ارتفاع أسعار مستلزمات المدارس دفع كثيرا من الأهالى الى شراء السلع الصينية والهندية التى تجتاح الأسواق وسط مخاوف من افتقادها الجودة ومخاطرها الصحية ، وهنا أثيرت التساؤلات عن سبب غلاء الأسعار وما اذا كانت المعارض الرسمية تقدم تخفيضات حقيقية ومدى تفعيل آليات الرقابة على الأسواق حتى لايتسلل الخطر الى التلاميذ من خلال أدوات المدرسة المهربة ؟. وفى محاولة للإجابة ، قمنا بجولة فى المكتبات وأسواق الجملة والتجزئة والتقى عددا من المشترين والتجار والمسئولين والخبراء : أدوات ..مستوردة سامى السيد مدير حسابات بمكتبة أدوات مدرسية فى المهندسين قال إن علبة الأقلام الجاف التى كانت تباع ب10جنيهات أصبحت ب15جنيها ، وبررغلاء الأسعار بان 90% من الأدوات المدرسية مستوردة من الخارج، حرصا على الجودة وفارق السعر يرجع لارتفاع سعر الدولار أمام الجنيه المصرى، أما الكشكول فيختلف سعره حسب نوعه وجودته ووزن وعدد الورق، ف"الرزمة" التى تحتوى(10 كشاكيل 60 ورقة ) سعرها 15 جنيها ،مقابل 18 جنيها للنصف دستة التى بها ( 6 من كشاكيل من 100ورقة ) .ويتراوح سعر الكشكول السلك ال100 ورقة من الحجم الكبير بين 6 إلى 7.5 جنيها، فيما يتراوح سعر نظيره الصغير بين 4 إلى 5 جنيهات، أما الكشكول 250 ورقة ما بين 14 إلى 16 جنيها، ويبلغ سعر الحجم الصغير منه حوالي 7 جنيهات مشيرا لوجود كشاكيل فاخرة عليها صور النجوم مثل كشكول "أبوتريكة" 100 ورقة بسعر 7 جنيهات للواحد . وصنف أقلام الحبر الجاف حسب دولة الصنع، فدستة الأقلام المصري تبدأ من 6 جنيهات وتصل 15 جنيها، ومتوسط سعر العلبة الهندية 10 جنيهات والصينية 7 جنيهات . ارتفاع فى الأسعار وفى سوق الجملة بالفجالة المتخصصة فى الأدوات المدرسية ،قال محمد حسين أحد بائعى الكراسات والكشاكيل إن سعر الكشكول 100 ورقة يتراوح بين جنيه و 2.5 جنيه ، فهناك ارتفاع فى السعر عن العام الماضى يتراوح بين 15 و30% حسب السلعة ونوعها ، فمثلا الكراسات التى كانت ب75 قرشًا السنة الماضية أصبحت ب جنيه، نتيجة ارتفاع سعر البنزين حيث تسبب فى زيادة تكلفة النقل على السيارات التى تحمل الأوراق والمستلزمات من المصنع إلى المكتبات وبالتالى يعوض التاجر هذا الفارق برفع أسعار الأدوات المدرسية. وألمح الى أن بعض التجار يخرجون المخزون المتراكم فى المخازن من العام الماضى لبيعه فى بداية الموسم الدراسى، وبالتالى يربحون فارق الأسعار بين العامين . والتقط خيط الحديث زميله على البرنس، قائلاً:أسعار الأدوات المدرسية الأخرى مثل الأقلام والبرايات والأساتيك، لم ترتفع كثيرا ، فسعر دستة الأقلام الرصاص زاد 50 قرشاً فقط، والبرايات نفس السعر لكن ممكن تشترى القلم الواحد بالمحال التجارية التى تبيع بسعر التجزئة بحوالى جنيه ،وتتفاوت أيضاً أسعار القلم الرصاص، فالدستة من الصيني التى تحتوي 12 قلماً تباع ب 6 جنيهات، كما تتكلف الهندية 8 جنيهات، في مقابل 12 جنيهاً للماركة الإندونيسية . وهنا أكدت الحاجة هنية بائعة بالسوق أن البضائع الصينية عليها إقبال أعلى من غيرها لانخفاض سعرها، حيث يبلغ سعر القلم الرصاص الصينى 25 قرشًا للجملة، مقابل 50 قرشًا للقطاعى، بينما يبلغ سعر القلم المصرى 100 قرش للجملة و150 قرشًا للقطاعى ، وأوضحت أنه يوجد منها نوعان من الأقلام الرصاص الأول خشبى والثانى مصنوع من الورق المضغوط.