مرض ملتحمة العين يهدد سكان المطرية بالدقهلية المرض ظهر بمدرسة العروبة وانتقل إلى باقى المدارس بسرعة البرق لا يخلو بيت من مصاب بالملتحمة بالمطرية الصرف الصحى والزراعى للقاهرة الكبرى والقليوبية الذى يصب فى بحيرة المنزلة من أهم أسباب المرض مدينة المطرية هى إحدى مدن محافظة الدقهلية التى تقع على بحيرة المنزلة ، ويعمل الغالبية العظمى من سكانها بالصيد ، ونظرا لتلوث البحيرة وانتشار القمامة بالمدينة بشكل كبير ، عانى السكان فى الفترة الأخيرة من الإصابة بمرض ملتحمة العين والذى أرجع البعض السبب فى الإصابة به إلى التلوث الذى انتشر بالبحيرة والمدينة ، حتى أن أطفال المدارس أصيبوا جميعا بالمرض وانتقل منهم إلى أسرهم ومن شخص إلى آخر حتى أصاب 90 % من سكان المدينة ،ووصلت نسبة الاصابة به الى 1820 حالة بالدقهلية و200 بورسعيد و48 حالة بدمياط بعد عشرة أيام من ظهوره . ( الزمان المصرى) انتقلت إلى موقع الحدث والتقت بالأهالى والمرضى المصابين:- فى البداية يقول أحمد إبراهيم أبو سمره 12 سنة أحد الحالات المصابة بالمرض : أنا طالب فى مدرسة طارق بن زياد ، انتقل المرض لى من أصدقائي فى المدرسة منذ 4 أيام ، وأعانى من التهابات شديدة بالعين واحمرار وتورم فى الجفون ودموع مستمرة . والكارثة أنه انتقل إلى شقيقتى 11 سنة من مدرسة ابن سلام الابتدائية والدكتور وصف لنا مرهم وقطرة ومكنش عارف سبب المرض. وتلتقط دينا السيد الكفراوى الصف الرابع الابتدائي مدرسة ابن سلام الابتدائية طرف الحديث قائلة: كل أصحابى فى المدرسة مصابين بالمرض والعربية تأخذهم إلى المستشفى لتوقيع الكشف الطبى عليهم . ويؤكد عبد الرحمن أبو النور أحد سكان المدينة : بدأ ظهور المرض فى مدرسة العروبة ، حيث أصيب أطفال المدرسة بالمرض وانتقل منهم إلى زملائهم ، وأصيب بالمرض 10 أطفال من مدرسة النصر ، وكذلك العاشر من رمضان والإرشاد وطارق بن زياد والعقبيين ويقول حمدى محمد السيد أحد الأهالي : انتشر مرض ملتحمة العين وأمراض أخرى فى القرية بسبب التلوث الذى يحيط بنا من كل مكان سواء من بحيرة المنزلة التى تقع عليها القرية مباشرة أو من عدم نظافة الشوارع وانتشار القاذورات وإلقاء السيدات بالطيور النافقة من أعلى سطح المنزل إلى الشوارع ، وعدم وجود عمال للنظافة لرفع هذه المخلفات وتتحلل الطيور فى التربة مما يصيب أبناء القرية بالأمراض ، خاصة أن المياه التى تصل إلى المنازل ضعيفة فيؤثر على النظافة الشخصية وهكذا ، أضف إلى ذلك الإهمال الطبى بمستشفى المطرية . ويضيف اللواء طيار أركان حرب السيد خضر والمرشح لعضوية مجلس الشعب ..مدينة المطرية بها كثافة سكانية عالية والمنازل صغيرة جدا ويعيش بالمنزل الواحد من 5 إلى 6 عائلات ، ولذلك تنخفض النظافة الشخصية ، ومرض ملتحمة العين مرض مجهول الأسباب إلى الآن ، ولكن من المحتمل أن يكون السبب فى الإصابة به التلوث الناتج عن بحيرة المنزلة لأن الصرف الصحى والزراعى للقاهرة الكبرى والقليوبية يصب فى البحيرة ، وأيضا القمامة التى تغرق بها كل الشوارع والسبب فيها السلوك العام للمواطنين ، وعدم توافر عمالة للنظافة بسبب ضآلة المرتبات ، وتوقف مصنع المطرية لتدوير المخلفات عن العمل منذ 7 سنوات حتى تحولت معدات المصنع إلى خردة . ويتحسر السيد ابراهيم عيد على وضع المطرية قائلا : لا يوجد أى اهتمام من المستشفى بالمرضى ولا يوجد أطباء بها ، والعلاج الذى يصفه لنا الأطباء