كيري يعرض مساعدة لغزة وسط تكثيف للجهود الدبلوماسية

تعهد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ليل الاثنين الثلاثاء من القاهرة بمساعدة إنسانية للمدنيين في قطاع غزة بقيمة 47 مليون دولار وذلك على خلفية تكثيف للجهود الدبلوماسية من اجل التوصل إلى تهدئة فورية.
وبدا كيري الذي أعرب عن استعداده للقيام بجولة في المنطقة طالما هناك حاجة لذلك، مهمته في القاهرة حيث التقى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ودعا المسئولان الى وقف أعمال العنف التي أوقعت أكثر من 580 قتيلا فلسطينيا و27 إسرائيليا.
ودافع كيري عن حق إسرائيل في "حماية نفسها" من إطلاق الصواريخ. لكنه اعرب عن "قلقه البالغ" حيال مصير المدنيين في قطاع غزة، ضحايا الهجوم الإسرائيلي المتواصل منذ أسبوعين.
وقال كيري أمام صحافيين عند لقائه بان "نحن قلقون جدا من عواقب جهود إسرائيل المشروعة والمناسبة للدفاع عن نفسها".
وأضاف أن الولايات المتحدة ستؤمن 15 مليون دولار من اصل 60 مليونا طلبتها وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الانروا) كمساعدة طارئة.
وقالت الوكالة أن عدد الفلسطينيين الذين يلجاون الى مقراتها ارتفع إلى أكثر من مئة ألف شخص أي أكثر من ضعف العدد في نزاع 2009.
واعلنت وزارة الخارجية الامريكية ان الوكالة الامريكية للتنمية الدولية ستساهم ب32 مليون دولار لتلبية الحاجات الطارئة في غزة.
وحث كل من بان وكيري حماس التي تسيطر على قطاع غزة على قبول التهدئة التي اقترحتها مصر ووافقت عليها اسرائيل.
ورفضت حماس المبادرة التي عرضتها القاهرة لوقف اطلاق النار في غزة بدعم من الجامعة العربية، مشترطة لقبول التهدئة رفع الحصار الاسرائيلي عن القطاع وفتح الحدود مع مصر والافراج عن عشرات المعتقلين.
وقال كيري "على حماس وحدها ان تتخذ قرار تحييد المدنيين الابرياء عن اعمال العنف".
واعتبر بان أن على حماس أن "تتوقف فورا عن اطلاق الصواريخ". الا انه اضاف "مع انني افهم لماذا يتعين على اسرائيل الرد عسكريا لكن هناك نسبية ... وغالبية حصيلة القتلى هي من الفلسطينيين".
وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري قال في مؤتمر صحافي سابق مع بان ان حكومته لن تلبي طلب حماس اجراء تعديل على اقتراح التهدئة.
ويعتزم كيري اجراء لقاءات الثلاثاء مع مسؤولين مصريين من بينهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الا ان مسؤولين امريكيين اقروا بان الجهود الدبلوماسية يمكن ان تواجه صعوبات اكبر لان مصر لم يعد لها تاثير كبير على حماس بعد ان اطاح الجيش المصري الرئيس الاسلامي محمد مرسي.
وقال مسؤول أمريكي كبير يرافق كيري رفض الكشف عن هويته "الهدف هنا هو التوصل الى وقف اطلاق النار باسرع ما يمكن. هذا ليس معناه ان الامر سيتم بسرعة او بسهولة لكن هذا هو الهدف".
وحصلت حماس على دعم قطر وتركيا الدولتان اللتان تتمتعان بنفوذ في المنطقة وكلاهما حليف للغرب ولهما علاقات وثيقة مع الاسلاميين.
وقال مسؤولون امريكيون إن كيري يحافظ على الاتصالات مع قطر وتركيا وانه على استعداد للتنقل في المنطقة.
كما اجرى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس محمد مشعل مباحثات حول التهدئة الاثنين في قطر.
ومع ان كيري دافع علنا عن اسرائيل الا انه بدا وكأنه ينتقدها عندما تحدث خلال استراحة بين مقابلات تلفزيونية الاحد بدون ان يعلم ان المايكروفون لا يزال مفتوحا.
وقبل مقابلة مع محطة فوكس نيوز، سمع كيري يتحدث عن الجنود الاسرائيليين الذين سقطوا في غزة مع مسؤول في وزارة الخارجية تبين انه جوناثان فينر.
وقال كيري "آمل الا يعتبروا ذلك دعوة للقيام بالمزيد (...) يجدر ان يشكل ذلك تحذيرا لهم".
واضاف كيري "ما هذه العملية الدقيقة! ما هذه العملية الدقيقة!"، في تعبير على ما يبدو عن احباطه لحصيلة القتلى المدنيين في الهجوم الاسرائيلي.
وتابع وزير الخارجية الأمريكي "علينا أن نذهب إلى هناك (...) علينا ان نذهب (الى الشرق الاوسط) الليلة. من الجنون الجلوس مكتوفي الأيدي. فلنذهب".