مازال مسلسل ارتفاع الاسعار فى رمضان مستمرا هذا العام حيث ارتفعت أسعار المواد الغذائية وبالرغم من ذلك زاد إقبال المواطنين على الشراء، وارتفعت أسعار الياميش واللحوم والدواجن والخضروات ومنتجات الألبان. وتعانى الأسرة المصرية فى هذا الشهر الكريم من صعوبة توزيع ميزانية 30 يوما من نفقات الافطار والسحور والحلويات والفاكهة والياميش وبعض العزائم، إضافة إلى المصروفات العادية من فواتير تليفون وغاز وكهرباء ومياه ومواصلات ودواء وملابس،وفانوس رمضان. وفى جولة قمنا بها على الأسواق رصدنا حركة البيع والشراء وارتفاع الأسعار وآراء المواطنين في كيفية إدارة ميزانية رمضان والعزائم،فقال محمود محمد، صاحب محل دواجن، إن الأسعار في تزايد منذ أسبوعين، ووصل سعر الفراخ البيضاء 23 جنيها للكيلو والبلدي 28 جنيها للكيلو،وبط المزارع أصبح ب35 جنيها بعد أن كان ب20 جنيها، وتوقع محمود أن تظل الأسعار ثابتة على هذا المعدل حتى نهاية شهر رمضان. وأجمع عدد من تجار الخضراوات بسوق فى منطقة الجيزة على أن الأسعار في متناول الجميع، ولكن المشكلة في المواطن الذي أصبح لا يستطيع الشراء بسبب ظروف المعيشة الصعبة. وقال اسماعيل، بائع خضراوات، إن الأسعار في متناول الجميع ورخيصة الثمن، ولكن المواطنين لم يشتروا كما كانوا في السابق. وقالت السيدة عائشة-ربة منزل -إن الأسعار منعت بعض الناس من الشراء لوصول سعر البامية إلى 12 جنيها للكيلو،وكيلو الليمون وصل ل 15 جنيها، وأضافت أن كيلو اللحم الجملي ب55 جنيها،والكندوز ارتفع ليصبح الكيلو ب80 جنيها وانتقدت ارتفاع الأسعار بسبب غياب الرقابة على التجار. ارتفاع أسعار المكسرات وبالنسبة لأسعار الياميش، أوضح الحاج أحمد-تاجر جملة- أن الأسعار ارتفعت عن العام الماضى بنسبة 20%،ولكنه أكد في الوقت ذاته أن حركة البيع والشراء جيدة وهناك اقبال على الشراء بسبب خطوة الحكومة بصرف المرتبات قبل شهر رمضان بيومين، مضيفا:بعض الأصناف ارتفعت أسعارها عن العام الماضي مثل البندق المقشر والمكسرات بأنواعها، وقال إن الناس تشتري بشراهة، مشيرا إلى أن الغلاء في الأصناف المقشرة مثل المكسرات، وأن أسعار البلح تتراوح من 10 جنيهات ل 30 جنيها. جشع.. التجار وتقول سامية محمود- موظفة- يأتي شهر رمضان بميزانية خاصة فى كل بيت وتتزايد فيه نسبة الشراء، لكن للأسف كثيرا ما نتعرض للاستغلال بسبب جشع التجار، ولا يوجد اى ضابط يحكم السوق والأسعار فأسعار الخضار تختلف من منطقة إلى أخرى،فمثلا أسعار الخضروات فى إمبابة تختلف عنها فى المهندسين، وعن مخزون شهر رمضان لديها تقول يأتى الأرز فى المقام الأول ثم المكرونة والزيت. اقبال على الياميش ويتحدث شريف على -مشرف مبيعات بإحدى المحال الكبرى- موضحا أن هناك اقبالا على الشراء من ياميش والسلع الغذائية الأخرى ومنتجات الألبان ،لافتا أن مشتريات الزبون الواحد تتجاوز 300 جنيه، موضحا أن حركة البيع لم تتوقف طوال 24 ساعة وعن أكثر المنتجات التى يقبل المواطن على شرائها قال إنها اللحوم المستوردة والالبان والجبن و يصل سعر كيلو البتلو المستورد 41 جنيها والبتلو البلدى 65 جنيها والكندوز مستورد 34 والبلدى منه 55 جنيها. وقال مصطفى أحمد (52 سنة)،موظف"إن الدخل ثابت ولا يتغير في رمضان عن غير رمضان، والميزانية تكفي بالكاد و دون عزومات،أما مصاريف العيد من شراء ملابس وخلافه،فنحن ندبرها من نفقات البيت في الشهور التي تسبق رمضان، ولولا أننا في إجازة مدارس لواجهنا أزمة في رمضان،وقد نضطر عندما يتزامن رمضان مع موسم الدراسة في الاقتراض أو الدخول في جمعيات". الوضع المادى ..