احتشد يوم الجمعة الماضية ما يقرب من مليونى شخص من كافة التيارات السياسية ولوحظ كثافة الوجود للتيار الإسلامي ويعد ذلك أكبر تجمع لهم بمصر في ميدان التحرير وعدد من المدن المصرية الأخرى بعد سقوط الرئيس المخلوع للمشاركة فيما سميت "مليونية الإرادة الشعبية وتوحيد الصف". وفي موازاة ذلك خرج عشرات الألوف من المتظاهرين في مدن رئيسية أخرى منها الإسكندريةوالدقهلية والفيوم وغيرهم . وشهد الميدان حضور أعداد غفيرة من معظم القوى السياسية لا سيما من جماعة الإخوان المسلمين والسلفيين وأفراد الشعب غير المنتمين لأى تيارات سياسية، حيث دعا المشاركون في جمعة الوحدة إلى تحقيق جميع مطالب الثورة.وشهد الميدان أيضا نصب أكثر من عشر منصات فى أرجائه. في هذه الأثناء كثفت اللجان الشعبية من وجودها الأمني على مداخل ومخارج الميدان، في ظل غياب تام لقوات الشرطة أو الجيش عن تأمين الميدان.وطالبت المظاهرة التي حملت اسم جمعة "الوحدة ولمّ الشمل" بتسريع محاكمات قتلة المتظاهرين السلميين خلال أحداث الثورة، وتطهير جميع أجهزة الدولة خاصة وزارة الداخلية من الفساد وأتباع النظام السابق، وتسريع محاكمة الضالعين في قتل شهداء الثورة من خلال جلسات محاكمة علنية وشفافة.وردد المتظاهرون هتافات "الشعب والجيش إيد واحدة"، وهو نفس المعنى الذي أكد عليه خطيب الجمعة لتحقيق أهداف الثورة.ووجّه رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي رسالة إلى المتظاهرين، تلاها نيابة عنه الشيخ عصام تليمة من على منصة الإخوان المسلمين حث فيها على الوحدة، ودعا إلى أن يؤدي كل مواطن دوره لبناء بلده.وقرر كثير من المعتصمين بميدان التحرير فض اعتصامهم اعتبارا من صباح السبت الماضى ، ومنح الحكومة وقتا لتنفيذ مطالبهم. اللافت للإنتباه أن عددا من ممثلي التيارات السياسية المدنية والدينية قد قرروا التخلي عن الشعارات الخلافية بهذه الجمعة بغية استعادة التوافق الوطني وإحياء أهداف الثورة، ولكن كانت الهتافات الإسلامية غالبة على الميدان مثل "لا إله إلا الله" و"إسلامية إسلامية"،"ويا مبارك يا عميل ..جالك أبو اسماعيل"..وظن السلفيون داخل الميدان بأنهم هم من قاموا بالثورة ،وتناسوا موقفهم المخذل مع بدايتها عندما أعلن كبيرهم بأن الخروج على ولى الأمر حرام ؛وبعد خلع الرئيس السابق علا صوتهم وانتشروا فى كل بقاع المحروسة ،وكلنا يعلم ماذا كان يفعل السلفيون إبان النظام السابق؟! ،واسألوا قيادات أمن الدولة السابقين والحاليين فى الأمن الوطنى ، فهذه كانت جمعة التوافق ،وكان هناك اتفاق مدد على توحيد الشعارات ،ولكن السلفيون لم يلتزموا ،وخلطوا الأوراق مع كل متظاهر يقابلهم بالميدان فيقفوا معه ويحاولون اقناعه بأن الدولة المدنية يتستر ورائها بعض المرشحين وهى فى الأساس دولة علمانية ،والإسلام هو الحل ،وبعضهم لا يفهم الفرق بين الدولة المدنية والدولة الدينية والدولة العلمانية،وهؤلاء قراءتهم التاريخية قليلة وحتى الإسلامية ،فأول دولة أسسها المصطفى صلى الله عليه وسلم كانت دولة مدنية ، والدولة العلمانية ..التى لا توجد أصلا عندنا..ظهرت لمواجهة الدولة الدينية فى أوروبا،عندما كانت الكنيسة فى يدها كل شىء وصك الغفران تمنحه لمن تشاء ،فعلى مدار التاريخ الإسلامى منذ أربع عشرة قرنا من الزمان زد عليهم قليلا لم يعرف الإسلام الدولة الدينية ؛فكما قلت الرسول صلى الله عليه وسلم أول دولة أسسها كانت مدنية ،وجاء من بعده الخلفاء الراشدون فصاروا على نهجه ،فلا تختصوا بالإسلام لأنفسكم ؛فنحن مسلمون مثلكم ومن الممكن يكون اسلامنا أقوى من إسلامكم لأنه لا يتبعه هواً ولا أجندات ،فأمريكا تطاردها الديون وتخشى من المد الشيعى ولذلك جلست معكم أيها الإسلاميون لمواجهة المد الشيعى بالمد السنى .وهذا سنفرد له فى الأيام القادمة. فما حدث من التيارات الإسلامية يوم الجمعة فى ميدان التحرير أفزعنا جميعا ،فليس من حق أى بنى آدم أن يخص نفسه بالإسلام ويكفر الآخر ،هذه الثورة جاءت على أكتاف شباب زى الورد من كافة التيارات السياسية من "كفاية و6ابريل والكرامة والجبهة والغد والوفد وشباب التجمع "وكللها الشعب المصرى بالانضمام إليهم ثم الإخوان ،أما السلفيون فلم نر منهم أحدا اللهم إلا بعد تخلى الرئيس المخلوع عن منصبه ، فلا تشغلونا بتفاهات الأمور ،ولن تعود مصر للقرون الوسطى ..ندعوكم للتكاتف والانخراط وسط القوى السياسية ،فإن لم تفعلوا ..فالشعب هو الفيصل بيننا وبينكم ..فهذا الشعب العظيم لم تعد تسيطر عليه كرتونة تموينية ولا كلاما معسولا ،فالشعب هو القائد والمعلم ،وإياكم من سخط الشعب.