على ربى الأحلام سافرت دقات الفؤاد إليك تعزف لحن صبابتي فيك، أغنيات تترنم بها الحسناوات، يهفو قلبي إلى رنين شدوك الغاوي في حنايا أضلعي، تتسابق الأشواق في غزل أسطورة حنين ووجد شغف بك فاق المحال.. وآتيك بكل أمنيات الوصال وبهجة أنس اللقاء على جمرات الشوق، وأشواك هجر نبذته الروح ببهجة طيب الرجا وفرحة أحلام اللقاء. أيام قلائل ويتحقق الحلم يضمنا عش الزوجية بنيناه طوبة طوبة غزلنا جدرانه بأهازيج طيوب الوصال صبرنا واشتقنا وذوبنا على مجامر اللهفة وتباريح الهيام غادرنا وجع البعاد حددنا موعدًا للزفاف تأتيني أمك المتوفاة في المنام هي أسطورة العطاء، الأم المثالية كفاحها في تربيتكم وناضلها على شظف العيش صبرها والمعاناة وطيبة قلبها وصنوف شتى أسطورية العطاء أروع أمثلة الحب والفداء والعطاء تُحبك وتتبتل أنت في محراب ذكراها. تأتيني في منام هو ضرب خيال ربما شبه محال تطالبني بالتريث في الزواج منك!! عجبًا ما هذا الذي يحدث أحقيقة هذا أم سحر أراد فراق بيني وبينك؟! وتكرر منها المطالبة بالتريث والانتظار كأن بها تقول هذا الزواج محكوم عليه بالإعدام لا أريد أن يؤخذ ابني بظلمه لك.. عند معلمتي ألقيتُ بشكوكي وريب منامات تُقصيني عن تحقيق حلمنا أنس الوصل ورنين بهجة الزواج المأمول قالت: الحب بنيتي رقيق حالم حاكم يعيش في قمة الصدق هو صرح قوي راسخ الكيان في عقول وقلوب الأحبة تخدشه النظرة الساهمة، وتُغذيه وتشد عضده التضحية الإيثار والحرص على مشاعر كل طرف للآخر؛ بنبذ ما يُعكر صفو المحبة، للحب شروط وقيود غير موثقة مدموغة بالامتثال والفداء لراحة المحبوب، الحب بنيتي سلسبيله المودة والعطاء.. مازال عقلي يُنصت لمعلمتي الحسناء التي قضت عمرها في حب نادر لم تتزوج وفاء لحبيبها قالت: ماذا قالت لك أمه وهي من أفنت حياتها من أجله واخوته؛ الأمر جد خطير أذكري كافة الأحداث كيف أغمد حبيبك خنجره في خاصرة حبك له؟! قلت: معلمتي اكتشفت وجود علاقة بينه وبين إحداهن وحينما حدثته أنكر وأصر على وجودها وفاجأني بقوله: تجاهلي وجودها!! كيف أتجاهل وجودها؟ هو يؤلمني؟ يُكرر معلمتي بكل سفور وبلا أي أفول: تجاهليها لا أزيد!! ومما زاد الأمر قسوة تطاول الأخرى وتعديها عليَّ معلمتي برسائل مسيئة متعمدة باتفاق معه وإخباري أنها الأثيرة لديه، تم لها استحواذها عليه، وحين خيرته بيننا قال في تحدٍ غريب وغرور بغيض: لن أتخلى عنها هي لم تُخطيء في حقي! غُص حبي وانثنى يرمم جراحه بشظايا كبرياء قالت معلمتي: ارحلي فورًا لقد طعنك في خاصرة حبك له. طعنة تلو أخرى قلت: ثم قالت لي حبيبته: إنه يقصد إيلامك بتعمد ما يضايقك لترحلي !! قالت معلمتي: هذه الطعنة الثانية من خنجره في خاصرة الحب جعلته ينزف بقسوة التحدي، ولازال بالطبع يزعم أنه يُحبك أنت أليس كذلك؟! أجبت: نعم يؤكد في كلمات منتقاة معسولة عذبة: أنني نعمة الله له ومكافأة آخر الخدمة وهدية العمل الغالية الفريدة، وظهرت لي أمه حزينة لتقول لي: ابني "غبي" ضيع كنز ثمين من يده، لا أريده أن يتحمل ذنبك.. الغريب انه كان يعاملني بفظاظة وانتقام من زمان وكنت اتغاضى واعذره حتى كانت جرأته الفاحشة هذه مع حبيبته هذه. ولكن أمي الحنون الرقيقة الحالمة طبطبت على وتين القلب لأنها تحبه كثيرًا وتعامله كأنه ابنها زعمت أن الزواج يُعالج الأمور وبعده سوف يتركها طواعية بلا ضغط منكِ؛ الآراء معلمتي تتعارك تارة في عقلي وتارة بين أهلي وصويحباتي. المعلمة: لا يا بنتي حبيبك ضربك بخنجر في خاصرة حبك ضربة تلو أخرى، الزواج منه مقامرة غير محمودة العاقبة لن يُصلح حاله هذا الحبيب سقط بجدًّارة في أول اختبار لمحبته لكِ من البداية ويستحق مغادرتك حفظا لكرامتكِ وامتثالًا لمحبته للأخرى الساكنة في عقله وقلبه ألم يقل لكِ: لن أتخلى عنها لم تخطيء في حقي! ليس هناك أبلغ من هذه العبارة لتعلمي أنه يُريدها هي لا أنتِ! قلت: وقبلها قاللي حين هددته بهجره قال: رفعت راية الاستسلام ورحلت بدري قال معلمتي: هو بغيركِ مشغول ما يربطه بك عمل وحين الانتهاء من العمل سوف يُفاجئكِ بتصرفات تُزيحك وتنفرك من التعامل معه.