الناصرة «القدس العربي» من وديع عواودة: تمكنت عشرة أحزاب فقط من أصل 26 خاضت انتخابات الكنيست الإسرائيلي العشرين، من تجاوز نسبة الحسم (3.25) والوصول الى مقاعد البرلمان، حسب النتائج الأولية التي يفترض أن تعلن رسميا في وقت لاحق اليوم. لكن وخلافا لتوقعات كل استطلاعات الرأي التي كانت تساوي بين المعسكر الصهيوني والليكود، فقد فاز حزب الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو ب 30 مقعدا مقابل 24 للمعسكر، وهذا يؤهله إذا ما نجح في تشكيل ائتلاف يميني، من تشكيل الحكومة الرابعة ليصبح رئيس الوزراء الأطول خدمة. ووعد نتنياهو الذي زار حائط البراق الذي يسميه اليهود حائط المبكى، لتقديم الشكر على هذا الفوز، الذي جاء بعد حملة عنصرية فاشية شعواء ضد العرب، وتعهدات بأنه «لا انسحاب من الضفة الغربية ولا دولة فلسطينية ولا تنازل عن القدس ولا وقف للاستيطان». وأعلن عزمه على تشكيل حكومة في غضون 3 أسابيع والمفاجأة الثانية في الانتخابات هي فوز القائمة العربية المشتركة ب 14 مقعدا مقابل 12 حسب الاستطلاعات، لتصبح التكتل الثالث في الكنيست، وذلك للمرة الأولى منذ المشاركة العربية في الانتخابات الإسرائيلية. وستكون زهافا غالؤون رئيسة حزب ميرتس الإسرائيلي (يساري) أولى ضحايا هذه الانتخابات جراء النتائج المخيبة لحزبها الذي سيحصل وفق النتائج الأولية على 4 مقاعد فقط. وعلى صعيد ردود الأفعال فقد أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما، سيتصل خلال الأيام القليلة القادمة بنتنياهو لتهنئته بإعادة فوزه. وقال المتحدث جوش ايرنيست للصحافيين على متن طائرة الرئاسة، حسبما ذكرت وكالة رويترز، إن الإدارة ستقيم نهجها بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط بعد تصريحات نتنياهو الأخيرة، التي قال فيها إنه لن تقوم دولة فلسطينية في عهده. وأعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة أن المنظمة الدولية تنتظر من إسرائيل مواصلة عملية السلام «لتحقيق رؤية الدولتين إسرائيل وفلسطين». أما السلطة الفلسطينية فجاء ردها على لسان الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينة، إذ قال أبو ردينة إن الفلسطينيين غير معنيين بمن يكون رئيس حكومة في إسرائيل، وما نريده من أي حكومة أن تعترف بحل الدولتين، وأن تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، وعلى هذه القاعدة سنستمر في التعامل مع أي حكومة إسرائيلية، تلتزم بقرارات الشرعية الدولية. غير أن صائب عريقات عضو اللجنتين المركزية لحركة فتح والتنفيذية لمنظمة التحرير، فقد بدا أكثر صراحة في تصريحاته للإذاعة الفلسطينية الرسمية، إذ قال إن المجتمع الإسرائيلي اختار ألا يكون هناك شريك إسرائيلي في عملية السلام، واللجنة التنفيذية في اجتماعها اليوم ستنفذ قرارات المركزي بما فيها وقف التنسيق الأمني، وإعادة النظر في العلاقة مع إسرائيل، والتوجه إلى محكمة الجنايات الدولية. وعلى صعيد الفصائل في قطاع غزة فقد اعتبرت النتائج صفعة للمراهنين على اليسار وصعودا لخيار المقاومة. وأعلنت حماس انها تدرس باهتمام ما أسفرت عنه النتائج.