صعب ويؤكد أحمد عبد الرحمن مواطن مصري ويعمل محاسب- أن الوضع المادي صعب للغاية، فملابس العيد ستكلف مبلغا كبيرا، وغير ذلك، فهناك عزومات الأهالي في رمضان، قائلًا: ممكن أروح آكل في موائد الرحمن،مطالبًا الحكومة بوضع حد لجشع التجار. وقد أكدت تقارير صادرة عن الغرف التجارية أن هناك ارتفاعاً فى أسعار العديد من السلع الغذائية تشمل السكر والدواجن والبيض والدقيق، وارتفعت أسعار الياميش بنشبة 100% بالمقارنة بالعام الماضى نتيجة قلة المعروض فى السوق وصعوبة استيرادها. وارتفعت أسعار الخضروات بحوالى 70% مثل البطاطس التى ارتفع سعرها إلى 350 قرشا بدلا من 200 قرش، والفاصوليا الذى وصل سعرها الى 6 جنية، ويؤكد التقرير أن أسعار الخضروات دائما ترتفع قبيل شهر رمضان بحوالى أسبوع ثم تعود للانخفاض ثم يزيد سعرها قبل العيد، والسبب يرجع إلى الإقبال المتزايد على الشراء والتخزين لموسم رمضان والعيد خوفا من زيادة الأسعار ويرجع سبب ارتفاع أسعار الخضروات يرجع إلى ارتفاع الأسمدة الزراعية وتحكم التجار الكبار فى السوق. أما الألبان فى زيادة مستمرة حيث وصلت نسبة الزيادة إلى 15% ،فاللبن السائب وصل إلى 6.5 جنيه بدل 5 جنيهات عن العام الماضى، وسعر علبة الجبن الاسطنبولى العادى وزن 16 كيلو ارتفع من 245 إلى 285 جنيها، ووصل كيلو الجبن الرومى فى المتوسط الى 48 جنيها، ومن جهته أكد على أن ارتفاع أسعار الألبان المحلية يرجع إلى ارتفاع التكاليف كارتفاع عبوات وأكياس البلاستك، وارتفاع أسعار الزبادى فى المزارع، وهناك كثير من السلع ترتفع أسعارها ثم تنخفض مثل الزيت حيث وصل إلى 12 جنيه ثم انخفض إلى 9 جنيهات. الاسراف..ظاهرة مرضية ويرى الدكتور خالد عبد الفتاح أستاذ علم الاجتماع بجامعة حلوان،أن الإسراف في شهر رمضان، ظاهرة مرضية يعاني منها المجتمع المصرى والمجتمعات العربية بصفة عامة، وكل ما ينفق في رمضان في غير محلة يعتبر استهلاكا"بذخيا". وأضاف عبد الفتاح أن الصيام فريضة وليس مظهرًا اجتماعيًا وهذا يقتضي الاقلال من الطعام والشراب في هذا الشهر الكريم حتى يشعر الانسان بأخيه الإنسان الفقير الجائع طوال العام"، أما في حياتنا وعاداتنا وتقاليدنا الفاسدة جعلت هذا الشهر يستخدم في الإعلان عن ملذات الطعام والشراب والمكسرات التي لايسمع عنها الفقير إلا في المناسبات الرسمية. وأكد أن ما تنفقه الأسرة المصرية على الطعام في رمضان من مختلف أنواع المأكل والمشرب يفوق ميزانية أي أسرة بدعوى أن"رمضان" شهر كريم، مع أن القيم والمبادئ والتقاليد الجيدة تقتضي الإقلال من هذه المظاهر. تضاعف الاستهلاك ويشير الدكتور إيهاب الدسوقى، أستاذ الاقتصاد بأكاديمية السادات للعلوم الادارية إلى أن استهلاك المصريين للسلع الغذائية في شهر رمضان يتضاعف إلى 3 أمثال الشهور الأخرى، نظرًا لاعتقادنا أنه شهر إسراف في المائدة وزيادة الطلبات على سلع الطعام، وقال إنه لو طبق الصائمون معنى الاعتدال وعدم الإسراف خاصةً مع الزيادة في الأسعار، فمن الممكن أن يقل معدل الاستهلاك إلى النصف تقريبًا. وأوضح أن ثلث ما يشتريه المصريون من السلع الغذائية في رمضان يتم إهداره لأنهم يصنعون أطعمةً وحلوياتٍ تزيد عن احتياجاتهم، وتفسد وتُلقى في القمامة، وطالب المرأة المصرية بتقليل الكميات لخفض نسبة الإهدار. وأضاف أن التعامل الاستهلاكى خاطئ في رمضان على عكس المطلوب،حيث تنفق الأسرة المصرية ما يقرب من 50% من ميزانيتها على الطعام والشراب، وهذا التعامل الخاطئ يؤدي إلى حدوث تأثيرات سلبية على ميزانية الأسرة واقتصاد الدولة، نتيجة الإنفاق الاستهلاكي المتزايد وزيادة استيراد بعض المواد الغذائية والياميش،فضلاً عن تبديد مدخرات المصريين.