وذاك امر طبيعى كلنا فيه سواء ! ولكن يختلف التحمل ، كما يختلف الفهم ! ويتعامل الإنسان وفق درجة إيمانه، وفهم مراد الله تعالى فيما اقامه عليه! وتلك رتبة من والاهم الله واصبحوا فى عين عنايته، ! وليس الأمر سهل المنال او صعب التحقق أيضا فإذا أراد الله تعالى لك رتبة هيأ لك اسبابها وأوقفك على ما يلزم من آداب حتى تسعد بثمرتها فى الدارين ؛ (( لا إله إلا انت سبحانك إنى كنت من الظالمين )) 87 / الأنبياء قالها ذا النون وهو فى ( الظلمات) وقال سيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ): (( ما من مكروب يدعو بهذا الدعاء إلا أستجيب له)) فما اعظم ان يقف العبد بأدب حيث اقامه الله تعالى ؛ ولقد أشار بن عجيبة – رضى الله عنه – إلى معانى جدير بتأملها فى هذا المنحى اذ يقول: [ من تحققت له سابقة العناية لاتبعده الجناية ، ولاتخرجه عن دائرة الولاية ، بل يؤدّب فى الدنيا بالابتلاء فى بدنه او ماله ، وعلى قدر الجناية وعلو المقام ، ثم يرد إلى مقامه . ثم يقول ها هنا حكايات للصالحين من هذا النوع ؛ منها حكاية خير النساج – رضى الله عنه – قيل له : أكان النسج صنعتك ؟ قال : لا ولكن كنت عاهدت الله واعتقدت ألا آكل الرطب ، فغلبتنى نفسى واشتريت رطلا منه ، فجلست لآكله ، فإذا رجل وقف على، وخنقنى ، وقال: ياعبد السوء ، أتهرب من مولاك – وكان له عبد اسمه " خير " أبق منه ، ألقى الله شبهه علّى – فحملنى إلى حانوته ، وقال : اعمل عملك امرنا بعمل الكرباس- وهو القطن- فدليت رجلى لانسجه ، فكأنى كنت اعمله سنين ، فبقيت معه شهرا ، فقمت ليلة إلى صلاة الغداة وقلت: الهى لا أعود فاصبحت فإذا الشبه قد زال عنى ، وعدت إلى صورتى التى كنت عليها، فأطلقت ، فثبت على هذا الاسم، فكان سببه اتباع شهوتى 0 ومنها قضية إبراهيم الخواص- رضى الله عنه- قال: كنت جائعا فى الطريق فوافيت الرى – إسم بلدة- فخطر ببالى ان لى بها معارف ، فإذا دخلتها أضافونى واطعمونى ، فلما دخلت البلد رأيت فيها منكرا احتجت ان امر فيه بالمعروف ، فاخذونى وضربونى، فقلت فى نفسى : من أين أصابنى هذا، على جوعى؟ فنوديت فى سرى : انك سكنت إلى معارفك بقلبك ، ولم تسكن إلى خالقك 0 ثم يقول بن عجيبة: وأمثال هذا كثير باهل الخصوصية، يؤدّبون على اقل شيئ من سوء الأدب لشدة قربهم ، ثم يردون إلى مقامهم ومن هذا النوع سيدنا يونس عليه السلام حيث خرج من غير اذن خاص ، فأدبه ، ثم رده إلى النبوة والرسالة ] فانتبه وابشر !!!??? فالابتلاء على قدر الجناية وعلى المقام ?!