قال تعالى فى كتابه الكريم " ياأيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون " بهذا النداء الإلهى العظيم للمؤمنين الطائعين فرض الله تبارك وتعالى الصيام على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وجعلة ركنا أصيلا من أركان الدين وفريضة مفروضة على كل مسلم يعبد الله تبارك وتعالى على هذا الكوكب الأرضى . ويقول النبى الكريم صلى الله عليه وسلم "بنى الإسلام على خمس .. شهاده أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاه إيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلا "..رواة البخارى ومسلم ولتاكيد فريضة الصيام قال عز وجل " كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم " يقول المؤرخون أن القدماء مارسوا الصوم كما فى شرائع دياناتهم وكان المجوس يؤدون الصوم فى أيام معروفة وللهندوس طرق عديدة وغريبة فى الصوم واليهود يصومون تسعة أيام من الشهر العاشر من الأشهر اليهودية وأما النصارى فيصومون أياما مختلفة بطرق عديدة حسب طوائفهم وكان الفراعنة أكثر الشعوب صوما كنوع من العبادة ولتطهر الروح بالصوم لتكون مستعدة بدرجة عالية لتلقى الإلهام والعلوم الخاصة التى كانوا بتداولونها بسرية تامة فى معابدهم ،وكانت مدة صيامهم تتراوح مابين ستة أيام إلى تسع أسابيع وبعض الباحثين يقولون أن هذا الهرم يرجع إلى بقايا فروض ديانة إلهية إندثرت معالمها ونسبوها إلى نبى الله إدريس ثم حرفت هذه الديانة ودخلت الوثنية عليها . وجاء الاسلام وفرض الله الصيام وفق أحكام الشريعة بالطريقة المعلومة والميقات المحدد وشرع صوم النذر والتطوع والكفارات وغيرها .وقوله تعالى " لعلكم تتقون " يرشدنا إلى أهمية الصيام فى تقوية الإيمان وتأكيد الطاعة والخشوع والعبادة لله رب العالمين . ورمضان واحة روحية وارفة للمؤمنين ينالون فى ظلالها الأمن والرضا وإشراق الروح وهناء القلب ويتخلصون من عناء الحياة وظلماتها المادية التى زحفت على حواشى القلب بغيوم الهوى ودخان الشهوات ويصقل الصيام القلب فتنقشع عنه تلك الغيوم وتتراوح الشهوات بدخانها فتنتقد البصيرة وتضيء وعدها الصوم بطاقات من الصبر والجلد وتتربى عند الصائم ملكة الكفاح وينطلق منها إلى كل مجالات الحياة يباشرها بصوم جديد ويمضى إلى هدف ه بإرادة شابه ذلك أنه بدا منطلقا جديد تسلح له القلب وأبرزته الروح وصحت له الإرادة الحقة للحياة .