هل أسرتك فى امتحان؟ هل وطنك فى امتحان ؟ الإجابة تختلف من إلى ! ولكن "الحقيقة " ان الكل فى امتحان ، باعتبار التكليف وأداء حقوق العبودية؛ ولكن من منا يدرك تلك الحقيقة ان هذا الإدراك ، يحتاج إلى إيمان خاص؛ إيمان المتوجهون، الذى يظهر من خلاله الصادق فى الطلب والكاذب فيه؛ لهذا تتكشف الحقيقة عند الامتحانات والابتلاءات؛ ويظهر الخوافون من الشجعان؛ نعم يكون التمحيص ليعرف الذهب من الفضة من النحاس، والعبد أصالة فيما يقوم به يتعرض لمواقف عديدة ، فأحيانا يتمنى ان يصل إلى كذا ويكون فى هذا حتفه وهلاكه وقد يكون فى موطن لايأبه اليه وتكون رفعته فيه؛ فنحن على الحقيقة لاندرى مرادات الله تعالى فيما نقوم به ؛ لهذا المؤمن يسلم ويرضى بقضاء الله وقدره موقنا بان الخير فيما أراده الله تعالى ، بعد ان افرغ سعته وأخذ بأسباب ما كلف به بمرآة الكتاب والسنة ، التى تعطيه زاد الإيمان الصحيح، والتوجه الصادق إلى الله ، دون هوى او نفس او غرض دنيوى حقير ، فمن علا إيمانه علت همته، ومن عرف ما قصد؛ هان عليه ما ترك قال القشيري : [ " يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم00000" يعنى بمقابلتها بالشكر وتذكر ما سلف من الذى دفع عنك، يهون عليك مقاساة البلاء فى الحال0 وبذكرك لما أولاك فى الماضى؛ يقرب من الثقة بوصول ما تؤمله فى الاستقبال ، فمن جملة ما ذكرهم قوله : " اذ جاءتكم جنود 000" الاية؛ كم بلاء صرفه عن العبد وهو لايشعر، وكم شغل كنت بصدده وصده ولم تعلم، وكم امر صرفه ، والعبد يضج، وهو -سبحانه- يعلم ان فى تيسيره هلاكه، فيمنعه منه ؛ رحمة عليه، والعبد يتهمه ويضيق به صدره] فأرضى بما قسمه الله تعالى، واجتهد ان تكون عبد له فيما أقامك عليه؛ وواصل المذاكرة! مذاكرة الحق مذاكرة إيمانية واذا كنت فى ضيق، وكما يقال بلغت القلوب الحناجر؛ فتوجه إلى الملك العظيم وناده واحتمى به وقل: [ اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا] وانصب فان لذيذ العيش فى النصب؛ وتذكر ياصاح انك فى هذه الدار بامتحان واهنأ بما قسم الله تعالى لك وانظر ما أولاك به من نعم، شكرا وذكرا تزيد ياصاح؛ ولاتنسى ابداً عند الامتحان يعز المرء او يهان ?!