمارية عملية تسعي ان تكون أقوي قوة بر وبحر وجو في المنطقة إنها إسرائيل التي خلقت خلقا في 1948 ومن العجائب أن يفكر البعض في إزالة إيران ولايري غضاضة في بقاء إسرائيل .
ماذا نري اليوم ؟ يسعي نظام مابعد 30يونيو إلي إستعادة هوية الدولة المصرية التاريخية كقوة بر إقليمية " قوية " متحالفا مع قوة بر عالمية – روسيا – مستعيدا تقاليد العسكرية المصرية الراسخة :
1- التأكيد علي الهوية الوطنية والوقوف بحسم ضد تفتيت الوطن علي أسس دينية أو طائفية أومذهبية أو جهوية
2- بناء قوة عسكرية متنامية – القبضة الحديدية –
3- عدم التورط في أي نزاعات إقليمية علي أسس عشائرية أو قبلية أو مذهبية – حرب اليمن – ومحاصرة هذه النزاعات ومحاولة حلها سلميا – الوقوف بجانب سوريا الدولة –
4- محاولة الحشد والتعبئة داخليا لتحسين شروط وظروف المعركة – الباردة والساخنة – الدائرة الأن بحق وإن كان البعض لايراها لقصر نظره أو لايدركها لخلل في عقله أو لايرغب في خوضها لأنه فقد كرامته ورجولته منذ زمن .
نصل الأن إلي سؤالنا الوجودي …….هل تسقط مصر ؟ بالطبع بالجغرافيا والتاريخ والوراثة وحتي الأدب لايمكن تحققه ، إنها أقدار إلهية ومسيرة إنسانية ، ليس إيمانا صوفيا ولكنه قراءة موضوعية للواقع والتاريخ ، ولكن هل يعني هذا أن النصر متحقق دون أن نسعي إليه ، بالطبع لا ، يجب السعي بالعمل والعلم وليس بالجهل والمراهقة السياسية التي تجعل بعضهم بجهل أو بغباء يعتقد أن الطريق لمصر الحديثة القومية يمكن أن يتحقق بصراخه المعتوه " يسقط حكم العسكر " …كيف الطريق لذلك هذا موضوع حديثنا القادم ، وعذرا للإهل تسقط مصر ؟ (1)
هذا هو السؤال الذي يؤرق الجميع … من يتمنونه حقدا أو كمدا أو ياسا أو أولئك الداعين ليل نهار أن يجنب الله كنانته تصاريف الزمان وكيد الكائدين ونحن معهم بالتأكيد ومابين اليأس والرجاء تقف الملايين ، ونحن نؤكد لهم أن الله الحكم الحاكم العدل لن يسمح بذلك ، ليس رجما بالغيب ولكن ثقة منا به وبكيده المتين – إنه احسن الكائدين-، وللحكم الحاكم العادل أسراره وتجلياته لايبوح بها إلا للمؤمنين الواثقين بنصره المبين … فهل أنتم كذلك ؟
فإذا كانت الجغرافيا هي بصمة الله علي الأرض التي لاتمحي أو هي ظل الخالق علي الأرض كما قال جمال حمدان فإن التاريخ هو ظل الإنسان علي الأرض الذي لاينسي أو ظل الإنسان علي الجغرافيا كما قال أيضا حمدان ، فماذا يقول التاريخ – وفي قصصهم عبرة يأولي الألباب – وكيف تبوح الجغرافيا بأسرارها – قل سيروا في الأرض – ؟
كانت مصر – إدخلوا مصرإنشاءالله آمنين – صناعة ربانية عبقرية ، خلقتها الجغرافيا خلقا وأكسبها التاريخ طبعا وطعما ، فكانت بين العالمين آية ، وهكذا تكون الصنعة … فليست هي بموضعها فيما حولها متصلة كما أنها ليست منفصلة … تحيطها الصحراء من كل جانب حتي جنوبها صحراء صخرية لازرع فيها ولاحياة جنوب منطقة الجنادل والشلالات حتي وادي حلفا لتبقي ست الحسن معزولة في شرنقتها الحريرية حتي إذا إكتملت تكوينا خرجت علي الدنيا تعرض حسنها وتنير جنباتها بالضياء الرباني الخالد فطمع فيها كل