، وفى لقاء مع منار فتحى موظفة و أم لطفلين بالمدارس ،قالت إن أدوات المدرسة لا تقتصر على الكشاكيل والكراسات والأقلام ، فالمدارس حاليا تطلب أبحاثا على الكمبيوتر خاصة فى الاعدادى والثانوى وبالتالى نشترى للأولاد "ماوس" بين 15 و25 جنيها وأوراق طباعة يصل سعر "الرزمة " 25 جنيها و"الدباسة" من 4 إلى 12 جنيهًا حسب الحجم . وأضافت أن الغلاء يمتد الى الأحذية التى يتراوح سعرها بين 100 الى 250 جنيها والحقائب التى تبدأ أسعارها من 25 جنيها وتصل 300 جنيه، حسب حجم الحقيبة وخامة الصنع، وتصل أسعار الشنط التي بها رسومات بارزة ما بين 60 و180 جنيها، و عادة الحقائب المصنوعة من أقمشة الجينز والمزودة بالرسوم والتقاليع تكون عالية السعر مؤكدة أن الأهالى يشترون الحقائب الجيدة حتى لو كانت غالية لأنها ممكن تعيش عامين وتؤثر على صحة الطفل ومفاصله إن كانت رديئة . وتابعت أنه "بخصوص ملابس المدارس، فالمدرسة تشترط زيا محددا لا نجده الا فى أماكن معينة أيا كان سعره الذى يصل الى مئات الجنيهات بينما هناك أزياء بالمعارض الحكومية أقل بنسبة 25 % مع ضمان جودتها حيث وصل سعر الزى الأولادي (قميص وبنطلون وكرافتة) بين 80 و100 جنيها ، بينما يتراوح زى الفتيات بين 120 و140 جنيها". معارض مستلزمات المدارس فيما قال منصور عبدالحفيظ "موظف" : "الجنيه يفرق مع من لديهم 3 أبناء بالمدارس ودخلهم محدود،فأنا مثلا موظف لم يستطع تلبية احتياجات جميع الأبناء هذا العام بسبب ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية، وسمعت عن معرض مستلزمات المدارس المقام بالترجمان حتى 30 سبتمبر ، فذهبت اليه بالميكروباص وهناك لمست انخفاضا فى السعر لكنه ليس كبيرا ولا أعلم ان كان مرتبطا باجتياح السلع الصينية أم أن هناك رقابة على جودة السلع . أما فى معرض "مستلزمات المدارس" بمبنى الصندوق الاجتماعي بأرض المعارض بمدينة نصر، فيصل سعررابطة من 10 كشاكيل إلى 17.5 جنيهًا، ونظيرتها من كشاكيل ( 80 ورقة) إلى 15 جنيهًا، وال 60 ورقة إلى 11 جنيهًا، والكشكول السلك 200 ورقة إلى 17.5 جنيهًا وال 100 ورقة 10 جنيهات رغم أن الكشكول الواحد يباع ببعض المحال فى ب7 جنيهات . حملات.. التفتيش وحول حملات الرقابة على الأسواق وضبط السلع المهربة والمغشوشة ، أكد جمال ثابت مدير الرقابة والغش التجارى بوزارة التموين تكثيف حملات التفتيش على كل ما يُباع للمستهلك،وبالنسبة للسلع المستورة يتم التأكد من إجراءات الإفراج الجمركى عنها، وأن الأوراق الخاصة بها سليمة بشكل كامل، لمنع دخول منتجات مهربة وغير مطابقة للمواصفات من الخارج إلى السوق وفق القانون رقم 48 لسنة 1994،الخاص بقمع الغش والتدليس، حيث تنص بنوده على الرقابة على المنتج الشكلية والداخلية وفقًا للمواصفة الخاصة بكل منتج. وأضاف أن القضاء على ظاهرة الغش التجارى لن تتحقق إلا بالقضاء على صناعات "بير السلم" للحفاظ على صحة التلاميذ ، مشيرا الى أن هناك شكاوى موجهة من شركات ومؤسسات صناعية ضد الشركات الأخرى المقلدة لعلامتها التجارية أو للمنتج نفسه، بما يسبب خسائر لهذه الشركات. وأرجع حمدى جعفر، عضو شعبة الأدوات المكتبية بالغرفة التجارية بالقاهرة، ارتفاع أسعارأدوات المدارس من 15 إلى 20% إلى عدم تعامل الجمارك بالفاتورة والمحاسبة الجمركية على الطن، مما رفع السعر 400 دولار تم تحميلها على المستهلك. وبررعزوف الأهالى عن الشراء من المحال التجارية وإتجاههم الى المعارض والأسواق الرخيصة بالعبء المادى الناتج عن تداخل موسم عيد الأضحى مع دخول المدارس، حيث إن هناك انخفاضا في الأسعار بنسبة 20 بالمئة مقارنة بالأسعار في المكتبات . الجودة ..أولا أما أمير الكومى رئيس جمعية المراقبة والجودة لحماية المستهلك فحذر من الاقبال على المنتجات الصينية والهندية هربا من غلاء الأسعار دون التحقق من جودتها أو التنبه لمخاطرها خاصة الأقلام الرصاص التى ثبت ما تحمله من نسبة كبيرة من الزرنيخ والرصاص تصل عشرة أضعاف النسب المسموح بها عالميًا، مما يصيب الأطفال بالأنيميا وتلف الجهاز العصبى وتدمير الذاكرة وفقر الدم وربما تصل أخطارها الى التسمم حيث تستهلك مصر سنويا 400 مليون قلم رصاص.. أكثر من ثلثهم مجهول المصدر ويباع بعيدا عن الجهات الرقابية . وأكد أن القانون يلزم المستوردين بشهادة جودة لهذه المستلزمات المستوردة قبل دخولها لمصر، ولكن هذا لا يتم تطبيقه في ظل التحايل على القوانين خاصة مع بداية العام الدراسي . وطالب بتوعية المسنهلك بكيفية اكتشاف السلع المغشوشة لأن عادة البيانات المدونة عليها تكون غير مكتملة، ومن حيث الشكل الخارجى ، لا يستطيع المستهلك تمييزها بسهولة لأنها تكون مقلدة بحرفية شديدة ، فهناك على سبيل المثال العلبة الأصلية من قلم رصاص «ف. ك» سعرها 12 جنيهًا، بينما يبلغ ثمن المقلد منها 8 جنيهات للعلبة بسبب فرق الجودة حيث يتم لصق "استيكرز" بهوية غير حقيقية لبلد الاستيراد الخاصة بها، مما يؤثر على سوق الشركات الرسمية والمحلية فى مصر. ونبه الكومى الى أن " مصانع بير السلم" تساهم بشكل كبير في تفاقم ظاهرة السلع المغشوشة المنتشرة بالأسواق ، والتي تمثل حوالي 40 % من حجم السوق لافتا الى التأثير السليي للمنتجات والسلع المغشوشة علي الاقتصاد القومي من خلال تضررالشركات العالمية لعدم قدرة منتجاتها علي المنافسة داخل السوق المصري نتيجة لعدم حماية العلامات التجارية خاصة أن العقوبات غير رادعة، حيث لا تتجاوز السجن لمدة 3 سنوات أو الغرامة . ولفت الى أن جمعيات حماية المستهلك تتقدم بشكاوى للرقابة الداخلية بالتموين بخلاف الشكاوى العديدة التى تقدمت بها شركة متخصصة فى صناعات أقلام الرصاص إلى المرصد المركزى لمراقبة المنتجات الصناعية بشأن تواجد منتجات صينية فى السوق من أقلام الرصاص مهربة وغير مطابقة لأية مواصفات عالمية أو مصرية فى السوق. وفى النهاية..قرارشراء مستلزمات المدارس يتوقف على وعى المستهلك ومدى قدرته على الموازنة بين سعر الأدوات وجودتها وإيجابيته فى الابلاغ عن السلع المهربة والمغشوشة .