نقوم بشراءه من الصيدليات لعدم توافره بالمستشفى بصفة مستمرة وانتشار المرض فى المدينة بهذه الصورة يرجع إلى الإهمال الطبى وعدم نشر الوعى اللازم بين الأهالى . وعن أسباب المرض يقول مصطفى الشناوى 30 سنة أحد المصابين بالمرض : سمعت أن السبب فى ظهور المرض هو التلوث الناتج عن بحيرة المنزلة وانتشار القمامة والطيور النافقة فى الشوارع ، والمرض ينتشر بطريقة سريعة جدا فقد انتقل منى إلى والدى فى اليوم الأول . وعقب الانتهاء من الحديث مع الأهالي كانت عقارب الساعة تشير إلى الخامسة والنصف مساء فتوجهنا إلى مستشفى المطرية للتعرف على الإجراءات اللازمة التى اتخذتها المستشفى للتسلح ضد المرض ، وللأسف لم نجد بالمستشفى سوى طبيب واحد فقط وهو الدكتور على فراج فى الاستقبال ، وتظاهرنا بأن لدينا طفلة مصابة بالمرض ونريد توقيع الكشف الطبى عليها فقال " تعالوا بكره " مفيش دكتور عيون دلوقتى ، فأفصحنا عن هويتنا وطلبنا منه مقابلة مدير المستشفى فاتصل به تليفونيا وأحضره . تقابلنا مع الدكتور مختار عبد الهادى مدير المستشفى وبسؤاله عن عدم وجود طبيب متخصص بأمراض العيون إلى هذا الموعد فى المستشفى فقال : هناك نائب موجود فى الاستقبال بصفة مستمرة وفى حالة وجود أي حالة تحتاج إلى أخصائي يقوم بالاتصال به ويعلمه بذلك ، وعلاج ملتحمة العين موجود بالمستشفى وهو منقسم الى جزأين: جزء تم عن طريق التأمين الصحى والآخر يتم عن طريق المستشفى ، ونفى أن البعض يقوم بشراء العلاج من صيدليات خارج المستشفى بحجة أن العلاج متوفر بصفة مستمرة ، حتى أن المريض يوقع الكشف الطبى بجنيه واحد فقط . وعن مرض ملتحمة العين يقول دكتور نعيم محمود عرنوس : ينتج مرض ملتحمة العين عن طريق فيروس (أدينو) وهذا الفيروس منتشر فى كل مكان ويزداد انتشاره وتاثيره بسبب عدم النظافة وانتشار التلوث فى البيئة ، ويرجع سبب انتشاره فى المطرية إلى انتشار القمامة فى المدارس وحول المدارس حتى أن بدايته كانت فى إحدى المدارس وهى مدرسة العروبة ، وينتقل المرض من شخص إلى آخر عن طريق ملامسة أدوات المريض أو الاتصال المباشر بالمريض ، ويعمل الفيروس فى الفم والأنف والحنجرة ويؤدى إلى ارتفاع درجة الحرارة ، ومن مضاعفاته الإصابة بالكحة ، وعلاج المرض بسيط جدا من خلال أي قطرة للعين تحتوى على الكورتيزون ، ويشفى المريض خلال 48 ساعة ، وتكون الوقاية من المرض بالحفاظ على النظافة الشخصية ونظافة البيئة وعدم التعرض المباشر للمريض . وعن المرض وطرق الوقاية والعلاج يقول الدكتور طارق النجار استشاري جراحة العيون بمعهد بحوث أمراض العيون : تعتبر الملتحمة هى الطبقة الرقيقة المبطنة للجزء الخارجى من العين والجزء الداخلى من الجفون، والتهاب الملتحمة يأتى فى الصورة الحادة منه نتيجة للحساسية أو العدوى الفيروسية أو البكتيرية، كما يمكن حدوثه بعد إصابة العين نتيجة تعرضها لأحماض أو قلويات. كما أن هناك نوعا شهيرا لالتهابات الملتحمة يحدث للأطفال أثناء الولادة، وذلك نتيجة حدوث تلوث بكتيرى للعين أثناء الولادة نفسها.