الطامعين وسعوا للإستحواذ عليها ولكن هيهات فإن معدتها الفولاذية هضمت الجميع آذابتهم وماذابت لذا يقولون ان مصر اطول مستعمرة في التاريخ ، ويقولون أن مصر مقبرة الغزاة ويتندر المصريون المحدثون بان " معدة المصريين تهضم الزلط " … وللتاريخ فإن كل الغزوات الخارجية من رومان وفرس وبطالمة ومماليك وعثمانلية وفرنسيين وإنجليز مروا عليها ولم يتركوا فيها غير ما ارادت هي أخذه ، كانوا في الغالب الأعم موجات من الغزو الذكوري الذي إنعزل وعزل في حاميات عسكرية في المدن وعلي اطرافها ، لم يختلطوا بأبنائها فظل المحتوي الجيني كما هو ، وحدهم العرب كانوا إستثناء لأنهم لم يكونوا غزاة بل كان لقاء مكررا بين أقارب بعيدين كما يقول حمدان مؤكدا علي حقائق تاريخية وهي ان العرب العدنانيون اصل العرب العاربة المعروفة اليوم هم نتاج اللقاء الجيني بين سيدنا إبراهيم وزوجته الأميرة المصرية " هاجر " … وإذا كانت الدراسات الجينية الحديثة تؤكد ان اصل الجنس البشري الذي يمتد عمره علي الارض لما يقرب من مليون عام هو إفريقيا السمراء فمن البوابة الملكية عبر الإنسان من منبعه إلي جنبات الكون من تلك البقعة المباركة من كرتنا الأرضية هي تلك التي إختارها الخالق – أو إختار جزء منها ليتجلي فيها لموسي عليه السلام … فهل كان ذلك إعتباطا أو مصادفة ؟ وبالرغم من موضعها الجغرافي الفلتة الذي سبق وتحدثنا عنه والذي منحها الفرصة التاريخية لتصهر في – فرنها التاريخي – إنسانها التاريخي والذي يشكل تجانسا جينيا قل أن تجد نظيره علي مستوي كرتنا الأرضية إلا أنها تطل علي بحرين تاريخيين ، هما أقدم طرق المواصلات البحرية التي عرفتهما البشرية منذ أن عرف الإنسان البحر طريقا للمواصلات والتجارة – وليشهدوا منافع لهم – وتظل مصر بالرغم من ذلك قوة بر لابحر وبالرغم من إختراق النيل لها طولا لا عرضا كشارع كبير ممتد من الجنوب إلي الشمال أو قل بمعني اصح حبلا سريا إذا جاز هذا التشبيه يربط المصريين جميعا بأمهم الأرض / الوطن وكاقدم طريق عرفته مصر يربطها بإفريقيا ولكن بحساب فالأمور ليست سداح مداح فالجنوب صحراء جرداء، فالتجانس الجيني متحقق وعندما يتطلب الأمر بعضا من الإنتخاب الوراثي لتقوية هذا المحتوي الجيني نفتح الباب ، وحدهم الأفارقة – الأصل الوراثي للبشرية جمعاء والعرب اقاربنا البعدين هم الروافد الوحيدة المسموح لها ان تصب في البحيرة المقدسة Re-inforcement لتقوية المحتوي الجيني وإصلاح اعطابه بسبب تكرار عمليات النسخ … يفهم جيدا المتخصصون بعلم الوراثة والجينوم البشري كلامنا ، أما المؤمنون بنور الله وحكمته فبصيرتهم تهديهم إلي الحق المبين .. عرفت لماذا تهفو الروح إلي جذرك الجيني الإفريقي العربي ، أما أولئك الذين يعيشون بيننا بأجسادهم ويحملون اسماءا مثل اسمائنا لكنهم يحيون بالروح والقلب فوق سرير الأعداء … اطالب نظام الحكم القائم بإجراء فحوصات DNA لهم وساعتها سوف نكتشف المفاجأة المذهلة أنهم نبت جيني شيطاني تسرب اثناء حملات الغزوالكثيرة المتكررة ، قليلة هي هذه الحالات ولكن إجتثاثها امر ضروري لاغني عنه للمحافظة علي سلامة الجينوم البشري المصري وسوف يرد بعض المتحذلقين باننا نحاول بث الروح في "رمة علمية " عرفتها البشرية في النصف الأول من القرن العشرين وهي " اليوجينيا " أو " التحسين الوراثي " والتي شكلت الأساس العلمي المقيت للنازية وتشكل الأساس العنصري للصهيونية ، وهو مانرفضه شكلا وموضوعا ، علميا ودينيا وأخلاقيا ، إننا فقط نتبع نفس المنطق العلمي الصحيح الحديث الذي يوجب إجراء الفحوصات الجينية في المقبلين علي الزواج للوقاية من الأمراض الوراثية في أنسالهم وربما لم يسمع البعض بأصداء المعركة الدائرة بين علماء الوراثة اليوم … هل الإنسان هو الذي يتحكم في الإنتخاب الوراثي أم هي جيناته التي تفعل ذلك ومانحن سوي مركبات نقل لجيناتنا ؟
مرة آخري إلي الجغرافيا وإلي أحد فروعها " الجغرافيا السياسية" التي قسمت العالم أولا إلي قوي بر كمصر رغم إطلالها علي بحرين " بحار مفتوحة " وروسيا التي تمتلك واجهات بحرية كبري ولكنها مهجورة – الواجهة البحرية علي شمال الهادي – أو فقيرة – كبحر الشمال المتجمد معظم العام – أو مقفولة –كبحر قزوين – أو مفتوحة علي بحر مفتوح لكن يتحكم فيه مضيق ليس تحت سيطرتها – البحر الأسود ومضيق الدردنيل – أو قوي بحر مثل إنجلترا ، فإذاا كانت مصر واحة كبري فإنجلترا جزيرة كبري البحر وحده طريقها للعالم ، وهذا يفسر لنا بعضا من أحداث التاريخ المهمة كموجات الغزو المتكررة التي تاتي دائما من الشمال إلي مصر البرية بإستثناءات بسيطة كالغزو الفارسي الذي أتي في إطار الصراع بين الإمبراطوريتين الفارسية البرية والرومانية البحرية من أجل السيطرة علي بحر الروم (البحر المتوسط ) والذي كان ممر التجارة الرئيسي بين الشرق والغرب في العالم القديم وكذا الغزو المغولي لقبائل كانت تعيش علي هامش طريق الحرير ، وكذا السعي المحموم لروسيا في أن تجد لها منفذا لما عرف بالمياه الدافئة فتخوض حربا مع تركيا مرة وتحاول الوصول عن طريق إيران مرة ومرة وافغانستان مرة وسوريا مرة آخري كتب لنا أن نكون شهودها ، وهو مايفسر لنا ايضا سعي إنجلترا كقوة بحر ان تؤسس قاعدة ثابتة لأساطيلها في المنطقة وهي إسرائيل وهذا وحده هو التفسير الجغرافي للموقف العدائي لأي محاولة لإقامة أو إنشاء دولة قوية في المنطقة – قوة بر – وهو الدور الذي ترثه اليوم قوة البحر الجديدة – الولايات المتحدة – التي إعتنقت مبدأ العزلة الإختيارية – مبدأ مونرو – مكتفية بدورها الإستعماري الإجرامي في الأمريكتين اللاتينية – حديقتها الخلفية – والجنوبية ذلك وقت كانت الجيوبولتيكا – توظيف الجغرافيا لأغراض سياسية – تعتنق مبدأ قلب اليابس لماكندر الذي شكل الأساس العلمي الجغرافي للمشروع النازي والذي كان يري أن من يسيطر علي قلب اليابس المعروف الذي يمتد من جنوب سيبريا واقدام الأورال وحتي سواحل الأطلنطي – السهل القاري العظيم – يسيطر علي العالم … حلم توسعي خيالي ذو طبيعة إجرامية كعادة وطبيعة الغربيين دائما فإندفع كالمجنون يغزو روسيا ليغرق فيها ويلقي حتفه في نفس الوقت بالضبط الذي كان روميل يغرق فيه في بحر الرمال الأعظم علي ضفاف العلمين …في هذه المناسبة لايمكن أن ننسي كوزنتسوف ماريشال روسيا العظيم أثناء الغزو النابوليوني الذي خلده تولستوي الروسي الأعظم في ملحمته الخالدة " الحرب والسلم " ، كان صاحب فلسفة ، هكذا هم القادة العظام التاريخيين ، وقف ضد كل اركانه الشبان " المراهقين " طالبوه بالوقوف في وجه نابليون أولا ثم طالبوه بالإنقضاض عليه ثانيا أثناء الإنسحاب بعد فشل الحملة وكان الرجل يقول لهم دعوه ينزلق رويدا واحدة واحدة للمستقع الروسي الثلجي وكان يقول لهم لاتقطعوا عليه طريق الهروب أثناء الإنسحاب ، لم يكن نابليون يعلم ان فشل حملته علي روسيا – قوة بر – بعد أن فشلت حملته علي مصر – قوة بر – هي النهاية ، خلصت عليه إنجلترا بعد ذلك في واترلو وهذه هي نهاية من لايتعلمون من دروس التاريخ نابليون ثم هتلر ، المهم بعد ذلك عرفت الجيوبولتيكا مبدأ آخرا وهو عنق اليابس لضابط الأسطول الأمريكي ماهان وهو الذي يري بان من يسيطر علي عنق اليابس أو عالم المعابر الذي يسميه الألمان وهم أكثر دقة بالشرق الأدني أو يسميه الأمريكيون بالشرق الأوسط – العالم العربي مضافا إليه تركيا وباكستان وإيران ، يسيطر علي العالم… زادت أهمية هذا الشرق – الأدني أو الأوسط – بعد إكتشاف البترول حول الخليج – الذي يري البعض أنه فارسي أو عربي مش ده موضوعنا الأن – وشق قناة السويس وبعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية قررت الولايات المتحدة تبني هذه النظرية فتخلت عن مبدأ مونرو " مبدأ العزلة الإختيارية " لتتبني مبدأ إيزنهاور " مبدأ التدخل العسكري للسيطرة علي الشرق الأوسط " تطبيقا لنظرية ماهان ولإستكمال حصار الإتحاد السوفيتي – قوة بر – وكان الطريق إلي ذلك محاولة قطع رقبة نظام عبد الناصر – أكبرقوة بر في المنطقة – ومازالت الحرب مستمرة .
عود علي بدء … لماذا كل هذه المقدمة الطويلة أوالسياحة التي قد يري البعض انها لالزوم لها في الجغرافيا والتاريخ وعلم الوراثة والأدب ؟ هو ماسبق أن قلناه … الحرب مستمرة وما نراه اليوم في المنطقة وعلي أرض المحروسة هي حرب ساخنة وليست باردة كما يتصور بعض المراهقين ونذهب هذه المرة للعلم العسكري ونسأل ماهو الفرق بين الحرب الباردة والحرب الساخنة ؟ ببساطة الحرب الباردة هي الحرب التي تستخدم فيها كل أساليب الحرب من دعاية وتخابر وحصار إقتصادي وعلمي وتجاري وإغتيالات فقط – مفيش ضرب نار –والأن هل لنا أن نتسأل سؤالا مشروعا ... هل تتعرض مصر اليوم إلي حرب أم لا؟ هل هي حرب باردة أم ساخنة ؟ الإجابة نعم تتعرض مصر إلي حرب باردة وساخنة بالوكالة ….ماهو هدف هذه الحرب ؟ الإجابة القضاء علي مصر كقوة بر في هذه المنطقة …متي بدأت هذه الحرب ؟ بدأت هذه الحرب منذ عام 1954 ولم تتوقف منذهذا التاريخ ولو للحظة واحدة … كيف ذلك ؟ بعضا من إنعاش الذاكرة ومن التارخ القريب ، في عام 1954زار جون فوستر دالاس وزير خارجية الولايات المتحدة الضباط قادة ثورة يوليو وعرض عليهم بصراحة ووضوح الإرتباط بحلف عسكري تقوده الولايات المتحدة لمواجهة الإتحاد السوفيتي – قوة بر – ورفض الضباط لأن مصر كقوة بر ليس لديها مشاكل حادة مع أي قوة بر آخري كالإتحاد السوفيتي أو إيران ، ورفض دالاس هذا المنطق فعاد للولايات المتحدة وتشاور مع رئيسه إينهاور – حتي لاننسي – وبعث من هناك عبر قناة سرية مخابراتية حقيبة تحوي مبلغ ثلاثة ملايين دولار رشوة شخصية لعبد الناصر ، فقرر( الصعيدي القفل) ان يجعلها فضيحة مدوية بني بها برج القاهرة ، زاد الطين بلة أن ذهبت مصر بعد العدوان الإسرائيلي علي غزة 55 إلي الإتحاد السوفيتي – قوة بر – تطلب شراء أسلحة فوافق وكانت الأسلحة التشيكية ومن ساعتها لم تتوقف الحرب شوية باردة شوية ساخنة شوية مباشرة شوية بالوكالة مرة إسرائيل مرة إيران مرة تركيا وحتي لاننسي أيضا فإن الطائرات الإسرائلية التي هاجمتنا في67 وضربت بحر البفر ومصنع أبو زعبل كانت تدور ببنزين إيراني بعثه شاه إيران التي كانت قوة برإقليمية متحالفة مع قوة بحر إمبراطورية مجرمة – الولايات المتحده – وقاعدة أرضية ثابتة ومتقدمة لهذه القوة في المنطقة – إسرائيل – ننعش بذلك ذاكرة البعض الذي يخوض بغباء منقطع النظير معاركه الخطأ وليعلم بعض قصار النظر الدور التحرري لثورة الخوميني وليحسم العقلاء الفاهمون أمرهم فإيران الفارسية هي قوة بر تاريخية لم ولن تزول وانها بعد ضرب مصر- قوة بر إقليمية – من حقها ان تدافع عن أمنها القومي وأن تسعي لملء الفراغ الناشيء عن غياب مصر في مواجهة تركيا – قوة بر – وقاعدة إستعمارية عملية تسعي ان تكون أقوي قوة بر وبحر وجو في المنطقة إنها إسرائيل التي خلقت خلقا في 1948 ومن العجائب أن يفكر البعض في إزالة إيران ولايري غضاضة في بقاء إسرائيل .
ماذا نري اليوم ؟ يسعي نظام مابعد 30يونيو إلي إستعادة هوية الدولة المصرية التاريخية كقوة بر إقليمية " قوية " متحالفا مع قوة بر عالمية – روسيا – مستعيدا تقاليد العسكرية المصرية الراسخة :
1- التأكيد علي الهوية الوطنية والوقوف بحسم ضد تفتيت الوطن علي أسس دينية أو طائفية أومذهبية أو جهوية
2- بناء قوة عسكرية متنامية – القبضة الحديدية –
3- عدم التورط في أي نزاعات إقليمية علي أسس عشائرية أو قبلية أو مذهبية – حرب اليمن – ومحاصرة هذه النزاعات ومحاولة حلها سلميا – الوقوف بجانب سوريا الدولة –
4- محاولة الحشد والتعبئة داخليا لتحسين شروط وظروف المعركة – الباردة والساخنة – الدائرة الأن بحق وإن كان البعض لايراها لقصر نظره أو لايدركها لخلل في عقله أو لايرغب في خوضها لأنه فقد كرامته ورجولته منذ زمن .
نصل الأن إلي سؤالنا الوجودي …….هل تسقط مصر ؟ بالطبع بالجغرافيا والتاريخ والوراثة وحتي الأدب لايمكن تحققه ، إنها أقدار إلهية ومسيرة إنسانية ، ليس إيمانا صوفيا ولكنه قراءة موضوعية للواقع والتاريخ ، ولكن هل يعني هذا أن النصر متحقق دون أن نسعي إليه ، بالطبع لا ، يجب السعي بالعمل والعلم وليس بالجهل والمراهقة السياسية التي تجعل بعضهم بجهل أو بغباء يعتقد أن الطريق لمصر الحديثة القومية يمكن أن يتحقق بصراخه المعتوه " يسقط حكم العسكر " …كيف الطريق لذلك هذا موضوع حديثنا القادم


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.