ولا انام إلا قليل00! قلت : لم ? قال : أفكر فى العيال ومستقبلهم وضيق الحال وكيف سأوفر لهم سكن او ازوجهم ! قلت : ماذا تعمل؟ قال : قلت : ماشاء الله مركز عظيم وعمل جليل! قال : ولكن لايكفي 000! قلت : ماذا تسكن ? قال : فيلا فى قلت : ما شاء الله قال : انها لاتكفى 0! نظرت اليه وانا اعجب لحاله ؟؟؟! وقد تلاحظ لى انه لايحمد الله على ما أولاه عليه من نعم ؛ حتى بات لايراها!!? فمن لايشكر نعم الله عليه ، فانى له فى الزيادة ! فانى له فى الراحة! فانى له الاطمئنان! احسب ان حالة محدثى هى " الضنك" فحينما يكون مع الإنسان تلك النعم ولايراها ولايحدث بها فحتما سيكون قلق مهموم حزين ، واحسب ان من يتأمل حاله فى " ذاته" سيجد عديد النعم التى تستوجب الشكر، فإذا ما عمى عنها فسيكون مآله كهذا المهموم ! وقد نأى بجانبه عن التحدث بنعم الله تعالى دون امتثال لقول الله تعالى: (( وأما بنعمة ربك فحدث(11) )) – سورة الضحى- فإذا رغبت فى السعادة فحدث بنعم الله ؛ طاعة وشكر ؛ وعندها ستوقى من القبقبة، والذبذبة، واللقلقلة، باعتبار انك ستكون فى المعية الإلهية؛ وسترى الفرح والبشر لانك ستتوشح " بالرضا" و " القناعة " وقبلهما الثقة فى الله ؛ فهو المدبر للأمر صاحب القضاء ، امره كله بين "كن فيكون" ، يعرف ما فيه صلاحنا وسعادتنا ، متى وكلنا أمرنا اليه ؛ بيقين وإيمان وأخذ بألاسباب هو امرنا بها؛ نعم قال لها : " هزى" نعم أرشدنا معلمنا وقدوتنا – صلى الله عليه وسلم – إلى التوكل الحق بلسان " تغدوا " وقد قال صلى الله عليه وسلم : (( من وقى شر قبقبة وذبذبة ولقلقة فقد وجبت له الجنة)) – القبقب: البطن ، الذبذب: الفرج، واللقلق: اللسان – ثم قال محدثى إلا تعلمنى دعاء يفرج همى مع وعد بالتحدث? قلت : نعم ، فقد أرشدنى استاذى عن جده – صلى الله عليه وسلم- قال: (( ما أصاب احداً قط هم ولاحزن فقال: اللهم انى عبدك بن عبدك بن امتك، ناصيتى بيدك ، ماض فى حكمك ، عدل فى قضاؤك ، اسألك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ، او أنزلته فى كتابك ، او علمته احداً من خلقك ، او استأثرت به فى علم الغيب عندك ، ان تجعل القرآن العظيم ربيع قلبى، ونور صدرى، وجلاء حزنى ، وذهاب همى ؛ إلا اذهب الله حزنه وهمه وأبدله مكانه فرحا )) فقيل : يارسول الله ، أفلا نتعلمها؟ فقال صلى الله عليه وسلم ؛ (( بلى ، ينبغى لكل من سمعها أن يتعلمها)) – أخرجه احمد – فابشر ياصاح وقم فحدث ?!