ونستطيع تقسيم التهابات الملتحمة على حسب الأجزاء التى تعرضت للإصابة فى العين، فقد تكون الملتحمة فقط هى المصابة بالالتهابات، وقد يمتد الالتهاب إلى الجفن أو القرنية أو الصلبة وفى هذه الحالة قد يؤدى إلى العمى وخاصة مع التهابات القرنية. وبالنسبة للالتهاب الفيروسى عادة ما يصاحبه نزلات برد والتهاب فى الحلق، وأهم أعراض الالتهاب الفيروسى للملتحمة هو احمرار العين باللون الوردى، ووجود دموع غزيرة مع درجات متفاوتة من حكة بالعين، كما تشهد الأعراض وجود بعض الإفرازات الخفيفة ويحدث انتفاخ فى الملتحمة نفسها التى قد تمتد إلى الجفون والغدد الليمفاوية وعادة ما يبدأ الالتهاب بالإصابة بعين واحدة، ولكنه ينتشر بسهولة شديدة للعين الأخرى. وينصح فى هذه الأثناء باتباع التعاليم الصحية بحيث يقوم المريض بغسل اليدين بصفة متكررة ويفضل استخدام المواد المطهرة لليدين، كما ينصح بعدم لمس العين واستخدام فوط مخصصة لكل شخص، وينصح بعدم مصافحة الآخرين كثيرا، وذلك للحد من نقل العدوى الفيروسية عندما يصاب الشخص بهذا المرض. ويؤكد النجار أنه بالنسبة للعلاج فالهدف منه هو تهدئة الأعراض وليس علاج الفيروس نفسه، حيث يتم شفاؤه ذاتيا بعد فترة معينة قد تصل من 2 : 5 أيام وقد تستمر هذه الفترة أطول إذا حدثت مضاعفات جانبية وامتد الفيروس إلى أجزاء أخرى من العين.أما عن طرق العلاج فتشمل استخدام كمادات ماء بارد للعين واستخدام القطرات المرطبة والتى يفضل وضعها داخل الثلاجة لكى تعطى تأثيرا بالارتياح عن طريق البرودة المكتسبة. وينصح بعدم استخدام القطرات التى تحتوى على الكرتيزون خاصة فى الحالات الوبائية من هذا الفيروس، وأعنى بالوبائية أى عندما يصاب عدد كبير من المرضى فى آن واحد، حيث إن الكرتيزون يقلل من المناعة السطحية للعين وبالتالى قد يتسبب فى تطويل فترة المرض، وينصح باستشارة الطبيب المعالج عند الشعور بالأعراض.ويشير إلى أن هذا المرض ينتشر مع تلوث الجو والعادات الصحية غير السليمة التى تساعد على انتشار الأمراض الفيروسية، كما أكد على عدم ارتباطه بسن معينة فيمكن أن يصيب جميع الشرائح العمرية. وهناك نوع آخر غير النوع الفيروسى المنتشر يسمى بالالتهاب الملتحمى البكتيرى، يقول الدكتور وليد حازم عطية أستاذ طب وجراحة العيون بكلية الطب قصر العينى :إن التهاب الملتحمة الفيروسى إما أن يكون فيروسيا أو بكتيريا، وهما ينتقلان بنفس الطريقة بسبب قلة النظافة، ومدة المرض لا تتعدى الأربعة الأيام ليختفى بعد تناول المضادات الحيوية والاهتمام بنظافة العين.والفيروسى ينتشر بشكل أكثر من البكتيرى حيث يصاحبه حرقان وألم فى العين أكثر من البكتيرى مع وجود احمرار بمعدل أكثر من البكتيرى. وأهم ما يميز التهاب الملتحمة البكتيرى أن إفرازا ته تكون كثيرة، أما ما يتردد عن كونه سببا فى الإصابة بالعمى فهذا كلام غير صحيح على الإطلاق لأن مدة المرض قصيرة داخل العين.ومعظم الأماكن التى ينتشر فيها المرض هى الأماكن الريفية التى ينتشر فيها عدم النظافة والاحتكاك بالجراثيم، والمرض لا يستدعى القلق الذى تسببت فيه وسائل الإعلام ولا يسبب العمى على الإطلاق. وفى إطار هذا الأمر أشار دكتور محمد رمزى استشاري أمراض وجراحات القرنية، قائلا: إن هناك أنواعا كثيرة من الفيروسات قد تسبب المرض إلا أن الوقاية منه تتطلب الحصول على المضادات الحيوية للقضاء عليه والتهاب الملتحمة ليس له أعراض معينة من الممكن أن نعرفه بها سوى الاحمرار والحرقان والألم بالعين بخلاف ذلك لا توجد أعراض تميزه. إلا أن المرض يتطلب عدم استخدام أغراض الآخرين ويفضل أن يكون لكل شخص أغراضه الشخصية المتعلقة به مع الحرص على نظافة العين، ويمكن محاصرة هذا النوع من المرض بمنتهى السهولة، ولا خوف أبدا منه طالما تم الالتزام بالقواعد التى يشرحها الطبيب للمريض .