بعد مجموعته الشعرية الأولى "وشوم الضباب" الصادرة عن منشورات المتوسط 2014، يعود تمام هنيدي بمجموعة نصوص جديدة بعنوان "كما لو أني نجوت"، لتصدر أيضاً عن منشورات المتوسط. تتراوح نصوص المجموعة من القصير جداً كالتقاطات سريعة من الذاكرة السورية، أو نصوص طويلة كتبها في المنفى السويدي حيث يعيش منذ عامين ونصف. كلمة الناشر: يحاولُ تمّام هنيدي في مجموعته الشعرية الجديدة «كما لو أني نجوت» إيجاد صيغة جديدة للتآلف مع الماضي كما لو أنه حالةَ صمّاء لا يمكن تغييرُها، فيفتح الباب على ذاكرته لمواجهتها والانتقال منها نحو «الآن». وفي تشكّكٍ يشي به العنوان، يكتب نصوصاً لا تنتمي للثورة السورية أو لزمانها الزاخر بالانفجارات وحسب، بل تستفيد من فعل الشجاعةِ الذي تنطوي عليه هذه الثورة، لتعلنَ الرفض حيناً والحزن حيناً آخر. تبدو نصوص المجموعة محاولة استشفاءٍ شعرية من الآثار التي تركتها البلاد الموبوءة بالموت الرّخيص على جسد الشاعر. مجموعة التقاطات وأسئلة هادئة صامتة تحاول أن تترك أثراً وسط كمّ الأسئلة الذي أنتجه الحدث السوريّ، يطرحُها تمام هنيدي في «كما لو أنّي نجوت»، مستفيداً من البيئة الصامتة القاسية شمالَ العالم حيث يعيش في المنفى السويديّ، بعد نجاته غير المحسومة كما يقول عنوان مجموعته! من المجموعة: لولا الريح التي هبّت لما سقط العشُّ وانكسرَ البيضُ، كان يمكنُ للزغاليلِ أن تصيرَ طيوراً لولا الريح التي هبّت!. *** على كتفِ بركةِ قريتنا حيثُ النّسوةُ يجتمعنَ مع الدلاءِ والأواني، ينتظرنَ الرعاة، كنتُ أُمسِكُ ثوبَ جدّتي، خوفاً من الخراف، الخراف التي أكلتُ لحمَها عندما كبُرْت. *** الفرقُ بيننا كبيرٌ، كبيرٌ جداً ليسَ في بيتِنا ثريّاتُ كريستالٍ نخشى أن تتكسّرَ فيعتم المكان المكانُ الذي تدمّر، كانَ معتماً أصلاً لولا ضوءُ القذائفِ لما رأينا الطريق.. الشاعر تمام هنيدي تمام هنيدي: شاعر وكاتب سوري مقيم في السويد، من مواليد السويداء في الجنوب السوريّ، يكتب في الشعر والسرد، ونشرت بعض نصوصه في عدد من الدوريات العربية. تُرجمت بعض نصوصه وقصائده إلى الإنكليزية والسويدية. «كما لو أني نجوت»، مجموعته الثانية بعد «وشوم الضباب» التي صدرت عن منشورات المتوسط 2014.