قمت فرحا من النوم فقد شاهدت " قرية جمصة البلد " مدينة إستراتيجية بعد أن استراح أهلها من عشوائية ممارسة مهنة الصيد وانتهاء معاناتهم بإقامة " مرسى عالمى للصيد " يسمح بدخول المراكب فى أمن ونظام والتزام وتشجٌع الكبار والصغار وتساوى الجميع فى الحقوق والواجبات وظهرت الدولة شامخة بإقامة الأبنية الأساسية من خلال ميناء دمياط العالمى والطريق الدولى الساحلى وشرطة متخصصة وإدارة محلية فاعلة ومجلس محلى شعبى وجمعية للصيادين ، ومصانع الثلج وتعبئة الأسماك وورش نجارة للمراكب وخدماتها ، ورأيت أن جمهور القرية قد تحولوا إلى خلية عمل متكاملة فانتهت كل المظاهر السلبية التى نتجت عن البطالة والظلم والجهل ، وأصبح الكل يعمل لخير ذويه ومدينته وخير الجماعة ،إلا أننى استيقظت على صوت " الريس إبراهيم " ينادى بصوت مسموع .. يا سيادة المستشار مركبى انكسر بالبوغاز ! وعجزت عن إصلاحه بعد تكرار ذلك وأنا لا أملك الحل ؟! وببساطة شديدة قال لى : تخيل عمق البوغاز واخد متر وبه أحجار فإذا بالمد والجزر أحيانا يجعل العمق أقل ! والمقاولون العرب تعمل لإنقاذنا ولكنها توقفت لعدم وجود ميزانية لإدارة الشواطئ ، حتى الكوبري المتهالك الموجود قبل البوغاز شارك فى المأساة فهو يحول دون المراكب الكبيرة والبحر ولا يعرف ما سبب الإبقاء عليه ؟ رغم أن شقيقه سبق وأن أصيب حال مروره بالمركب أسفله وارتفاع المياه فجأة . ثم قال لى بشكل حاسم : لقد تركت المركب بحالته الحزينة وجلست فى البيت ، وكما ترانى بهذا الشكل " أعيش الاكتئاب " ! فلقد توقف مصدر رزقي الوحيد بل و مصدر رزق عدد 14 أسرة أبنائها وعوائلها تعمل على هذا المركب وأنا وغيرى فى انتظار الفرج ؟! فقلت له " من أين الفرج ؟! قال: وعدنا نائب الدائرة المحترم أنه عرض المشكلة على السيد المحافظ والسيد الوزير والسيد رئيس مجلس الوزراء والسيد رئيس مجلس الشعب والجميع وعد بأن هذا البوغاز سيضحى مرسى عالمى للصيد وسيفرح أهل جمصة البلد قريبا ونحن لازلنا فى الانتظار رغم أن المشكلة قديمة ! إن بلدتكم أضحت مدينة وبها مرسى عالمى للصيد ! ضحك إلا أنه عاد وحادثني بشكل ساخر : هذا الكلام الجميل هو فعلا حلم لأننا نسمع عن الفرج الموعود منذ فترة قديمة ، ولكن أعتقد بعد أن توقفت عن العمل لانكسار المركب فضلا عن انكسار مراكب آخرين وانكسار حياتهم ، وتلك الرؤية الأخيرة سيكون الحل قريب !؟ المهم أنني حاولت أن أطمأن الريس إبراهيم وأوضحت له أن الاكتئاب واليأس ليس هو الحل بل أن هذا يعتبر بداية الموت وأنت شاب متفتح أمامك المستقبل كبير بالأمل والعمل والإصرار على معاودة طرق الأبواب حتى يضحى البوغاز مرسى صيد عالمي وفق منظور علمي وقانوني وطالما الحق واضح والمسلك قانوني والصبر دأبك فحتما سيتحقق المراد حتى وإن تأخر بعض الوقت .. غير أنه سألني .. يا سيادة المستشار أنت الآن أصبحت منا ولك بيننا إقامة حتى ولو مؤقتة وأنت مهموم بالحق والعدل . فهل نأمل مساعدتك ؟، فنظرت له قائلا ً : نعم سأساعدك والقرية ، طالما المبغى حق وسأجتهد بحكم الجوار أن أتحدث إلى معالى الوزير محافظ دمياط ،؟؟ ويقيني أنه مهموم مثلكم ومثلى بالحق ويدرك خطورة المسئولية ؟ مركبك وأقرانك ومشكلة البوغاز وحلها بمنهجية علمية وقانونية بعد أن أخذ بقريتكم إلى أن أصبحت " وحدة محلية" تابعة لمركز كفر البطيخ فى خطوة نحو التطوير والتحديث ولعله يرى رؤياى ويعمل وفق إمكانياته على تحقيق هذا الحلم العظيم حتى ولو كان تدريجيا ، والحق أننى فرح بهذه النهضة المشهودة بدمياط فى كل مناحى الحياة ولعل أبرزها ( خلوها من الأمية ) وعدم وجود بطالة لأن أبنائها تحترف الصنعة وتتقن العمل فأصبحت دمياط عالمية من خلال أبنائها وصناعتهم المتميزة ، وأيضا ميناء دمياط العملاق والذى أخذ بدمياط ومصر نحو التقدم ، لذا فأنني وأن كنت من أبناء الدقهلية إلا أننى أخطى بهذا السكن الهاديء بجمصة البلد أنشد الراحة وخدمة المجتمع والسعى معهم نحو حياه هادئة مستقرة آمنة وتلك منحة لا ينالها إلا من أخلص الوجهة لله وكأن عمله وكسبه عطاء وخير لكل الناس عندها فقط يكون من الأحرار الذين اختصهم الله بقضاء حوائج الناس . وأملى أن أرى عن قريب "جمصة الجديدة" بكل المعنى حقيقة شاخصة تساهم فى منظومة نهضة مصر وتقدمها .