المسرح ( يدخل الراوي بملابس حديثة الى مكان يوحي بأنه متحف يحاكي قصة معركة الطف ، يدخل من الطرف للمسرح ، تماثيل منتشرة هنا وهناك ، اصوات وقرقعة سيوف وصهيل خيول واصوات استغاثة على جانب الايمن للمسرح مجموعة تحمل كتب ورسائل حين يصل اليهم يسمع أصوات : اقدم يابن رسول الله انما تقدم على جُندٍ لك مجندة . اقدم يا بن رسول الله ، اقدم يا بن رسول الله . اقدم قد اينعت الثمار واخضر الجناب وانما تقدم على جند لك مجندة ) صوت : الى اين يا بن رسول الله ؟ فالقوم قلوبهم معك وسيوف عليك . صوت : لم اخرج اشرا ولا بطرا و لارياء انما خرجتُ طلبا للاصلاح في امة جدي صوت : اني اخير نفسي بين الجنة والنار فوالله لا اختار على الجنة شيئا … صوت 1: اقتلوا الرضيع اصوات : وما ذنبه ، ان كان للحسين ذنب فما ذنب هذا الرضيع . صوت : ذنبه انه من نسل ال محمد ، يا حرملة عليك بالرضيع صوت سهم ينطلق صوت : اللهم لا يكون عليك اهون من فصيل ناقة صالح الصوت 1: لا نريد ان نُبقي لهم على وجه الارض من باقية ، لا تبقوا لال محمد من ذرية صوت 2: عليَّ بالنار لاحرق البيت ومن فيه صوت : انتم تقاتلوني وانا أقاتلكم و النساء ليس عليهن جُناح . صوت 1 : عليكم بالرجل ما دام مشغولا باهل بيته فوالله ان فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن الميسرة . اصوات : قرقعة سيوف وصهيل خيول واصوات استغاثة . صوت 2 : ما بالكم انزلوا اليهم واريحوه . صوت زينب : واأخاه! واسيِّداه! وا أهل بيتاه! ليت السماء أطبقت على الأرض ، وليت الجبال تدكدكت على السهل . اصوات : هلموا الى الغنائم ، هلموا الى الغنائم . صوت : انا اخذت خاتم الحسين للبركة صوت : وانا جردتهُ من ثيابه للبركة ، ( اصوات ضحك ) صوت : اني اكتفيت بقيراط زينب بنت علي صوت : اما من ناصر ينصرنا الا من داب يدب عنا اما من مغيث يرجوا الله في اغاثتنا . اصوات : اقدم يا بن رسول الله انما تقدم على جند لك مجندة ، اقدم يا بن رسول الله ، اقدم يا بن رسول الله صوت : اما من ناصر ينصرنا الا من داب يدب عنا ، اما من مغيث يرجوا الله في اغاثتنا . ( الاصوات تتكرر ) اصوات : اقدم يا بن رسول الله انما تقدم على جند لك مجندة ، اقدم يا بن رسول الله ، اقدم يا بن رسول الله صوت : اما من ناصر ينصرنا الا من داب يدب عنا اما من مغيث يرجوا الله في اغاثتنا . الراوي: رأيتهُ في الجنوب يقارع الصهاينة ، لمحته في الشمال يصارعُ الطغاة ، فتشتُ عنه وجدتهُ بالسجون يبصقُ بوجه السجان ، كان هنا بالانتفاضة يهتف كلمة الحق بوجه الحاكم ويقول له انت ظالم ، رأيتهُ بالقدس يحمل الحجارة ويرجم المحتل ، هو الان يطبطب على اكتاف الفقراء في بيوت التجاوز ، يسكن معهم ويأكل معهم ويبات ليلته معهم ، اراه كل يوم يقود المظاهرات ضد الفاسدين ، ينزع العمامة من رأسه ويهتف ( انا الحسين بن علي آليتُ ان لا انثني ) . (الراوي بالتزامن مع حركات تمثيلية مصاحبة للنص حيث يدخل ام وطفل ورجل ) كنتُ صغيرا عندما البستني امي ثياب الحداد وعيناها تغرق بالحزن ، حملني ابي على كتفه و راح يهرول في العزاء لا زلت اذكرهُ كان يهتف (صوت تسجيلي لعزاء طويريج ، ابد والله ما ننسى حسيناه ( يتكرر الهتاف ) علمني ابي ان الحسين ثورة ضد الطغاة لذلك عشقت الحسين وعشقتث الثورة . الفرات كان هنا تتلاطم امواجه يريد ان يُقبلَ شفاه الحسين ، الفرات كان عطشانا ينتظر اللحظة التي يرتوي فيها من الحسين ، لكن القوم منعوه ، منعوا الفرات من ان يرتوي منه. صوت ( يصيح بصوت عال ) : انت ايها الفرات ، أنت ايها الفرات ، لن ترتوي من الحسين . الراوي : ( بأنفعال ) صرخ الفرات غاضبا ، كذبت يا هذا سابقى سبيلا لا ينقطع لعشاق الحسين ، سارتوي من شفاههم في كل مكان ستسمعون المنادي ينادي سبيل يا عطشان ، اشرب الماء واذكر عطش الحسين . صوت ضاحكا مستهزئ : لن تصل الى الحسين ، لن تقبل شفتاه . الراوي : هاج الفرات غاضبا يريد ان يعانق الحسين ، لكنهم منعوه ، صرخ الفرات يا حسين يا سيدي و سيد الماء والشجر وسيد هذه الارض ، معذرةٌ يا سيدي فالأمر فوق طاقتي وهاتان الضفتان تشبهان قضبان السجون ، ليتك تصل الي فأحطم القيود واكسر قانون ارتباطي بهذه الارض . هكذا كان حال الفرات ، ( يتجه الراوي الى الجهة الاخرى من المسرح ) اما هذه البقعة من الارض فكانت بقعة ميتة ليس فيها حياة فهي صحراء جرداء قاحلة و ما ان وطأت قدماه هذه الارض حتى دبَ فيها الحياة و نبت الشجر و تفتحت الزهور وحلّق الحمام صوب هذه الارض . السهام كانت تعتذر اليه وتسلم عليه قبل ان تخترقَ جسدَهُ المثقل بالجراح ، قبَّلته السيوف والرماح . قبل ان يسقط صريعا جاءت الريح فانحنتْ عند جرحهِ صرخت صوت : يا حسين يا جرح هذه الارض ويا بلسم الجراح . الراوي : نَحَبَت الريح عند راسه وحملت صوته الى كل ارجاء الكون ( والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد ) .