كل من كتب على جبينه الالتحاق بالوظيفه( الميري) له موروثات يعتقدها بمرور الأيام ترسخت في عقله وأمن بها الا قليل. هذا مانراه. غير أن قلة من الموظفين برغم الظروف التي تفرض عليهم الا أنهم عند أول وهلة ينفكون فيها عن التزاماتها.. تجدهم وقد أنطلقوا بأفكارهم عبر الفضاء الواسع تعبيرا عما يجول بخاطرهم وتنفيسا عما كان مكبوتا من قبل ولايستطيعون البوح به. هذا واقع ملموس وهو أمر طبيعي. قد لايروق للبعض لاسيما من رضخوا لما ترسخ لديهم ومنه مثلا ليس في الإبداع أفضل مما كان.. الموهوبون ينتظرون فرصة الخروج من شرنقة وقيود الوظيفة أيا كان موقعها. الأمثلة على ذلك كثيرة الإبداع دائما يأتي بعد التحرر من القيد الذي يقف حجر عثرة أمام النبوغ والتميز. لذا معذور ن هم من يمتعضون لتحليق البعض خارج السرب هكذا يسمونه. وفي تقديري أن رجل الدولة الحقيقي ليس كما يعتقد البعض انه يكون مهللا ومطيعا لدرجة الاستكانة والخنوج ولكنه الكاشف لما يدور والكتابه بطبيعتها تعريه لما يظنه الناس مستورا شريطة أن يكون ذلك داخل ثوابت الدوله وعلى سبيل المثال فأنا مؤمن أن حركات التأسلم السياسي جلبت لنا الخراب والدمار وهذا لايعني أنني اقبل التفريط والتفسخ كلاهما خطر على البشر والحجر.. التغريد خارج السرب مطلوب بضوابطه. وهذا لايعجب بعض المسؤلين الذين ظنوا وبعض الظن إثم أنهم يجب أن يحظوا بقدر كبير من الهاله والتقديس. وهذه فرية يجب أن ينسلخ عنها كل من كان له قلب وعقل. الدول تبني بالمصارحة والمكاشفة لا بالسير وراء الركب وان كان يسير في الاتجاه الخطأ. معذورن وربما كان لهم العذر من تشبع بذلك فقد نبتوا في أرض قاحلة لانبت ولازرع.. .. وأذكر أنني في سنوات سابقة كنت اكتب كثيرا من مقالاتي بأسماء مبهمه حتى لا ينكشف الأمر وهو أمر معمول به في كبريات الجرائد العالميه. والشكر لأصدقائي الصحفيين الذين ساهموا في إخراج الكثير من المقالات الي النور والتي كان يصعب تذيلها باسمي والا كانت العواقب وخيمة..ومنها على سبيل المثال لا الحصر الحملة التي دشنتها على صفحات جريدة الاهالي في بداية التسعينيات عن أرض المشروعات بدميره مركز طلخا والتي تم اغتصابها وتضمنت الحملة ثلاث تحقيقات متتاليات وبعد أن تحررت الأرض. كان مقالي ( نجحت حملة الأهالي وتحررت أرض المشروعات بدميره) ومازلت مختفظا بالأعداد الورقية حتى اليوم…… **كاتب المقال